سعادة رئيس التحرير الموقر
تحياتي العطرة.. وبعد:
كرّمت الجزيرة كاتباتها وقراءها بأربع مقالات من بين تسع مقالات نشرتها يوم الأربعاء 26-4 العدد 13355 وهو تقدير يسجّل ل(الجزيرة) التي أصبحت رائدة في مجالات عديدة. من تلك المقالات ما خطته د. فوزية أبو خالد وتطرقت فيه للجهود التسويقية التي تبذلها جامعات أمريكية في المملكة وبعض دول الخليج وكعادتها حاولت الدكتورة أن توفي الموضوع حقه بالمنهجية والمهنية التي يتطلبها غير أن الملاحظ أن الدكتورة فوزية أغفلت جهوداً (أكثر شهرة) لجامعات غير أمريكية وهي معذورة في ذلك لأن أمريكا ومنذ مدة تمثل (الماستر كي) أو المفتاح الذي لا يستغني عنه كل مشتغل في أجواء الأدلجة التي عصفت بمنطقتنا عقوداً والواضح أيضاً أن الكاتبة الكريمة تعاملت مع الموضوع بفوقية وتشاؤم لا مبرر لهما (إلا بحضور أمريكا) فهي حين تؤكد حرص الجامعات الأمريكية على التسويق في منطقة هي في أمس الحاجة لخدماتها تشكك في قدرتنا أو استعدادنا للاستفادة من هذا الأمر الذي دعت إليه ظروف المرحلة وتحمّل مسؤولية ذلك وبدون برهان على من وصفتهم بأصحاب المفاطيح واستراحات النجوم الخمس مع أنها معنية بالموضوع أكثر من غيرها بصفتها جزءاً من الصفوة الأكاديمية والفكرية الواعية.
ثم إن الكاتبة الكريمة لم تستطع مقاومة (تسييس) موضوعها كعادتها فمع أنها تشكك في قدرة مجتمعنا على الاستفادة تريد نفس المجتمع أن يفيد غيره من أصحاب القضايا (الأممية) كالفلسطينيين والعراقيين، ويمكن فهم ذلك على أنه ازدراء لمجتمعنا وقد يشي بما تعانيه الكاتبة وغيرها الكثير ممن كبّلوا أنفسهم بقناعات قديمة ذات صلة بمشاريع أممية عروبية وغيرها، تفاعل معها الكثير لكنها فشلت وأصبحت منتهية الصلاحية، بل فاسدة، لأنها جميعها انطلقت من حلم أخرق يمنّي إنسان المنطقة البائس عموماً، بحجم الثمرة ولونها ورائحتها ومذاقها قبل حرث الأرض التي سيزرع أو يبث البذور فيها، ناهيك عن شح الماء الذي سيسقيها. ومن المحزن أنه وحتى اليوم لم تنفع مع البعض الدراسة المنهجية أو التخصص في أدق العلوم الإنسانية وظروف العولمة والانفتاح التي ساعدت على تغير الكثير والكثير.
منصور الحميدان