Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/04/2009 G Issue 13362
الاربعاء 04 جمادى الأول 1430   العدد  13362
البوارح
الإنترنت ونقل المعرفة
د. دلال بنت مخلد الحربي

 

من التحولات الكبرى في هذا العصر ما نشهده من تسارع واضح في مجال نقل المعرفة وتسهيل الحصول عليها وتداولها؛ ويتمثَّل ذلك بوضوح في أنواع البرمجيات، وفي الأقراص الممغنطة التي تحمل الكم الكبير من نوع محدد من وسائل المعرفة مثل الكتب أو الدوريات.

ولكن أكبر تحول يمكن أن يكون في تاريخ الإنسانية هو الإنترنت الذي أصبح أكبر وسيط للحصول على المعرفة بين البشر كافة ففيه كل شيء وبكل لغة، وعليه يعتمد الكثير في الأخذ، وما يحويه الإنترنت قد يكون على نوعين:

نوع رسمي يمثّل مواقع هيئات ومؤسسات علمية معروفة يحتوي على كل ما يتصل بها من نشاط معرفي ويدخل في هذا النمط المواقع الرسمية للمجلات والنشرات البحثية.

ونوع آخر تمثّله مواقع أفراد وجماعات وجهات غير رسمية.

وفي كلا النوعين ملايين الوثائق وكم هائل من المعلومات، وهنا ينبع السؤال: هل يمكن الاعتماد على محتوى الإنترنت في البحث العلمي، ولما كان نقاش الموضوع بشكل شامل غير ممكن فسأقتصر على البحث العلمي في التاريخ بكل مراحله، فهل يمكن أن يعتمد باحث أو طالب دراسات عليا على معلومات في مواقع غير رسمية لأفراد أو جماعات أسرية أو قبلية أو فكرية، وما هي مبررات الاعتماد إن كان الجواب بنعم، وما هي مبررات الرفض إن كان الجواب ب(لا).

من وجهة نظري الخاصة الأمر على درجة كبيرة من التعقيد، فمعلومات كثيرة في المواقع غير الرسمية تحتوي على مبالغات، وعلى معلومات غير موثقة، بل عندما تقارن بما هو متاح في المصادر قد نجدها متضاربة معها، والكثير أيضاً يحمل وجهة نظر شخصية، أو يعتمد على معلومات شفهية، وفي النهاية هي معلومات ليست متاحة في المراجع المنشورة، ثم حتى الاعتماد على كتب منشورة من قبل ومتاحة على هذه المواقع، هل يمكن الأخذ بمعلوماتها ألا يراودنا الشك في إمكانية العبث بها؟

ومن ثم هل يمكن لطالب دراسات عليا أن يستخدم معلومات حصل عليها من الإنترنت ويأخذ بها، إن الجواب لا بد أن يصدر عن نقاش وعن متابعة واقعية لمحتوى بعض المواقع والتعرّف على ما تنشره، إن الموضوع في حاجة إلى معالجة وإلى أكثر من دراسة لأن أثره خطير في مسار البحث العلمي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد