Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/04/2009 G Issue 13362
الاربعاء 04 جمادى الأول 1430   العدد  13362
بدأت الإصابة به منذ عام 2007م في أمريكا وينتقل عن طريق الرذاذ والمخالطة
لا لقاح ضد إنفلونزا الخنازير والأبحاث جارية لمكافحته

 

الجزيرة - أحمد القرني:

عقدت اللجنة العلمية من مختلف القطاعات الصحية الحكومية ظهر أمس مؤتمراً صحفياً بديوان الوزارة لتسليط الضوء على مرض إنفلونزا الخنازير الذي انتشر مؤخراً في معظم الدول الأمريكية والأوروبية وغيرها.

قدم خلاله مدير عام الإعلام والتوعية الصحية بالوزارة د. خالد مرغلاني أعضاء اللجنة العلمية المشاركين في المؤتمر، وأوضح بأن المرض قد تجاوز إصابة 1455 حالة، وفي المكسيك منها 150 حالة وفيات و40 حالة في 5 ولايات بالولايات المتحدة الأمريكية و6 حالات بكندا وحالة واحدة في إسبانيا وبعض الحالات المشتبه بها بفرنسا وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا، وذلك حتى تاريخ 27 أبريل 2009م.

مشيراً د. مرغلاني إلى أن هناك تحذيراً في الوقت نفسه بأنه لن تكون هناك أي دولة بمنأى عن مرض إنفلونزا الخنازير.

وأكد د. مرغلاني أن وزارة الصحة والجهات المعنية في المملكة قد بادرت بعقد اجتماع طارئ يوم أمس للجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية تابعت خلاله آخر مستجدات الوضع بالنسبة لمرض حمى الخنازير وفقاً لأحدث البيانات والإحصاءات الصادرة من منظمة الصحة العالمية.

مشيراً إلى توفير الوزارة خدمة الهاتف المجاني لمركز المعلومات الإعلام التوعية الصحية 8002494444 للإجابة عن أي استفسار من المواطنين والمقيمين حول هذا المرض، إضافة إلى توفير العلاج للفيروس للوقاية منه وهو (التاميفلو)، كما أنه توجد غرفة عمليات بالوزارة على مدى الساعة لمتابعة تطور هذا المرض.

وبيّن د. مرغلاني أنه سيعقد يوم السبت القادم 14 - 5 - 1430هـ مؤتمر خليجي علمي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي لوكلاء وزارات الصحة للتباحث عن فاشيات الإنفلونزا، بفندق ماريوت الرياض.

وأضافت اللجنة العلمية في المؤتمر الصحفي أن مصدر العدوى تأتي من الإنسان المصاب به عن طريق الرذاذ، وفترة حضانته تتراوح ما بين 1 و3 أيام، وطرق الانتقال تحث بالانتشار المحمول بالهواء في المجموعات السكانية المزدحمة وحافلات السيارات والالتماس المباشر، وأعراضه حمى وصداع وألم عضلي وإعياء وزكام وألم بلعومي وسعال جاف ورشح، وغالباً ما تصيب الإنفلونزا العادية كبار السن أو صغار السن، وللوقاية منه وفرت وزارة الصحة العديد من الأدوية لعلاج الحالات المشتبه بها والمؤكدة (بعقار التاميفلو) بكميات كافية.

وأوضح د. أمين عبدالحميد مشخص مساعد مدير عام الأمراض الطفيلية والمعدية بالوزارة أن الوزارة تتابع الوضع الصحي بصفة عامة لجميع الأمراض المعدية وبصفة دورية ويومية.

وعن اكتشاف المرض منذ العام 2007م قال إنه فيروس آخر غير الموجود حالياً.

ومن جهة أخرى عرفت منظمة الصحة العالمية مرض إنفلونزا الخنازير بأنه مرض تنفسي حاد وشديد العدوى يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A.

ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1%-4%). وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. ويُسجّل وقوع فاشيات من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ، وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم أسراب الخنازير ضد هذا المرض بشكل روتيني.

وتنتمي فيروسات إنفلونزا الخنازير، في معظم الأحيان، إلى النمط الفرعي H1N1 ولكنّ هناك أنماطاً فيروسية فرعية تدور أيضاً بين الخنازير مثل الأنماط الفرعية H1N2 وH3N1 وH3N2 . ويمكن أن تُصاب الخنازير كذلك بفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية وفيروسات إنفلونزا الخنازير.

وكان البعض يعتقد أن البشر هم الذين تسبّبوا أصلاً في إدخال النمط الفيروسي H3N2 بين الخنازير. ويمكن أن تُصاب الخنازير، في بعض الأحيان، بأكثر من فيروس في أن واحد، ممّا يمكّن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض. ويمكن أن يؤدي ذلك الاختلاط إلى نشوء فيروس من فيروسات الإنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة ويُطلق عليه اسم الفيروس (المتفارز).

وعلى الرغم من أن فيروسات إنفلونزا الخنازير تمثّل عادة أنواعاً فيروسية مميّزة لا تصيب إلاّ الخنازير، فإنها تتمكّن أحياناً، من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.

آثار هذا المرض على صحة البشر:

لقد تم الإبلاغ من حين لآخر، عن وقوع فاشيات وحالات متفرقة من العدوى البشرية بإنفلونزا الخنازير. وتتساوق الأعراض السريرية لهذا المرض، عادة مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، غير أن نطاق السمات السريرية المُبلغ عنها يتراوح بين عدوى عديمة الأعراض والتهاب رئوي وخيم يؤدي إلى الوفاة. وقد تم، بسبب تشابه السمات السريرية النمطية لإنفلونزا الخنازير التي تصيب البشر مع الإنفلونزا الموسمية وغيرها من أنواع العدوى الحادة التي تصيب السبيل التنفسي العلوي، الكشف عن معظم الحالات بمحض الصدفة بفضل أنشطة ترصد الإنفلونزا الموسمية.

ومن المحتمل أن الحالات المعتدلة أو العديمة الأعراض قد فلتت من عملية الترصد ولم يُكشف عنها؛ وعليه فإن الحجم الحقيقي لهذا المرض بين البشر لا يزال مجهولاً.

حدوث الحالات البشرية:

لقد تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية، منذ بدء نفاذ اللوائح الصحية الدولية (2005م) في عام 2007م، عن وقوع حالات من إنفلونزا الخنازير في الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا.

كيف يُصاب الإنسان بهذا المرض:

يكتسب البشر هذه العدوى، عادة، من الخنازير، غير أنه لم يتبيّن، في بعض الحالات البشرية، وجود تعامل مع الخنازير أو بيئات تعيش فيها تلك الحيوانات. وسُجّل، في بعض الحالات، سراية العدوى بين البشر ولكنّها ظلّت محصورة بين أشخاص خالطوا المصابين عن كثب وبين مجموعات محدودة.

هل يمكن أكل لحوم الخنازير ومشتقاتها بأمان:

نعم. فلم يتبيّن أن إنفلونزا الخنازير قادرة على الانتقال إلى البشر بعد تناولهم لحوم خنازير أو مشتقات أخرى من تلك الحيوانات تمت مناولتها وتم إعدادها بطرق سليمة. ولا يستطيع فيروس إنفلونزا الخنازير تحمّل درجة حرارة تبلغ 160 درجة فارنهايت - 70 درجة سلسيوز، أي ما يعادل درجة الحرارة المرجعية الموصى بها لطهي لحوم الخنازير واللحوم الأخرى.

ما هي البلدان التي تضرّرت من الفاشيات التي تصيب الخنازير:

إنّ إنفلونزا الخنازير من الأمراض التي لا يمكن إخطار السلطات الدولية المعنية بصحة الحيوان (المنظمة العالمية لصحة الحيوان www.oie.int بحدوثها، وعليه فإن الغموض ما زال يكتنف توزيعها بين الحيوانات على الصعيد الدولي.

ومن المعروف أيضاً أن فاشيات هذا المرض وقعت بين الخنازير في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا (بما في ذلك المملكة المتحدة والسويد وإيطاليا) وإفريقيا (كينيا) وبعض المناطق من شرق آسيا بما في ذلك الصين واليابان.

ماذا عن مخاطر الجائحة:

من الأرجح ألا يكون لدى معظم الناس، ولا سيما أولئك الذين لا يتعاملون مع الخنازير بانتظام، أيّة مناعة ضد فيروسات إنفلونزا الخنازير يمكنها وقايتهم من العدوى. وإذا تمكّن فيروس إنفلونزا الخنازير من السراية بين البشر بفعالية، فسيصبح قادراً على احداث جائحة.

ومن الصعب التنبؤ بالآثار التي قد تخلّفها جائحة من هذا القبيل. ذلك أن آثارها تعتمد على فوعة الفيروس ومستوى المناعة الموجودة لدى الناس والحماية الشاملة التي تضمنها المستضدات المكتسبة من العدوى بالإنفلونزا الموسمية والعوامل الخاصة بالأثوياء.

هل يوجد لقاح لحماية البشر من إنفلونزا الخنازير:

لا يوجد أي لقاح يحتوي على فيروس إنفلونزا الخنازير الراهن الذي يصيب البشر. ولا يُعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حالياً لمكافحة الإنفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض. ذلك أن فيروسات الإنفلونزا تتغيّر بسرعة فائقة.

ومن الأهمية بمكان استحداث لقاح ضد السلالة الفيروسية التي تدور حالياً من أجل توفير أعلى مستوى ممكن من الحماية للأشخاص المُطعّمين. وعليه لا بد لمنظمة الصحة العالمية من الحصول على أكبر عدد ممكن من الفيروسات للتمكّن من اختيار أنسب فيروس لاستحداث لقاح مرشح.

ما هي الأدوية المتوافرة لعلاج هذا المرض:

تمتلك بعض البلدان أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الإنفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على توقي ذلك المرض وعلاجه بفعالية. وتنقسم تلك الأدوية إلى فئتين اثنتين هما:

1) الأدمانتان (الأمانتادين والريمانتادين.

2) مثبّطات نورامينيداز الإنفلونزا (الأوسيلتاميفير والزاناميفير).

والجدير بالذكر أن معظم حالات إنفلونزا الخنازير التي أُبلغ عنها سابقاً شُفيت تماماً من المرض دون أيّة رعاية طبية ودون أدوية مضادة للفيروسات.

وتطوّر بعض فيروسات الإنفلونزا مقاومة إزاء الأدوية المضادة للفيروسات، ممّا يحدّ من نجاعة التوقية الكيميائية والعلاج. وقد تبيّن أن فيروسات إنفلونزا الخنازير التي تم عزلها من الحالات البشرية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً أبدت حسّاسية حيال الأوسيلتاميفير والزاناميفير ولكنّها أظهرت مقاومة تجاه الأمانتادين والريمانتادين.

وهناك ما يكفي من المعلومات لإصدار توصية بشأن استعمال الأدوية المضادة للفيروسات في توقي وعلاج العدوى بفيروس إنفلونزا الخنازير. ولا بدّ للأطباء اتخاذ القرارات في هذا الشأن استناداً إلى التقييم السريري والوبائي والوزن بين الأضرار والمنافع المرتبطة بخدمات التوقية - العلاج التي تقدم للمريض.

وفيما يخص فاشية إنفلونزا الخنازير التي تنتشر حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك توصي السلطات الوطنية والمحلية باستخدام الأوسيلتاميفير والزاناميفير لعلاج وتوقي المرض بالاستناد إلى خصائص الحساسية التي يبديها الفيروس.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد