Al Jazirah NewsPaper Friday  01/05/2009 G Issue 13364
الجمعة 06 جمادى الأول 1430   العدد  13364
مسابقة الخير لأهل الخير
د. إبراهيم بن ناصر الحمود *

 

تتوالى مسابقات الخير لحفظ القرآن الكريم، فكلما انتهت مسابقة تتلوها أخرى في هذا البلد الكريم الذي جعل القرآن له دستور حياة ومنبع هداية ودلالة خير ورشد فقد شهدت البلاد عدداً من المسابقات الخيرية لحفظ القرآن الكريم والتي آخرها ما تفضل به خادم الحرمين الشريفين من دعم لمسابقة حفظ القرآن الكريم للمتسابقين من العسكريين في قطاع الحرس الوطني والتي آتت ثمارها وحققت أهدافها وتولى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد توزيع الجوائز على الفائزين تلك الوزارة المباركة التي نذرت نفسها لخدمة كتاب الله.

واليوم ونحن نستقبل مسابقة أخرى لحفظ كتاب الله وهي مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز في دورتها الحادية عشرة نزف البشرى لحملة كتاب الله بقرب بدء فعاليات هذه المسابقة المحلية وعلى جائزة الأمير سلمان لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات والتي تنظمها وتشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد.

وتأتي هذه المسابقة تجسيداً للدور البارز الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين للعناية بكتاب الله حفظاً وتلاوة وكذلك هي شاهد على ما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز من رعاية ودعم وتشجيع لحفظة كتاب الله خصوصاً أولئك الناشئة من الجيل الصالح من البنين والبنات الذين تربوا على أخلاق القرآن الكريم وتأدبوا بآدابه كي ينالوا الخيرية التي وعدهم إياها المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

والأمير سلمان - حفظه الله - هو من جعل خدمة كتاب الله أول اهتماماته لما يقدمه - رعاه الله - من دعم وتشجيع للجمعيات الخيرية لحفظ القرآن الكريم في هذه البلاد وما رعاية سموه لهذه المناسبة الكريمة إلا امتداد لما عرف عن سلمان الخير من حبه للخير وأهل الخير، والإعانة عليه، إيماناً منه - حفظه الله - أن القرآن الكريم خير مربٍّ لهذه الناشئة وأفضل علم يتعلمه الشاب في بداية حياته حتى ينير له طريق المستقبل كما قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}... الآية.

وما أحوج هذه الفئة إلى هذه التربية الإيمانية حتى يشبوا على حب الخير وفعل الخير للناس.. وقد أدرك سموه الكريم أن خير معين على ذلك بعد توفيق الله هو تشجيع الشباب من الجنسين على الاستمرار في حفظ كتاب الله وتعلمه وتعليمه والتحلي بأخلاقه اقتداء بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن وامتثالاً لأمره عليه الصلاة والسلام في قوله: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).

وهذه العناية وهذا الاهتمام وتلك الرعاية والدعم المتواصل من قادة هذه البلاد هو الذي جعلها تحوز على قصب السبق في خدمة كتاب الله كيف لا. وهي مهبط الوحي ونبع الرسالة وهذا (مجمع الملك فهد - رحمه الله - لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة) خير شاهد على ذلك.

فجزى الله سمو الأمير سلمان خير الجزاء على رعايته للمسابقة التي عهدناها من سموه في كل عام والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أتقدم بالشكر والتقدير وعظيم الامتنان لمعالي الوزير المبارك وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ على جهوده المشكورة وسعيه المتواصل في تنظيم مثل هذه المسابقات الخيرية والإشراف عليها وجهوده - حفظه الله - تذكر فتشكر في الداخل والخارج في كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين.

حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه ووفق قادتها لكل خير..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

* الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد