سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
ستظل جريدة الجزيرة منبراً نزيهاً سباقاً، ولهذا السبب ولشفافيتها، صار لها الرصيد الثقيل بين الرصيفات لهذا:
أولاً: أشكرها على تحريها الدقيق للحقيقة، ومبعث الصراحة.
ثانياً: لقد تفاجأت في يوم الجمعة 28-4-1430هـ (بما كتبه الأخ أ.د. محمد شوقي بن إبراهيم مكي رئيس مجلس الجمعية الجغرافية السعودية) بعنوان (د. مكي يرد على ما نُشر في الوراق).
رداً على ما كتبته جريدتكم الموقرة بعددها (13345) في صفحة وراق الجزيرة يوم الأحد الموافق 16-4- 1430هـ حول دعوة الجمعية الجغرافية السعودية لنا ولم يكرمونا، وكان في كلام رئيس الجمعية شيءٌ من التبرير، وبموجبه أقول وبالله التوفيق.
1 - لقد تخطى رئيس الجمعية بعض ما حصل حقيقة، ومن تلك التبريرات، قولهم: إن الأستاذ عاتق بن غيث البلادي قد أرسل من قبله من يأخذ درعه، ثم اتصل وطلب منهم تكليف شخص آخر ليستلمه، وأنهم كلفوا الأستاذ الدكتور رمزي بن أحمد الزهراني، من جامعة أم القرى ...إلخ، والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم يحضروا الدرع الخاص بي، فإذا لم أكن موجوداً، فإن على الجمعية تكليف من تريد باستلامه وتسليمه لي، مثلي مثل أخي الشيخ عاتق البلادي؟ ثم ولماذا يتخطون اسمي في نشرتهم إلى من بعدي أثناء التكريم؟
2 - ما قاله عن الحضور وأنهم قد بلغوا أكثر من (250) شخصاً وهذا غير دقيق، اللهم إلا إذا كان الدكتور مستخبراً، أو مستكثراً، ناهيك عن أنه هو المتكلم، وأكبر من هذا وذاك أنه لم ينس نفسه من التكريم فقد كرمها مرتين، كما ورد اسمه في نشرة المكرمين من أعضاء الجمعية، كما هو مشاهد للجميع في البيان.
3 - لقد كنت قاعداً في أول الصف الثاني مما يلي صف المكرمين ومنهم كبار المدعوين وبينهم أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري، والشيخ عبدالله بن خميس، ثم ان عدداً من الأساتذة وهو يعرفهم حق المعرفة قد نبهوه بوجودي، وأشار كل منهم بيده علي، وسألوه لماذا لم تذكروا الدكتور العمروي، ولم تكرموه كما ورد في نشرتكم، وفي دعوتكم.
4 - تأكيداً لذلك وقبل الحضور بثلاثة أيام اتصلت من مقر إقامتي بمكة المكرمة وأبلغت سكرتير الجمعية بحضوري وسألته عن زمان ومكان الاحتفال، فأفادني بذلك وبناء عليه تجشمت السفر وحضرت، وحتى لو لم أبلغهم بشيءٍ، كان من الأولى عليهم تلاوة اسمي من قائمة نشرتهم من بين أسماء المكرمين التي ربما وصلت إلى كل قنوات الاتصال قبل الاحتفال بفترة، وإحضار الدرع، وماذا عليهم لو فعلوا.
5 - الحقيقة ما كنت أريد أن أوضح ولكن بعدما رأيت في عزيزتي ما نُشر أحببت أن يكون المهتم بالحدث عالماً بالصورة تماماً، هذا من ناحية.
أما المهم الأكبر على إخواننا في الجمعية فإن يكون الإنصاف هو الديدن، لأن الأعذار والتأسف لا تقرب، ولا تبعد، بل ربما أنها التي تبعث إلى التساؤلات العديدة، ولماذا هذا الإشكال في أمر من الممكن تداركه وهذا من ناحية أخرى.
6 - ليعلم الرئيس هو وغيره، أنني ألفت كتبي قبل تأسيس الجمعية بعشر سنين، وما كنت أنتظر أي تكريم.
7 - أما قوله إني توعدتهم بشيءٍ من الأشياء التي ليست من خلقي فهذا ليس بصحيح، وإنما من باب التهويل بالعذر، وليعلم أن وسائل الإعلام التي حضرت الاحتفال من قنوات فضائية، وصحف وغيرها حاولت معي إثارة ذلك على الجمعية، ولكني رفضت، ووسائل الإعلام رأت وسمعت كل ما دار.
8 - لقد وصلني خطاب من الدكتور محمد مكي فيه كثير من الاعتذار والتأسف على ما حصل، ويطلب مني إفادته عن الكيفية التي من الممكن أن يقدم فيها لي درع التكريم، وقد أجبته وفيه بينت الطريقة التي أحب أن تكون فيها صورة تسليمي الدرع مثل ما حصل لزملائي المكرمين.
9 - لا أكتمكم سراً أن الصورة التي حصلت لنا، قد أثارت بعضاً من الأقلام المعروفة المشهورة في الساحة، والتي استغربت ما حصل لأنه لم يحصل مثلها من ذي قبل.
10 - وله أقول إن مثل هذه الأمور لا ولن تغير في خاصة، ولا في الباحث المخلص لوطنيته، بقدر ما تشحذ فيه مضاعفة الجهود.
والقارئ في هذه المرحلة لم يعد أسيراً للمماحكات وردود الضعف، القارئ في بلادنا قد وصل إلى مرحلة متقدمة من الفهم والإطلاع، وتبريرات الخطأ بالخطأ واعتساف ما لم يحصل ليس وارده في هذا الزمن لكن ربما أن هناك من لا يزال الماضي في شاشته.
والسؤال المنصف، لماذا يحاول بعض الأحبة، أن يغمط أو يجعل من نفسه وصياً بتعميد ما يقول دون أن يُدرك ان جعل من يقول إنا نحن هنا، ثم ماذا يعني حين تغافل عن قطاع مهم هو أعلم به.
وما الدافع لهذا الإشكال، أن يريد أن يضع العشى في العجل، قد فاته الركب هيهات.. هيهات.
عمر بن غرامة العمروي