هل أنت دائن..!!

أم مدين..؟!

سؤال بسيط..

لكن بنفس الوقت سليط..

قد يعبر فوق سطح المكتب

أو من طرف اللسان..

وقد ترفض الأذن استقباله

ليدرج في خانة النسيان..

ليهوي.. أو يأوي..

لدهاليز النفس...

ومغارات الوجدان...

لا لن ألح في طلب الإجابة

فأنت لك شأن

وأنا لي يا سيدي شأن...

***

ولكن هي الأيام يا صاحبي

رغما عني وعنك..

تستوفي ثوانيها كل بياناتها..

فتضع أحدنا برياء..!!

والآخر مدان...!!

***

في كل مفاصل الحياة...

يا رفيق الدرب..

هناك خاسر.. وهناك كاسب...

في أحد أركانها..

تدعي النوم الثعالب..!!

على مسافة ليست بالبعيدة..

يقتل الخوف قطعان الأرانب..!!

وبين هذه وتلك..

تسرح الذئاب والكلاب..

وعلى وقع خطاها

ترقص الفئران والعقارب..

***

مشهد مقزز..

أعلم ذلك..

لا.. أبعد الظن السيئ عن بالك..

ليس العيب في خيالي..

كما أنه معاذ الله..

أن يكون في خيالك..

***

يمكنك أيها المبجل

اعتبار ما فات فكرة مسرحية

وإن شئت فليكن

لقطة حية..

بفيلم تم تصويره..

عبر أجهزة (الأشعة المقطعية)..

لأي ميدان تشاء..

من ميادين العواصم العربية..

***

بربك ألا توحي شوارعنا بذلك..

اقترب من الإنسان البسيط..

امتزج به..

لا تكتفي أن تكون..

مجرد وسيط..

تابع نشاطه في الصباح..

وذبوله عند الظهيرة..

وهيئته عندما يعود في المساء..

بجسد هزيل متهالك..

يتجه فوراً إلى (الدولاب)

فعليه أن يغير الثياب..

هما ثوبان..

أحدهما للبيت والآخر للذهاب..

بعدها..

يطمئن على أحوال الأبناء

والأهل..

والأحباب..

لا يسأل النفس..

عن ماذا جنى..

جراء كل هذا العذاب..

بل يحمد الله على انتهاء اليوم

وقد نجاه من الكثير من المهالك..

أليست الصورة يا رفيق الدرب..

كذلك...؟؟

***

رغم كل هذا العناء...

والتعاسة والشقاء...

هناك من لا يكتفي باللعب

برزق الإنسان ولبسه..

ويأخذ ينخر في عقله..

حتى يجعل يومه يتوارى خوفا من غده

وخجلا من أمسه..

لا يقف عند هذا.. فقط..

بل يستعرض إبداعاته المميتة..

لوضع العراقيل في طريق..

فرحه.. وأحلامه..

وغرسه...

أليس الحال يا رفيق الدرب كذلك..؟؟