يتمتع الأمير سلطان بصفات وخصائل حميدة جعلته شخصية محبوبة من عامة الناس.. حيث عرف عنه لين الجانب وحب الخير والبذل والعطاء ومساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين. يشهد سجله الحافل بتبرعاته الكبيرة للمرضى والمستشفيات والجامعات والجمعيات الخيرية في عموم المملكة العربية السعودية. بل ذهب أبعد من ذلك حتى غطت تبرعاته بعض الدول العربية والإسلامية.
كما أنه يتمتع بقدرات عالية في مجال إدارة الناس والتأثير عليهم إيجابياً من خلال رغبته الأكيدة في استقبال الناس والاهتمام بمشكلاتهم والنظر إلى قضاياهم ووجهات نظرهم. ولا شك أن هذه القدرات عند الأمير سلطان جعلت والده الملك عبدالعزيز يسند إليه منصب أمير مدينة الرياض في سن مبكرة. حيث يعتبر الأمير سلطان أول أمير لمدينة الرياض من أبناء الملك عبدالعزيز.
وتجدر الإشارة إلى أن الأمير سلطان كان ملازماً للملك فيصل - رحمه الله- في جميع رحلاته الداخلية والخارجية. وقد ذكر سمو الأمير سلطان في إحدى كلماته أن أفضل فترات عمره هي فترة حكم الملك فيصل التي امتدت من عام 1384هـ حتى 1395هـ. ولا شك أن ملازمة الأمير سلطان للملك فيصل قد أكسبته خبرة واسعة في مجال السياسة والإدارة والحكم.
وقد قدم الأمير سلطان بن عبدالعزيز خدمات كبيرة لهذا الوطن ومواطنيه من خلال المسؤوليات التي أسندت إليه على مدى أكثر من نصف قرن. وقد تنوعت هذه المسؤوليات فشملت عدة وزارات وهيئات ومؤسسات ومجالس إدارات ولجان وغيرها. ولا شك أن هذه التجارب والخبرات جعلت من الأمير سلطان إدارياً ناجحاً وسياسياً محنكاً ومحاوراً مقنعاً. ومن أهم المسؤوليات المسندة إليه هي: إمارة الرياض، ووزارة الزراعة، ووزارة المواصلات، ووزارة الدفاع، ونائب رئيس مجلس الوزراء، وولاية العهد.
وبالإضافة إلى ذلك فقد ترأس الأمير سلطان ولفترة طويلة اجتماعات اللجنة العليا لسياسة التعليم، واللجنة العليا للإصلاح الإداري، ومجلس القوى العاملة.. ويرأس في الوقت الحاضر الهيئة العليا للدعوة الإسلامية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، ومجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، واللجنة الوزارية للبيئة، ومجلس إدارة المؤسسة العامة للصناعات الحربية، واللجنة العليا للتوازن الاقتصادي، ومؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية والهيئة العليا للسياحة، والهيئة العامة للغذاء والدواء.
إن الحديث عن الأمير سلطان في مجال الأعمال الخيرية هو حديث ذو شجون. حيث جبل هذا الأمير على الكرم والجود في مجالات الخير المختلفة. وعندما يذكر اسم الأمير سلطان يتبادر إلى الأذهان الأموال الطائلة التي أنفقها على المرضى والفقراء والمحتاجين داخل المملكة وخارجها. لذا استحق بأن يوصف ب(سلطان الخير).
ولا غرو في ذلك فقد قال الأمير سلطان كلمته المشهورة في هذا المجال: (إن المعاق من وجد المال وغلب عليه الشح). لذا فإن الجمعيات الخيرية في عموم المملكة تتسابق على الأمير سلطان حيث يقوم بدعمها بسخاء.
وقد توجت جهود سموه في مجال العمل الخيري بأن نال عدداً من الجوائز والأوسمة عرفاناً من هذه الجهات بالدور الإنساني الفريد الذي يقوم به. لذا حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وجائزة جمعية الأطفال المعوقين. كما حصل على جائزة مركز راشد للشخصية الإنسانية لعام 2002م.
ولا يمكن في الحقيقة حصر تبرعات سمو الأمير ومشروعاته الخيرية في المجال الاجتماعي والصحي والإنساني ومن أهم المشروعات القائمة في الوقت الراهن والتي له صفة الاستمرارية هي مؤسسة الأمير سلطان الخيري، حيث تم إنشاء هذه المؤسسة في شهر شعبان عام 1415هـ. وتهدف إلى توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعوقين والمسنين وتوفير الأجهزة التعويضية المساعدة ونشر الوعي بضرورة استخدام مستلزمات الرعاية المنزلية والاجتماعية لهم والعمل على توفيرها من الجنسين. وإيجاد دور للنقاهة والتأهيل والتمريض وتوفير الإمكانيات اللازمة لإجراء الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية التي تقدمها المؤسسة والدراسات الأكاديمية والتطبيقية في جميع المجالات المتصلة بالإعاقة والشيخوخة المبكرة وأمراضها ومعرفة أسبابها والعمل على تلافيها والحد من آثارها وذلك بالتعاون مع الجامعات والمعاهد والمؤسسات والمراكز المتخصصة في هذا المجال.
وعن الحوار الوطني يرى الأمير سلطان بأن الحوار الوطني: (هو تكريس للوحدة الوطنية، وأن الدولة تسعى إلى تطوير شامل للمجتمع كله مع ضرورة مراعاة مدى تقبل المجتمع وتأهيله لذلك، وأنه لن يتم القفز على واقع المجتمع لكن سيتم بالحوار خدمة مصالح ومتطلبات أمتنا، كما أعتبر أن التفاف الناس حول القيادة وتقديرهم للإنجازات التي تحققت على المستويين الأمني والسياسي فيما يخص مواجهة الفئة الضالة هو التفاف حول المكاسب الوطنية للبلاد وتميزها الإسلامي والشرق أوسطي الخاص، مشدداً على قدرة البلاد على قيادة وحدة اجتماعية في مواجهة الفئة الضالة الغريبة على المجتمع السعودي وتقاليده).
وللأمير سلطان رؤية ثاقبة في تطوير الاقتصاد الوطني فيقول: (إن المملكة تحرص على تطوير الاقتصاد الوطني والوصول إلى مشروعات مساندة للبترول الثروة الرئيسية في المملكة، وأن تطوير صناعة البترول التي تحتل أولوية في البلاد تندرج ضمن مسيرة النهضة الاقتصادية الوطنية، وأن البترول سيبقى إلى مرحلة طويلة يشكل العنصر الأساسي للاقتصاد لكن التحدي هو في كيفية تنظيم هذا القطاع وتطوير وتوسيع مجال الاستثمار ومشاركة القطاع الخاص في ذلك).
وتمثل رؤية الأمير سلطان لأسعار البترول نظرة إستراتيجية حيث قال: (نحن لا نتعامل مع الملف النفطي بطريقة مبسطة فمسؤوليتنا تقتضي العمل على تأمين الاستقرار النفطي في السوق -وهذا دور اضطلعنا به تاريخياً لأن انعكاسات فوضى الأسعار في هذه المادة لا تقتصر على بلد بعينه إنما لها تداعيات عالمية والمملكة جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، وبذلك فإن ارتفاع الأسعار له انعكاسات اقتصادية سلبية علينا أيضاً وإن كان المردود المالي يمثل مستويات قياسية للمملكة).
أما رؤية الأمير سلطان لرفاهية الموطن فتأتي في مقدمة أولوياته حيث يرى: (أن الدولة تسعى إلى تحقيق الرفاهية لأبنائها المواطنين لافتاً إلى أن الفوائض الكبيرة في الميزانية العامة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط منذ عام 2004م ستنفق على التنمية بما يحقق رفاهية المواطنين، كما سيخصص الجانب الأكبر من هذا الفائض لسداد جزء من الدين العام الذي يؤثر بصورة مباشرة على سمعة الاقتصاد ومتانته، وأوضح الأمير سلطان أن الدولة تضع في مقدمة أهدافها العمل المستمر والدائم على تحقيق الرفاهية لأبنائها المواطنين، وهذه الفوائض الكبيرة هي نعمة من الله ستنفق بما يحقق تلك الأهداف على مختلف مناطق المملكة ومواطنيها بصورة متوازنة وعادلة للجميع).
ولا شك أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز يعتبر واحداً من قادة هذه البلاد الذين أسهموا بفاعلية في بناء هذا الوطن من خلال المسؤوليات التي تقلدها خلال حياته العملية العتيدة. فكان قائداً إدارياً ناجحاً، وسلطاناً للخير الذي أنفق الأموال الطائلة في مساعدة الفقراء والمرضى والمحتاجين، وصاحب رؤى صائبة في القضايا المحلية والعالمية.
وقد حظي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران باهتمام جميع أفراد الشعب بصحة سموه عندما أجريت له الفحوصات الطبية والتي تكللت بالنجاح -والحمد لله- كما حظي أيضاً باهتمام بالغ من عموم قادة العالم حيث قاموا بزيارته والاطمئنان على صحته من خلال المكالمات الهاتفية والرسائل المختلفة. وبهذه المناسبة أرجو من الله العلي القدير أن يمنّ على سموه الكريم بالصحة والعافية وطول العمر وأن يجعله ذخراً للبلاد والعباد إنه ولي ذلك والقادر عليه. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
-عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة