Al Jazirah NewsPaper Sunday  03/05/2009 G Issue 13366
الأحد 08 جمادى الأول 1430   العدد  13366

الحكمة في قصائد عبد الله بن سبيل الباهلي
رؤية - إبراهيم الشتوي

 

الشاعر عبد الله بن حمود بن سبيّل الباهلي، شاعر غني عن التعريف، فمن منا لم يسمع بشعر هذا الشاعر الكبير، الذي وصل شعره لجميع أنحاء الجزيرة العربية، تغنّى بشعره الركبان وأنشده النوخذة على متن سفنهم في البحر وتسامر بشعره الخاصة والعامة، وُلد في مدينة نفي بنجد سنة 1277هـ تقريباً وفيها توفي - رحمه الله - سنة 1352هـ تميّز شعره بالجزالة وعمق المعاني ودقة الوصف مع غزارة الإنتاج، وإن كان شعر الغزل هو الذي أخذ النصيب الأكبر من أغراض شعره، إلاّ أنه شاعر حكمة وخبير في أمور الحياة وتجاربها، وأريد هنا أن أسلّط الضوء على الحكمة في شعرها لما لها من أثر واضح في النفوس ولها واقع ملموس في حياتنا اليومية.

ففي هذه الأبيات يرشدنا - رحمه الله - أن لا نعتمد على الظن أو توفر الشيء وكثرته مهما كانت الظروف، فأخذ الحيطة والحذر واجب على كل عاقل يريد السلامة لنفسه ولغيره.

وإلى عزمت فحط للرجل مرقاه

من خوف يدري بك حسود ربادي

ولا تأخذ الدنيا خراص وهقوات

يقطعك من نقل الصميل البرادي

لك شوفةٍ وحده وللناس شوفات

ولا وادي سيله يحدر لوادي

إلى أن يقول:

ولا ينفع المحر وكثر التنهات

ولا يسقي الضامي خضيض الورادي

وهنا حكمة المجرب ووصية الخبير، ينهانا - رحمه الله - عن النميمة وعدم إفشاء السر للغير، فلنتمعّن في هذه القصيدة التي يقول منها:

بالعبد قيس ما طرالك على البال

دنياك لا تلهيك عن تبع دينك

واعرف ترى ما قسم لك به اشكال

يجيك لو كل العرب حاسدينك

والمال مثل الفي لابد ينزال

مر عليك ومرةٍ عن يمينك

والفرق في تبريق ربك بالاعمال

في ساعة تذهل بها والدينك

واعرف ترى الدنيا لهاكم تختال

ولقافة لا بدهم صايدينك

تعمل بها اشغال وهي لك بالاشغال

وعقب المعزة قل فيها عوينك

فإن ساعفت دنياك بالحال والمال

تحمد الوالي وباعد قرينك

وان كان بك عدلات الايام ميال

تمسي مقل وغلمة ضاهدينك

لا تشكي احوالك ولو طقك الجال

الا على الكاتب بعالي جبينك

إلى أن يقول:

ولا تستمع في هرج نقال من قال

خله يقل الحكي بينه وبينك

وسدك فلا تعطيه عم ولا خال

كم بالهرج يبحث كنينك

مقعدك مع ناس لهم عنك منزال

لا هم براجينك ولا خايفينك

معهم خبرك وكايلينك بمكيال

على اليسر والميسره عارفينك

في مجلس مالك مقام وتفصال

اخير ما تفعل مقامك بحينك

وهنا يبين لنا - رحمه الله - الحالة الخاصة والعلامات المصاحبة للشخص الذي تواجهه:

للحب في وجه المقابل مواري

ضحك الحجاج ورفعته وانطلاقه

خص اليا لقاك وجهه نحاري

واشرف على غاية غلاه أو نفاقه

والا من المبغض تشوف النكاري

ياله فراقك وان تاله فراقه

راعي الهوى المعتاد يخفي الاثاري

اليا بغى له رمسة بانسراقه

ولا هوب زهاف اليا حل طاريي

فرق على غيره بعقل وثاقه

وهنا يرشدنا إلى عدم التدخل في شؤون الغير:

قالوا كثر شيبك وقلبك بعمياه

قلت آه لو قلبي غرير نهيته

مطاوع قلبي بعجفاه وقداه

والى عطى منهاج دربٍ عطيته

يا ناس خلوا كل وادي ومجراه

قلتوا كثير وقولكم ما لقيته

mim-150@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد