Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/04/2009 G Issue 13362
الاربعاء 04 جمادى الأول 1430   العدد  13362
أمطار الابتعاث!
د. فهد بن علي العليان

 

استضاف - مؤخراً - منتدى أمطار الذي يشرف عليه عضو مجلس الشورى الأستاذ القدير نجيب الزامل وإخوانه سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى وكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث

في ليلة جمعت نخبة من المفكرين وأساتذة الجامعات وأعضاء مجلس الشورى. وقد تناول الموسى في حديثه ما يتعلق ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يعده المفكرون والمهتمون استثماراً حقيقياً في العنصر البشري في مملكتنا الغالية.

ولقد كان ذلك اللقاء مثمراً حيث بدأه المحاضر بتقديم فكرة عن برنامج الابتعاث وأهدافه والمراحل التي يمر بها ثم المعوقات التي قد تعترض بعض الطلاب في مسيرة ابتعاثهم. ثم عرج الضيف بالحديث عن محاولة الوزارة في مساعدة الطلاب والطالبات الراغبين في الابتعاث من خلال تطبيق روح النظام بما يخدم هؤلاء دون خرق الأنظمة بالإضافة إلى أن الوزارة تعترف ببعض القصور في البرنامج نظراً لكثرة الأعداد وتسعى جاهدةً لتلافيها بما يحقق النجاح الذي يطمح إليه مسئولو الوزارة.

ولقد تفاعل الحاضرون مع اللقاء بشكل متميز، وذلك من خلال المداخلات التي ركزت في غالبها على أهمية التنسيق بين وزارة التعليم العالي والقطاعات الخاصة والحكومية لتقوم بتوضيح احتياجاتها للسنوات القادمة؛ وذلك سعياً لاستغلال جميع الطاقات العائدة إلى أرض الوطن؛ مما يستوجب وضع خطة واضحة وذلك بالتنسيق مع تلك القطاعات؛ حيث إن هذا سيكون حافزاً ومشجعاً لهؤلاء المبتعثين للعطاء بشكل مميز. لقد قال الأستاذ نجيب الزامل: (نريد أبناءنا وبناتنا في الخارج أن يتعلموا أحسن تعليم، وألا يواجهوا مشقة فوق العادة تعوقهم عن التركيز لما ذهبوا لأجله، ونريد لهم أعمالاً وافرة ومتواجدة حينما يعودون وهم متزوّدون بالتعليم الصحيح الملائم، وأنا متأكد أن القطاع الخاص في المملكة سيكون سعيداً وفخوراً بالتعاون مع وزارة التعليم العالي في المساهمة بإيجاد الأعمال المناسبة لأبنائنا المبتعثين).

وأقول: إن الحقيقة الواضحة أن الابتعاث خلال العقود الماضية قد ساهم في توفير الكفاءات السعودية العلمية المتميزة التي لعبت دوراً واضحاً في نهضة البلد التنموية؛ حيث شارك المبتعثون مع غيرهم من أبناء وطننا الغالي في تحقيق التنمية والتطور والنماء في ميادين كثيرة. ومن ثم جاءت فرصة الابتعاث لأبناء وبنات وطننا الغالي من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث - الذي تتولاه وتشرف عليه وزارة التعليم العالي بإدارة واعية ومقتدرة ومنظمة.

كما دار النقاش حول قضية هامة جداً وهي الابتعاث لدراسة المرحلة الجامعية؛ حيث تظل النقطة الجوهرية - من وجهة نظري - تتمثل في آلية اختيار المبتعثين للدراسة الجامعية؛ ومن هنا فإننا بحاجة جد ماسة إلى التدقيق في اختيار وابتعاث الأفراد الذين يستطيعون تقديم صورة جيدة لأبناء هذا الوطن من خلال الجد والتحصيل العلمي المتميز والسلوك المنضبط. كما أن على الملحقيات الثقافية مسؤولية كبيرة لتخرج عن المألوف وتقدم مساعداتها للمبتعثين؛ بما يحقق لهم الاستمرار في دراستهم والبعد عن كل ما يعترض ذلك، وليت مسئولي الملحقيات يقتدون بوكيل الوزارة للابتعاث الذي يحرص على متابعة كل ما يتعلق بأمور المبتعثين حيث تراه معهم في صالة الاستقبال في الوزارة، وليس في مكتبه كعادة الوكلاء، بل ويتعدى ذلك إلى مرافقتهم في مطار الملك خالد الدولي. وبعيداً عن ليلة لقاء أمطار، فإن هناك تساؤلاً يدور بين أوساط بعض المهتمين حول سبب تقليص الابتعاث أو إلغائه في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ حيث تركز وزارة التعليم العالي على التخصصات ذات الطابع التطبيقي؛ مما قد يدل على أن هدف الابتعاث هو الحصول على عدد كاف من حملة الشهادات العليا لسد الشواغر الوظيفية في تلك المجالات العلمية!.

وأخيراً ما زلت أتساءل عن قناعة بعض زملائي وزميلاتي المعيدين والمحاضرين في بعض الجامعات حول إحجامهم عن الدراسة في الجامعات المتقدمة لتنويع الخبرات واكتساب العديد من المهارات.



alelayan@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد