Al Jazirah NewsPaper Friday  15/05/2009 G Issue 13378
الجمعة 20 جمادى الأول 1430   العدد  13378

التدريب الإلزامي للشباب
مهدي العبار

 

في عالم ميزانه القوة، وفي عالم ميزانه الرجال، وفي عالم ميزانه العلم والتعليم، وفي عالم يحترم الأقوياء ويأخذ حقوق الضعفاء ولا يبالي لأن الضعيف لا يستطيع رد الظلم عن نفسه ولا يستطيع ردع المعتدي ومحاربته.والإسلام في سماحته ومكانته لا يكتفي بتكوين إرادة قوية لبذل الجهد والمال في سبيل الخير بل يعمل لتكوين إرادة قوية لدرجة الاستعداد لبذل الدم والنفس إذا اقتضت الأمور ولهذا دعا إلى التدريب والتعليم.

وقد شجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- على التدريب قولاً وفعلاً فقد روي أنه عليه الصلاة والسلام خرج على قومٍ في المدينة يتناضلون بالسوق فقال: ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ارموا وأنا مع بني فلان: فلما رأوا ذلك من الرسول الكريم أمسكوا عن الرمي فقال الرسول ما بكم ما بكم قالوا كيف نرمي وأنت مع بني فلان: فقال عليه الصلاة والسلام ارموا وأنا معكم كلكم ودعا الإسلام كذلك إلى الرباط في ثغرات الحدود في سبيل الله والصبر من أجل ذلك قال صلى الله عليه وسلم عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله وقال رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ولأن المرابطة تتطلب الصبر الذي يعتبر من أهم مقومات تقوية الإرادة ولا يمكن تحقيق هذه الإرادة إلا من خلال التدريب الفعلي والذي يتمثل في تدريب الأفراد وتعليمهم على كل ما هو مفيد لهم ولوطنهم وحتى يكون أفراد المجتمع أفرادا منتجين يقفون صفاً واحداً متماسكا في وجه البطالة؛ لأن أرقام البطالة على مستوى العالم أرقام هائلة ومخيفة تنذر بتفكك المجتمعات وقتل الطموح لدى كل الناس. ولأن التدريب والتعليم من أهم العوامل التي تقضي على البطالة ولأن العمل الشريف يقضي على الانحراف ويساعد الشباب على التعلم والمساهمة في خدمة الوطن وكما قال المثل: صنعة في اليد أمان من الفقر: والتدريب هو أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع وبدون التدريب والتعليم لا يمكن للفرد أن يتمكن من الدفاع عن الوطن وعن الأمة.

إن الوصول إلى خلق مجتمع منتج ومبدع لا بد أن يهيأ له فرص التدريب الفعلية بدءاً من التدريب العسكري والأمني والتدريب المهني على كل المهن التي يحتاجها الوطن وبالتالي إحلال الشباب السعودي مكان العمالة الوافدة وفي شتى المهن بدون استثناء. نعم هناك حالياً مراكز للتدريب ولكن هذا العدد غير كاف في استيعاب كل الشباب، والمطلوب إيجاد مراكز تدريب في كل المناطق. ومع التوسع في إنشاء هذه المراكز فما المانع أن يكون التدريب إلزامياً ولمدة معينة يتخرج بعدها المتدرب وهو مسلح بالعلم والوعي والإدراك مؤمناً بأن للوطن الحق أن نكون جميعاً في خدمته جنوداً مجندين له وفي شتى المجالات العسكرية والمدنية وأنني على يقين بأن أولياء الأمور سيرحبون بهذه الفكرة ما دامت تجلب لأبنائهم الفائدة وما دامت تساهم في خدمة الوطن خاصة وأن كثيراً من الدول تطبق التدريب الإلزامي من أجل أن يصبح الفرد منتجاً ومساهماً في تقدم بلده وإسناد المهمات التي لا غنى عنها للمواطن دون سواه لأنه ومن خلال التدريب تعلم على ممارسة المهن من خلال التطبيق العملي ولأن التقدم التقني والفني لا يأتي إلا من خلال عمل الإنسان وهذا يمثل سعادته وبقاءه ومكانته وبالتالي ستكون النتائج مرضية بكل اقتدار وشموخ لأنه لا شموخ للوطن بدون شموخ أبنائه.

حنا بعصرٍ فيه برق ورعيدي

ميزانه القوه وكثر الرجالي

***


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد