Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/05/2009 G Issue 13368
الثلاثاء 10 جمادى الأول 1430   العدد  13368
فاطمة العتيبي ووطن ينبت في العينين..!

 

** أنا مثل غيري من (الورّاقين) تصلني العديد من الكتب الأخّاذة الجميلة, وكم أتوق أن يسعفني الوقت للاستمتاع بقراءتها والإفادة منها.

وعندما يشدني كتاب فإني أستبقيه عندي لأصطحبه معي في أقرب رحلة

لأنّ الإنسان يتهيأ له الوقت في السفر أكثر منه في حال إقامته فهو - عندها - يتخلّص من هموم العمل والالتزامات الأخرى فيسعد في رحلته برحلة أخرى بين سطور كتاب وفي أهداب حرف.

* * *

** من الكتب التي أستبقيتها لأسعد بقراءتها: كتاب جميل صدر قبل فترة للكاتبة المتألِّقة كتألُّق وطنها أ. فاطمة العتيبي والموسوم ب(وطن ينبت بالعينين).

(الوطن) في هذا الكتاب هو رحلة عشق ما بين الكاتبة المواطنة, وما بين سماوات وطنها ورماله, فيه انتماؤها للجذور وولهها بالأرض وخوفها على أغلى وطن.

لقد استطاعت الكاتبة الكريمة بأسلوبها الجميل أن تجعل قارئ الكتاب يسافر بين أجفان الوطن وضفائره في رحلة لا يود أن تنتهي.

إنه كتاب يحكي حكاية (امرأة تغزل من الكلمات عشقاً للأرض ورائحة التراب.. كما قالت المؤلفة في مقدمة الكتاب.. وهو كذلك فعلاً.

* * *

** لقد توقفت معجباً أمام عدد من مقالات الكتاب.. واقتطفت لكم هذا المقطع من الموضوع الموسوم ب(أيها الوطن البدوي).. لتحسون وأنتم تقرؤون بدفء حب الوطن يسري بين حروف الكتاب, وفي نسغ مداد الكاتبة.

((حين يكون الوطن مصقولاً شهياً

مرسوماً في آفاق قلبك

ومنحوتاً في خلايا دمك

موسومة فيه ملامحك

تجده في مسامات جلدك

لا يبارحك صباح مساء

خطواتك كلها تستقيم في الطريق إلى قمته

في الوفاء إليه

في العطاء لمنابره وجهاته

فإنك لن تأبه بمن سواه

لن تمتد أناملك لتحك فيها منابت شعرك حيرة..

هل أنت على صواب أم خطأ؟

يكفيك أنك غمست قلبك

في ترابه البدوي

ورسمت حدود صحرائه الواضحة

في طرقات مستقبلك

وحملت صوته الجهوري

وقوته في الحق

وبياض إيمانه

الذي يجعلك تبتسم ثقة بربك

في الوقت الذي تتباكى فيه الجهات حولك

هلعاً وخوفاً

يغشاك الأمن

وتلتحف أطراف طمأنينة

لا يعرفها إلا الأتقياء

أولئك الذين يسعون لأن يريحوا أنفسهم وخالقهم

وإن خسروا الدنيا

ومن فيها))

* * *

** الكتاب جاء بإخراج بهي كبهاء الوطن, ومدعم بالصور الملوّنة لقادة وزهور وجبال ورمال الوطن.. إنه كتاب يستحق أن تجعله وزارة التربية والتعليم في مكتبات مدارسها للبنين والبنات ليقرؤا ما يرسخ حبهم لوطنهم بل عشقهم له كما هو عشق الكاتبة لهذا الوطن (الذي ينبت بين العينين).

حمد بن عبدالله القاضي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد