Al Jazirah NewsPaper Friday  15/05/2009 G Issue 13378
الجمعة 20 جمادى الأول 1430   العدد  13378
سماحة مفتي عام المملكة.. الشيخ عبد العزيز آل الشيخ:
رعاية خادم الحرمين لمؤتمر الأمن الفكري امتداد لما سارت عليه الدولة من نهج الإسلام والتزام بتعاليمه

 

«الجزيرة» - الرياض

أثنى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء على رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.. للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي تنظمه جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري.

وأكد سماحته في كلمة بهذه المناسبة أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الأبوية لهذا المؤتمر تأتي امتداداً لما سارت عليه القيادة السعودية من التمسك بتعاليم الإسلام وغيرة منه - وفقه الله - على شباب الأمة الإسلامية من السقوط في هاوية الانحراف ومراتع الفتن.

وقال سماحته: المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ترعى العلم الشرعي الصحيح المبني على نصوص الكتاب والسنة، وهو الكفيل وحده -بإذن الله- ببناء مجتمع متكامل متماسك قوامه المحبة والرحمة وأساسه: خدمة الإسلام ورعاية قضايا المسلمين، ومنهجه: السمع والطاعة لولاة الأمر والتقدير والإجلال لأهل العلم والرجوع إليهم، والصدور عن رأيهم في دقيق الأمور وجليلها.

وقد سارت هذه الدولة - ولله الحمد والمنة - أزمنة عديدة وما زالت على منهج الإسلام، تترسم خطاه، وتسير وفق تعاليمه وتوجيهاته، ولم تعرف الإرهاب بمفهومه المعاصر، وما وجد هنا أو هناك من حوادث توصف بالإرهاب فهي صادرة ولابد من جماعة خارجة عن منهج الإسلام، متنكرة لأحكامه وأوامره ونواهيه كالخوارج ومن سار على منهجهم أو المحاربين الساعين في الأرض الفساد.

وأضاف سماحة المفتي العام للمملكة: المملكة العربية السعودية جزء من هذا العالم الكبير الذي أصبح بتطور وسائل إعلامه كالقرية الصغيرة تتأثر بما تتأثر به الدول والأمم من أفكار واتجاهات ومشارب ورؤى، الأمر الذي أدى إلى تسرب عدد من الأفكار الدخيلة والأنشطة المنحرفة، والممارسات السيئة إلى عقول وتصرفات بعض الشباب والناشئة ممن عرف بقلة العلم وضعف البصيرة.

مشيراً أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الأبوية لهذا المؤتمر تأتي استجابة لهذا الواقع الذي يمر به العالم، وامتداداً لما سار عليه ملوك هذه البلاد الطاهرة من التمسك بهذا الدين، والحرص على تعاليمه، وغيرة منه - وفقه الله - على شباب الأمة الإسلامية عموماً، وهذه البلاد خصوصاً من الوقوع في مزالق الضلال ومراتع الفتن، والسقوط في هاوية الانحراف الفكري والسلوكي.

وعن أهمية المؤتمر في بناء المفاهيم الصحيحة والتصورات السليمة المؤدية إلى تحصين أفراد المجتمع من الأفكار المنحرفة المهددة لأمنه وازدهاره؟

أشار سماحته إلى أن إقامة هذا المؤتمر وغيره من الأنشطة العلمية أمر مطلوب شرعاً لإبراز سماحة هذا الدين ووسطيته، ونبذه الغلو والتطرف، وتنوير عقول الشباب، وإزالة بعض الشبه العالقة في نفوسهم، وتهذيب سلوكهم وأخلاقهم، وبناء شخصيتهم الإسلامية وتقوية دينهم، وتنشئتهم تنشئة إسلامية سليمة، موضحاً أن هذا المؤتمر يساهم في خدمة المجتمع، وتبصير أفراده من المخاطر التي تحاك ضد المسلم وأهله، فالمسلمون في هذا العصر يعيشون بلاءً وامتحاناً لم يسبق لهما مثيل فيما مضى من العصور، فهم في ابتلاء مع أعدائهم الحاقدين عليهم، وفي ابتلاء مع أبنائهم الجاهلين بأحكام الدين وتعاليمه والذين وقعوا في بلبلة فكرية، وفوضى ومفاسد أخلاقية شقت صفوفهم، وبددت وحدتهم، وجعلتهم فريسة سهلة لأعدائهم.

واستطرد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ: وأنه لا نصر لأمة الإسلام، ولا خلاص لها من هذه الفتن المتلاحقة، والأهواء المتلاطمة، والمكائد الحاقدة إلا بالعودة الصادقة إلى الإسلام الصحيح واستلهام مبادئه الحقة وشريعته السمحة.

وثمَّن سماحة المفتي العام للمملكة أهداف كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، فقال: صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية هو رجل الأمن الأول في هذه البلاد منذ ما ينيف على الأربعين عاماً، تولى خلالها قيادة الأجهزة الأمنية بكافة أفرعها، الأمر الذي مكنه من الإطلاع على خفايا وأساليب كثير من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد هذه البلاد وشبابها وشاباتها، سواء ما يخص تغريب أفكارهم عن دينهم، وإيقاعهم فريسة لعصابات المخدرات وقادة الجرائم المنظمة، أو ما يخص انحراف فئة منهم عن منهج هذه البلاد، وتأثرهم ببعض الدعوات والجهات التي تسعى إلى الإخلال بأمنه وتكدير وحدته وشق صفه.

لذا فليس بمستغرب على سموه - وفقه الله - إنشاء هذا الكرسي الذي يعالج قضايا الأمن الفكري من خلال حصر مختلف الأفكار التي زل فيها شبابنا والكتابة عنها بأسلوب مناسب ومقنع، وعقد لقاءات وندوات وجلسات حوار مع الشباب، والتعاون في ذلك مع المؤسسات التي ترعى الشباب كالتعليم ورعاية الشباب وغيرها، وربما استبان للمناصحين ورجال الأمن شيء من الرواسب الفكرية والظواهر المؤثرة من مسيرة هؤلاء الشباب من أصحاب الفكر الضال، أو ممن وقع فريسة لأفكارهم، فلعل المؤتمر يسعى إلى وضع حلول لهذه الظواهر ويسعى في معالجتها.

وختم سماحته: ويأتي إسهام سمو النائب الثاني في هذا الشأن ضمن إسهامات عديدة له لخدمة هذا البلد وتنشئة أبنائه تنشئة إسلامية صحيحة، ولا أدل على ذلك من إقامة جائزة سموه العالمية لخدمة السنة النبوية، والدراسات الإسلامية المعاصرة، ومسابقة سموه لحفظ الحديث النبوي، والتي تسعى إلى ربط الأمة وأجيالها بكتاب ربها، وسنة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم.

سائلاً الله تعالى أن يجزي راعي هذا الكرسي خير الجزاء على هذا العمل العظيم، والإنجاز المبارك، وأن يبارك في جهوده المثمرة، ويزيده من فضله، ويحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، ويأخذ بأيديهم إلى رفعة الدين والبلاد والعباد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد