Al Jazirah NewsPaper Friday  01/05/2009 G Issue 13364
الجمعة 06 جمادى الأول 1430   العدد  13364
رياض الفكر
حينما بكى هذا الرجل!
سلمان بن محمد العُمري

 

في كل عام تستضيف المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات المتنافسين والمتنافسات، والذين يفدون من مختلف مناطق المملكة، ويضاف إلى ذلك أولياء أمور الطالبات الذين يأتون مع بناتهم، أو أخواتهم. وفي قاعة الاستماع كان أحد المستمعين يجفف دموعه بطرف غطاء رأسه (الغترة)، وكنت أحسبه يبكي خشوعاً وتأثراً بما يستمع.

وفي مساء ذلك اليوم جاء هذا الرجل في شأن يخص إحدى المتسابقات، فسألته مبتسماً عن سر بكائه في القاعة هذا اليوم؟ سكت برهة ولم يتردد في الإفصاح عن ذلك قائلاً: نعم كنت متأثراً بهذا الجو الإيماني، ولكن السر يكمن في التالي.. إنني تذكرت والدي - رحمه الله - قبل خمسة أعوام وهو يحثنا وإخوتي الصغار على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتأخرنا في تحقيق طلبه، في حين أن أختي واصلت حضورها والتزامها مع الدار النسائية الوحيدة في المنطقة لتحفيظ القرآن الكريم حتى أتمت حفظ كتاب الله، وكنا سعداء في حينها مع أمانينا بأن يكون والدنا حاضراً لتلك الفرحة، ولكن الله سبحانه وتعالى لن يحرمه أجر هذه البنت التي أدخلها بنفسه في رياض الذكر، ولن يحرمه الله دعاءها ودعاءنا له، لكنني قلت في نفسي ماذا لو كان هناك أكثر من أخ وأخت لي حظوا بنعمة حفظ كتاب الله كم سيكون الأجر لوالدي، ولنا جميعاً؟ وكانت الدموع تنحدر في ذلك الموقف الذي أعادني لسنوات مضت، ولكنني - بإذن الله - عاقد العزم على تحقيق هذه الأمنية، وأمنية والدي، فقد زادتنا أختي الكريمة شرفاً بهذا القرآن في هذه الدنيا الفانية، وما عند الله خير وأبقى بإذن الله.



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد