Al Jazirah NewsPaper Friday  01/05/2009 G Issue 13364
الجمعة 06 جمادى الأول 1430   العدد  13364
ميادين السباق
د. فوز بنت عبداللطيف كردي *

 

القرآن الكريم هو حبل الله المتين، وهو النور المبين، وفيه الهدى والموعظة والشفاء، فالارتباط به ودوام قراءته وحسن ترتيله، وتدبر معانيه من أجل ما يشتغل به المسلم فبه تحصل الهداية وينشرح الصدر ويزيد الإيمان ويتطهر القلب. لذلك كانت مسابقات القرآن الكريم التي تنظم محلياً ودولياً من أعظم الأعمال وأجلها فقد أسهمت بشكل كبير في ربط الجيل بكتاب الله، ودعم إقبالهم على حلق التحفيظ ودور القرآن الكريم. وتنافسهم في هذه المسابقات التي هي من أعظم المسابقات فهي امتثال لأمر الله عز وجل بالمسابقة والمنافسة في الخير، قال تعالى :{فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}، ومن أخير الخيرات حفظ القرآن وتلاوته وتدبره والعمل به.

وقد كانت ولا تزال عناية المملكة العربية السعودية بهذا المجال مميزة مشكورة فمسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز المحلية، ومسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، ميادين سباق يتنافس فيها الناشئة والشباب من الجنسين على حفظ كتاب الله وإتقان تلاوته وتجويده. ونشهد سنويا تزايد الإقبال وتحقق الأهداف العظيمة شكر الله لولاة الأمر هذه العناية ووفقهم للخير دائماً.

ولا شك أن حفظ كتاب الله تعالى، وإتقان تلاوته، وتجويده، باب خير عظيم؛ فقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم أهل القرآن ووصفهم بالخيرية فقال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فالقرآن الكريم كلام الله عز وجل وتعلمه من أشرف الأعمال، لذا كان أهله هم أهل الله وخاصته. وقد حصلوا هذه الخيرية لدوام ارتباطهم بهذا الكتاب العظيم، فالحافظ لا يزال يقرأ ويردد ويتعلم ويطالع التفسير ليسهل عليه الحفظ ويحصل من بركة القرآن وهداياته ما يلفته إلى التدبر والعمل والتأدب بأدب القرآن، والسير على منهجه وفي نوره وهداه.

* أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الملك عبدالعزيز



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد