Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/04/2009 G Issue 13362
الاربعاء 04 جمادى الأول 1430   العدد  13362
معدل الأعمار
د. موسى بن عيسى العويس

 

* من الطبيعي أن يتفاوت معدل الأعمار في كل دولة، وفي كل إقليم، وفي كل قارة بحسب استقرار أوضاعها الصحية، والسياسية، والأمنية، والاجتماعية، إذ تظل الكوارث والأزمات على اختلاف أنواعها عاملاً مؤثراً وفاعلاً في ارتفاع نسبة الوفيات أو انخفاضها.

في المملكة العربية والسعودية، وربما في دول الخليج العربي كذلك، أظهرت الإحصائيات التي تصدر من الجهات المختصة أن معدل الأعمار ما يقارب (72) عاما تقريباً، وبتفاوت يسير بين الذكور والإناث. ولا أعتقد أن هناك منطقة تتوافر فيها كل مقومات الحياة والإمكانات والاستقرار على نحو يضاهي أو يقارب ما هو موجود هنا في (الخليج العربي)، كما أن جهود حكومات هذه الدول، وحرصهم على أمن وسلامة شعوبهم غير مسبوق، رغم حداثة تجاربها في هذا الميدان.

* لا نريد في هذه الوقفة أن نربط هذه المعدلات والإحصائيات بأيدلوجيات تنطلق من المأثور عن أعمار الأمة المحمدية التي أشارت إليها الأحاديث، إذ لم أتبين صحتها، ولم أسع إلى ذلك، إذ ربما تفسر عند البعض أنه وكلما ابتعدنا عن القرون الأولى المفضلة قلّت الخصوصية لبعض فئات هذه الأمة، تبعا لامتثالها وانقيادها، ومدى التزامها بالسنن والشرائع، وهذا تفسير أوتحليل قد يرد فيما لو كانت المعدلات أقل من (60) عاماً.

* قد تتجه وزارات الصحة مع الجهات ذات العلاقة في دول الخليج بتحليل أسباب الوفيات لكل جنس، والانطلاق من المسببات في مرحلة استقصاء المشكلات ورسم الإجراءات الوقائية لها، والاستفادة في مراحل التشخيص والعلاج والتقييم من تجارب الدول الأخرى التي تتشابه معها بالظروف.

* لو خرجنا عن منطقة (الخليج العربي) في هذا الموضوع لوجدنا أن (إسرائيل)، وهي تعيش في بؤرة الصراع العسكري والسياسي معدل أعمار الرجال فيها (82) عاما تقريباً، والنساء (78) عاماً. وفي كوريا (72)، والأوروبيون (76) تقريباً، وفي الصين (75) عاماً على كثرة السكان وصعوبة توفير الأمن الصحي لمثل هذه الأعداد، وفي الأردن (70)عاماً للذكور، و (72) عاماً للنساء تقريباً، ومما يستلفت الانتباه أن بعض الدول التي ينتشر فيها مرض (الإيدز) الخطير حمانا الله وإياكم منه بلغ معدل أعمار الرجال (37)، أما النساء، وهو الأكثر انتشاراً لديها حسب بعض الإحصائيات (34). وكنت أتمنى لو أخذنا مقارنات إحصائية على مستوى القارات، ووجهت المنظمات والمؤسسات الدولية التي تهتم بصحة الإنسان بدراستها، وتوجيه مناشطها وجهودها لتلك الدول، انطلاقا من واجبها الإنساني، والتزاماتها مع الدول في كافة المنظمات.

* من المسلم أن لكل أجل كتاباً، وإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون، وفي كل ما ذكر لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر، لكن الإنسان بحكم استخلافه في هذه الأرض ومطالبته بعمارتها بكل ما يمتلك من مقدرات، وما أوتي من قوة مندوبٌ إلى البحث الجاد المستقصي لكل الظواهر التي تهدد الإنسان وتحيط ببيئته، وستظل الجهود دون المأمول ما لم تؤازر بدعم سياسي واجتماعي، كي نخلق مع من حولنا مجتمع آمن، وبيئة مستقرة، تنعم بالأمن والاستقرار، وتحفها السكينة والطمأنينة. ا ه



dr_alawees@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد