Al Jazirah NewsPaper Monday  27/04/2009 G Issue 13360
الأثنين 02 جمادى الأول 1430   العدد  13360
(هَجَر).. ماء ونخيل ونفط
قافلة الإعلام السياحي الخامسة تنهي مضمارها الأول في الأحساء

 

الأحساء - فهد الشويعر

دارت عجلة قافلة الإعلام السياحي في دورتها الخامسة والتي تنظمها الهيئة العامة للسياحة والآثار والمتجهة إلى المنطقة الشرقية، حيث ابتدأت جولتها في محافظة الأحساء التي تشكل 24% من مساحة المملكة العربية السعودية، و68% من مساحة المنطقة الشرقية بما فيها الربع الخالي بعدد سكان تجاوز المليون ومائتي ألف نسمة.

وتشتهر الأحساء بواحات النخيل الشاهقة التي تصل عددها إلى مليوني نخلة منتجة بأراض زراعية ممتدة لأكثر من 20 ألف هكتار، تعود حيازتها لأكثر من 30 ألف مزارع، كما اشتهرت بعيونها العذبة التي يصل عددها إلى أكثر من 30 عيناً يتم من خلالها ري النخيل عبر قنوات خرسانية يصل طولها داخل المدن والقرى إلى 1500 كلم.

والأحساء أو (الحسا) كما يطلق عليها أهلها، وهي نسبة إلى الحسي، وهي الأرض الصخرية المغطاة بطبقة رملية تختزن مياه الأمطار، ويمكن الحصول على الماء بحفر ذات عمق بسيط جداً، عُرِفت باسم (الأحساء) في العام 1314ه، وكانت تعرف قبل ذلك ب(هَجَر) نسبة إلى هَجَر بنت المكفف الجرمقية، وتعتبر في تلك الحقبة جزءاً من إقليم البحرين الذي يمتدّ من الفرات شمالاً إلى عُمان جنوباً.. عاشت في ربوع الأحساء عدة ممالك وحكومات، أهمها إمارة الجرهاء التي قامت في الفترة من 500 قبل الميلاد إلى 300 ميلادية، التي زالت على يد القبائل العربية التي زحفت إليها مثل قبيلة الأزد الذين هاجروا إلى شرق الجزيرة العربية بعد انهيار سدّ مأرب، وعاشت فيها كذلك عشائر زيدا وكندة وبكر بن وائل وتميم ثم قبيلة عبدالقيس والتي تزامن وجودها مع ظهور الإسلام، وتوالت الأمور هنا تحت ولاية الخلفاء الراشدين ثم قيام حركة القرامطة ثم دولة العيونيين الذين أطاحوا بالقرامطة وحكموا البلاد عام 630ه ثم العقيليون ثم بنو جروان حتى قامت دولة الجبريين بين عام 840ه وعام 941ه، التي واجهت المد البرتغالي على المنطقة، فقام العثمانيون بحماية المنطقة، وبعد العثمانيين حكمها بنو خالد حتى دخول حكم الدولة السعودية في الفترة 1208 - 1233ه، ثم عاد العثمانيون مرة أخرى للمنطقة ليحكموها إلى أن عاد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وقام بإجلائهم من المنطقة ليثبت الحكمة العادل في ليلة الخامس من جمادى الأولى سنة 1331ه.

تضم الأحساء مدناً عدة منها الهفوف والمبرز والعيون والعمران والجفر بالإضافة إلى أكثر من 30 قرية، تأتي أهميتها من كونها المنفذ البري الذي يربط المملكة ببعض دول الخليج (قطر وعمان والإمارات)، وترتبط الأحساء بمياه الخليج عبر شاطئ العقير بمسافة تصل 80 كم من داخل مدينة الهفوف، وتبعد مسافة 150 كم عن شاطئ سلوى القريب من الجمرك الذي يربط السعودية بدولة قطر.

ويمكن لسائح الأحساء أن يصل لها براً بالسيارة أو القطار أو جواً، والقادم عن طريق البر سيلاحظ أنابيب النفط ممتدة في الصحراء، حيث يوجد بالمنطقة أكثر من 12 حقلاً من الحقول البترولية المنتجة، أهمها حقل الغوار الذي ينتج نحو 44 في المائة من إنتاج المملكة للبترول، والذي تقدر مساحته بـ 500كم2، كما بها إمكانات استخراج الغاز الطبيعي من حقول شدقم والعثمانية والعضيلية وحرض والحوية.

التمور والنخيل

تشتهر الأحساء بإنتاج أجود أصناف التمور وأهمها الخِلاص، حيث يبلغ عدد النخيل المزروعة من الخلاص أكثر من مليون نخلة، وحسب إحصائية عام 1999م فإن الأحساء تنتج من 2.2 مليون نخلة مثمرة حوالي 78725.4 طن سنوياً من التمور، وينتج في السعودية 400 صنف من التمور، منها 138 نوع ينتج في الأحساء، وحالياً يعمل ما لا يقل عن 30 ألف مزارع في النخيل والبساتين، وبجانب تمرة الخلاص هناك الرزيز والشيشي والزاملي والغَرّ والخنيزي والهلالي والبرحي والحاتمي والشَّهَل والخلاص وغيرها، فالتمر له فوائد غذائية كبيرة حيث تناول 100 جرام منه يمد الجسم بنحو 233 سعراً حرارياً بالإضافة إلى أهميته كمصدر للطاقة. كما تنتج الأحساء الكثير من الفواكه والخضار، منها الطماطم والليمون والخيار والخس والجزر والقرع والكوسة.

الحرف اليدوية والصناعات المحلية

يستغل الحرفيون مخلفات النخلة من السعف والكرب والأعواد والجذوع والليف في الصناعات اليدوية، ومن هذه الصناعات صناعة الحبال وصناعة الأقفاص التي تستخدم لبيع الرطب، وصناعة أسرّة الأطفال وهو ما يعرف ب(المَنَز)، وخوص النخل ويستفاد منه في صناعة سفرة الطعام التقليدية والزبيل والمُحصن لحفظ التمر والمَهَفة، كما تستغل الجذوع لعمل الخبز الأحمر.

وتعتبر مهنة الخبز الأحمر من المهن التي لا زالت قائمة، يعتمد في صناعته على التمر والطحين الأسمر، يخبز في الفرن الذي يشتعل بواسطة جذوع النخيل، ويضيف احتراق جذوع النخيل نكهة طيبة على الخبز، ويجدر بالزائر تذوق هذا الخبز، وهو يباع في المخابز الشعبية التي تتواجد في أكثر من مكان.

وبجانب هذه الحرف تشتهر الأحساء بالحرف اليدوية والصناعات التقليدية والتي تتجاوز 60 حرفة، منها: الحدادة والصفارة ونقش الحناء وصناعة المداد (الحصير) من أعواد الأسل، والخرازة والدباغة والندافة (ندف القطن) وصناعة المشالح، وتتواجد هذه المنتجات الحرفية في الأسواق الشعبية خاصة سوق الخميس.

صناعة المشالح

تنتج الأحساء منذ الزمن القديم المشالح المصنوعة محلياً باليد الوطنية المدربة الخبيرة، وهو أجود أنواع المشالح، لأن الأحساء اشتهرت بهذه الصناعة وهي مهنة متوارثة من الأجداد إلى الآباء، كما أن أبناءها نقلوا هذه المهنة معهم إلى الدول العربية أثناء فترة عملهم هناك مثل البحرين والعراق وسوريا والكويت ولبنان، وتتميز صناعة المشالح بالأحساء بالنقشة المبتكرة والزري من النوع الممتاز والألوان المتعددة والمختلفة.

الأرز الحساوي

وهو من أهم المحاصيل الزراعية في الأحساء منذ القدم وتنتج الأحساء منه سنوياً ما يعادل 400 طن، وفي العام 1960 كان معدل إنتاجه يصل إلى 4 آلاف، وقد ارتبط الأرز الحساوي بالكرم وحسن الضيافة، فكان يقدم للضيوف دلالة على الغنى والخير وكقيمة اجتماعية، وهو نبات عشبي حولي صيفي، يتميز بلونه الأحمر القاني وبحبته الطويلة التي تصل إلى 10ملم.

جبل القارة ومصنع الفخار

من أهم معالم الأحساء أيضاً هو جبل القارة وجبل الشعبة وجبل الأربع، وجبل القارة هو المتاح للزيارة طوال اليوم، يبعد عن مدينة الهفوف 12 كيلومتراً، ومساحة قاعدته 1400 هكتار، ويبلغ ارتفاعه حوالي 150 قدماً، يقع في القرى الشرقية، تحيط به أربع قرى: القارة والتويثير والتهيمية والدالوة، ويميز جبل القارة ببرودة مغاراته فصل الصيف ودفئها في فصل الشتاء،، وسيجد هواة التصوير فرصة سانحة لالتقاط صور رائعة لهذا الجبل الذي يتميز بصخوره الغريبة ذات الأشكال الجمالية الرائعة والبديعة، وتتعدد كهوف الجبل من حيث الاتساع وكثرة الأماكن التي تشبه الغرف، وإلى ما قبل 20 عاماً كان كل مجموعة من الأصدقاء أو الإخوان يتخذون مكاناً معيناً داخل الجبل يكون خاصاً بهم ويعرف باسمهم ويترددون عليه في شهر رمضان للنوم بداخله، ويعد غار (الناقة) أشهر غيران الجبل، فهو الأبرد والأكثر اتساعاً، فهو يستوعب ما لا يقل عن 400 شخص، وبه مكان يسمى الثلاجة لشدة برودته وبه فتحة صغيرة جداً تسمى (الفريزر) وفي هذا المكان لا يمكن النوم أو الجلوس به لبرودته العالية والشديدة، ويحتاج الداخل إلى هذا الغار أن يحني ظهره أو يمشي على ركبتيه أو يزحف على بطنه في بعض المواقع، ومن كهوف الجبل أيضاً غار (العيد) ومدخله يقع بالقرب من موقع سوق الأحد، وهو خاص لكبار السن لأن فتحاته واسعة ولا يحتاج إلى الإضاءة الصناعية وبه أماكن واسعة ومرتفعة على شكل صالات تشبه في تكويناتها المسارح الرومانية، وغار آخر هو غار الميهوب ويتميز بغيرانه الواسعة والمرتفعة والمظلمة جداً، ومدخله قريب من مدخل غار العيد، أما المتاح للزيارة بشكل مستمر الآن فهو ما يعرف بالمغارة ومدخلها يقع بين قريتي التويثير والتهيمية.

وعلى مسافة 7 كيلومترات من جبل القارة يقع جبل الشعبة القريب من بلدة الشعبة إحدى القرى الشمالية، وسيجد الماهرون في قيادة السيارات -أو من يحب مشاهدتهم- فرصة لممارسة هذه الهواية في التطعيس والصعود على قمة الجبل، حيث يجتمع هؤلاء الهواة عصر يومي الخميس والجمعة، كما تقام بجواره نشاطات سياحية كركوب الدارجات النارية ركوب الجمال، وقد شهد هذا الجبل معركة كنزان الشهيرة أيام توحيد الملك عبدالعزيز للبلاد وتوطيد الحكم.

أما جبل الأربع والذي يتكون من أربع تلال صغيرة، يبعد 20 كيلومتراً نحو طريق قطر جنوب غرب ضاحية هجر والتي تعتبر امتداداً لقرية الطرف، يرتاده هواة الرحلات البرية، وبالقرب منه مضمار الخيل ومواقع أسطبلات هواة رياضة الفروسية، كما يجد فيه هواة السيارات فرصة لممارسة مهاراتهم في قيادة السيارات.

يمكن لزوار جبل القارة زيارة مصنع الفخار وهو بالقرب من ساحة سوق الأحد، ويقع داخل جبل قارة، ومن خلال زيارته يتعرف الزائر على كيفية صناعة الفخار من الطين المحلي الذي ينتج أشكالاً مختلفة من الأواني.

مسجد جواثا

يعد مسجد جواثا في الأحساء من المواقع الأثرية القليلة التي لا تزال قائمة في شرق قرية الكلابية، ويبعد عن مدينة الهفوف 17 كلم.. وتشير كتب التاريخ إلى أن مسجد جواثا هو ثاني مسجد يصلى فيه صلاة الجمعة في الإسلام بعد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.

ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السابعة من الهجرة، بناه بني عبد القيس، وأن حصن جواثا اعتصم به المسلمون الذين ثبتوا على دينهم عندما حاصرهم أهل الردة، وقد استنجدوا بخليفة المسلمين أبي بكر الصديق رضي الله عنه على لسان شاعرهم عبدالله بن حذف الكلابي، وقد أنجدهم خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق بجيش يقوده العلاء بن الحضرمي وقضى على الفتنة، ويعتقد أن الأراضي في الجنوب الغربي من جواثا، تضم رفات من استشهد من المسلمين في حروب الردة، ومنهم الصحابة عبدالله بن سهيل بن عمرو، وعبدالله بن عبدالله بن أبي، حيث تحصن مجموعة من المسلمين داخل أسوار المسجد حين حاصرهم المرتدون في عام 14 هجرية (635م).

المدرسة الأميرية

أنشئت المدرسة عام 1940م تلبية لإرادة تنموية لنشر التعليم النظامي، تحت مسمى المدرسة (الأميرية) كأول مبنى مدرسي حكومي في الأحساء في العهد السعودي، وقد شهد المبنى تدهوراً في العقدين الماضيين بعد هجره، وتوقفت صيانته بعد انتشار المباني المدرسية الحكومية، ونتيجة إهمال صيانته تمت إزالة الدور العلوي ثم إزالة البوابة عام 1987، إلى أن تم تسليم المبنى لفرع جمعية علوم العمران بتعاون مع وكالة الآثار.. وفي عام 1998 جاءت فكرة ترميمه وتأهيله، وتبنى الأمير سلطان بن سلمان رعاية مشروع الترميم.

وتتميز المدرسة بموقعها الحيوي وسط مدينة الهفوف، وهي تربط الذاكرة التاريخية لأهالي الأحساء والسعودية والخليج نظراً لتلقي العديد من الشخصيات في السعودية والخليج تعليمهم في هذه المدرسة، كما أن تصميمها الفريد يعطي شواهد على مدى رقي العمارة المحلية وارتفاع الثقافة المعمارية في شبه الجزيرة العربية، خاصة وأنه يعد نموذجاً في نشأة المباني التعليمية، باستخدام مواد البيئة المحلية بدقة وإتقان كأسقف الكندل والجص والحصى وجذوع النخل ونبات الأسل والأبواب والنوافذ، وهو نموذج للعمارة الإسلامية، حيث روعي في عمارته المقياس الإنساني الذي يحفظ النسبة بين الارتفاعات والعروض.

وكان من بين الطلبة الذين تلقوا تعليمهم في أروقة مدرسة الهفوف الأولى (الأميرية) الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والشيخ عبدالرحمن عبدالله الملا وعبدالرحمن اليمني وعبدالعزيز الظفر وعبدالله صالح جمعة رئيس شركة أرامكو السعودية، ويوسف محمد الجندان، مدير جامعة الملك فيصل، وعبداللطيف الشعيبي، وسليمان الصويغ، ومحمد عبدالله الملا، أمين عام اتحاد الغرف الخليجية، وصديق جمال الليل، وعبدالعزيز العفالق، وعبدالله إبراهيم الراشد، وعبدالرحمن الشهيل، وراشد عبدالعزيز المبارك ومحمد عبداللطيف الملحم وزير الدولة وعميد كلية التجارة بجامعة الرياض عام 1970، وعمران محمد العمران عضو مجلس الشورى، وعبدالرحمن بن عثمان الملا المؤرخ المعروف، وعبداللطيف بن عثمان الملا -يرحمه الله- أحد مؤسسي المسرح المدرسي ورجل الأعمال ياسين الغدير - يرحمه الله- وغيرهم.

المتاحف

يقع في مدينة الهفوف متحف للآثار والتراث الشعبي يحوي تاريخ وآثار المنطقة منذ 12 مليون سنة وحركة القارات والأزمنة الجيولوجية وعمر الأرض ومقارنة آثار المنطقة بآثار المملكة بشكل عام.

قصر إبراهيم

اختلفت الروايات في تسميت قصر إبراهيم حيث قيل إن هذا الاسم أطلق على القصر خلال القرن الرابع عشر الهجري، وتُنسب تسمية القصر إلى إلى إبراهيم بن عفيصان وإلى الأحساء في عهد الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد ويعتقد أنها الأقرب، ويعود تاريخ بناء القصر الذي تقدر مساحته بـ 16500م إلى عهد الجبريين الذين كانوا يحكمون الأحساء قبل قدوم العثمانيين ما بين عام 840هـ وعام 941هـ.

ومن أهم أجزاء القصر: مسجد القبة وقد بناه علي باشا حاكم الأحساء ما بين سنة (972هـ - 979هـ) وقد افتتح للصلاة في مايو 1571م. وقد بني في عهد سليم الثاني بواسطة علي باشا وتم الانتهاء منه بتاريخ 979هـ ويقصد بعلي باشا الوالي علي بن لاوند البريكي.

منزل البيعة

بالقرب من قصر إبراهيم يقع منزل الشيخ عبداللطيف الملا الذي يعرف ب(منزل البيعة)، الذي شهد أول لقاء بين الملك عبدالعزيز والشيخ عبداللطيف الملا في ليلة 5 - 5 - 1331ه ليتم مبايعة أهالي الأحساء للملك عبدالعزيز (رحمه الله) بالسمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله ولم تطلع الشمس حتى بايع سكان الهفوف كافة الملك عبدالعزيز، وهذا المنزل يقع في وسط حي الكوت بمساحته (705م2) وأسس هذا المنزل عام 1203ه وقام ببنائه الشيخ عبدالرحمن بن عمر الملا قاضي الأحساء في تلك الفترة.

عيون المياه

ومما يميز الأحساء عن دونها هو عيون المياه المتواجدة في أماكن متفرقة من مدنها وقراها، وهذه العيون تستقبل زوارها ومرتاديها على مدار الساعة، وعرفت هذه العيون قبل أكثر من 4 آلاف سنة ويرتبط تاريخها بالعمالقة الفينيقيين، وهذه العيون تمدّ الواحة الزراعية بشبكة الري التقليدية وعبر أنهر وجداول إسمنتية يتجاوز طولها 1500 كيلومتر، وقد اندثر الكثير من هذه العيون بفعل الجفاف، ومن أشهر العيون في الأحساء: عين باهلة وبرابر والبحيرية والحقل والحارة والحويرات والمطيرفي وصويدرة والخدود والجوهرية. وأهم العيون القائمة حاليا والتي يمكن زيارتها والسباحة فيها: عين الخدود شرق الهفوف، وعين الجوهرية في قرية البطالية شمال الهفوف، وعين أم سبعة في قرية القرين شمال المبرز وعين الحارة التي تتميز بمائها الحار وهي تقع في وسط مدينة المبرز.

شاطئ العقير

هو أول ميناء تجاري على الخليج العربي حتى عام 1957، وتحول الآن منطقة أثرية، بها مبان قديمة ما زالت قائمة تحكي قصة ماضيه العريق وشواهد للعمارة السعودية، وهذه المباني هي الدوائر الحكومية التي شيدت في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.

وشهد ميناء العقير انطلاقة جحافل الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين، ولعل أبرز الأحداث التاريخية المهمة التي شهدها العقير في التاريخ السعودي الحديث، نزوح العساكر العثمانيين من الأحساء في عام 1331هـ، وعقد الملك عبدالعزيز معاهدة العقير الشهيرة مع السير بيرسي كوكس، ممثل الحكومة الإنجليزية 1915م.

الشاطئ يبعد عن مدينة الهفوف 90 كيلومتراً، يمكن الوصول إليه من الجهة الجنوبية للأحساء من ناحية قرية الجشة، الذي يبلغ طوله 53 كيلومتراً، والشاطئ به 80 مظلة (شاليه)، و100 دورة مياه للرجال وللنساء تتيح لمرتاديه كل سبل الراحة.

الأسواق الشعبية

تختزل الأسواق الشعبية التاريخ وتحتفظ بالماضي، ومن أشهر الأسوق سوق الخميس وهو يقام صباح كل خميس ويقع في مجمع الأسواق خلف مجمع الدوائر الحكومية في مدينتي الهفوف والمبرز، تباع فيه ألوان مختلفة ومتنوعة من البضائع، من الخضروات والفواكه والتمور والأشجار والورود والملابس والأجهزة، ويقوم بالبيع رجال ونساء من السكان المحليين وفي جانب منه تباع بعض الأدوات القديمة ومنتجات الحرف اليدوية المحلية وبعض الأطعمة الجافة والحمام والعصافير والدجاج المحلي، ويزوره عدد كبير من السكان من الحضر والبدو والمقيمين، يبتاعون منه بضائعهم لأسعاره المناسبة، ويجاور سوق الخميس سوق البدو تباع فيه مستلزمات البادية من الملابس والخيام وأدواتها وبيع السمن البلدي والمنتجات اليدوية للبدو.

وهنالك أصحاب البسطات التي تقام على مدار الأسبوع، كل يوم في قرية، يوم السبت في الحليلة، يوم الأحد في القارة، يوم الاثنين في الجفر ويوم الثلاثاء في الجشة ويوم الأربعاء في المبرز ويوم الجمعة في الطرف، كما تقام أسواق شعبية صغيرة في بعض الأحياء الحديثة في الهفوف والمبرز، ويقام عصر كل جمعة سوق الحراج وذلك في مدينة الهفوف، وفيه تباع أشكال مختلفة ومتنوعة من البضائع القديمة والحديثة بأسعار زهيدة، كما تباع فيه أدوات منزلية مستعملة والأجهزة وليس بعيداً أن يصادف المتسوق كتباً ومجلات قديمة معروضة للبيع، كما يعد سوق القيصرية في مدينة الهفوف من الأسواق الشعبية وهو سوق عريق.. ويمثل سوق القيصرية نقلة اقتصادية مهمة عاشتها المملكة في فترة العشرينيات الميلادية من القرن العشرين، ويعود تاريخ بناء القيصرية إلى زمن بعيد ربما تعود للبدايات الأولى لنشأة المدينة في القرن السابع أو الثامن الهجري، إلا أن هذا السوق تعرض إلى حريق هائل في العام 2001م أدى إلى تدميره، ويتم حالياً إعادة بنائه.

الأكلات الشعبية

ومن أهم الأكلات الشعبية التي يتميز بها أهالي الأحساء: الهريس والجريش والقرصان، ولعل أشهرها أكلة المندي الحساوي.

وفي الختام أشكر باحث الآثار في جهاز التنمية السياحية والآثار في الأحساء الأستاذ خالد الفريدة الذي زودني بهذه المعلومات من مصادرها الأساسية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد