Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/05/2009 G Issue 13368
الثلاثاء 10 جمادى الأول 1430   العدد  13368

أمي منيرة.. وداعاً
لمياء بنت حسن بن عبد الرحمن آل الشيخ

 

الحمد لله القائل سبحانه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}..

والصلاة والسلام على خير الأنام، الذي قال: (من أصابته مصيبة فليتذكر مصيبته بي فإنها من أعظم المصائب).

لو كان يخلد بالفضائل ماجد

ما ضمت الرسل الكرام قبور

هذه هي حال الدنيا وإلا والله إنها لمصيبة عظمى أن نفجع بوفاتك.

كأن الموت لم يفجع بنفس

ولم يخطر لمخلوق ببال

رحلت من حازت المجد بأفعالها، وجمعت خير الخصال وأجلها

أسائل عنك بعدك كل مجد

وما عهدي بمجد عنك خال

غابت من كانت الشمس المنيرة (منيرة بنت حسن بن عبد الرحمن آل عمران).

فليت طالعة الشمسين غائبة

وليت غائبة الشمسين لم تغب

رحلت من إذا شئت أن تعد كل خلق عظيم وطبع نبيل فسوف تجده حيّز لها.

فيه السماحة والفصاحة والتقى

والباس أجمع والحجى والخير

فإن قلت البر فإن برها بوالدتها -رحمهما الله- كان من أروع البر، فما زالت تذكرها وتحن إليها حتى توفيت رحمها الله.. وإن قلت الكرم فإنك تعجز أن تصف مكارمها وجودها وأياديها البيضاء على القاصي والداني.

وتوفي السماح يوم توفيت

فهل كنتما على ميعاد

فعزيز على المكارم أن تخ

فى وفي الناس طيب ذكراك باد

وإن قلت صلة الرحم فهي والله مضرب الأمثال في صلة الرحم تصل الصغير قبل الكبير والبعيد قبل القريب وتهش وتبش بقدوم أقاربها وأحبائها وهي بشمائلها وأفعالها عظمت على النساء وضاهت أفعال خيرة رجال زمانها.

ولو كان النساء كمن فقدنا

لفضلت النساء على الرجال

ويعلم الله أنها كانت لي ولأبنائي وللجميع الأم الحنون والجدة العطوف.

كنت ذخراً لنا لو أن المنايا

جنبت عن رفيع ذاك الجناب

غمرتني -رحمها الله- بعطفها وحبها وجزيل كرمها.

ولا ذكرت جميلاً من صنائعها

إلا بكيت ولا ود بلا سبب

عظيمة كنت -رحمك الله- وعظيم مصابنا فيك.. ولكنّ عزاءنا فيك أنك كنت من كانت تلك أفعالها وخصالها إن الله لن يخزيها وكأني استشهد بقول السيدة خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاءها خائفاً بعد نزول الوحي عليه أول مرة فقالت له: (والله لن يخزيك ولن يخذلك الله أبداً.. فأنت يا محمد تصل رحمك.. وتزور أقاربك وتبرهم.. وتتصدق على المسكين.. وتساعد المحتاج.. وتكرم الضيف.. فمن كانت هذه صفاته فلن يضيعه الله).

وهذه هي صفاتك التي تأسيت فيها بخير الخلق عليه الصلاة والسلام..

ومما يسلي النفس حسن انتقاله

عفيف إزار لا يناط به وزر

وعزاؤنا فيمن تركت من ذرية طيبة ورثت من عظيم سجاياك أحسن الله لهم العزاء وحفظهم من كل سوء.. رحمك الله يا أم عبد الله رحمة واسعة وجمعك بمن أحببت في جنات ونهر - في مقعد صدق عند مليك مقتدر.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد