Al Jazirah NewsPaper Friday  15/05/2009 G Issue 13378
الجمعة 20 جمادى الأول 1430   العدد  13378
المؤرخ الرياضي (القدادي).. يكشف لـ(الجزيرة) أوراقاً من تاريخ عميد الأندية وشيخها
(النادي الرياضي).. زرع بذرة الرياضة بالمنطقة الغربية..!

 

لقاء - خالد الدوس :

تختزن الذاكرة الرياضية بالمملكة.. الكثير من الأحداث الرياضية والمعلومات الثرية والوقائع التاريخية المختلفة التي شهدتها الساحة الرياضية في العقود الماضية.. وتحديداً عن مسيرة الناديين الكبيرين (الاتحاد).. صاحب لقب أول نادٍ يتم تأسيسه بالمملكة في الأربعينيات الهجرية من القرن الفارط على يد مؤسسيه حمزة فتيحي - رحمه الله-.. وشقيقه نادي (الشباب) صاحب الريادة وأول نادٍ يتأسس بالمنطقة الوسطى.. على يد مؤسسه العصامي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد -متعه الله بالصحة والعافية- في عقد الستينيات الهجرية من القرن.. وحرص المؤرخون الرياضيون المتخصصون على توثيق وتدوين أبرز أسطرها وأرقامها توثيقاً صحيحاً معتمدين على الوثيقة المثبتة والمعلومة المسجلة والرواية الصحيحة المسندة.. ولعل أبرز الأسماء المتخصصة التي تألقت في هذا الحقل الخصيب (فكراً وثقافة وممارسة)..!

المؤرخ الرياضي المعروف الأستاذ (محمد القدادي) الذي دلف بوابة التوثيق الرياضي بأسلوب علمي رصين وفق رؤية مهنية عالية وحس رفيع واطلاع واسع.. معتمداً بعد الله في نجاحه في مهنته الشاقة على الوثيقة والمعلومة والرواية المسجلة والمثبتة بلغة الحقائق والأرقام.

** (القدادي) صاحب الإصدار التاريخي الرياضي المتميز الذي كان بعنوان: (التاريخ الرياضي في عهد الملك عبدالعزيز).. خصَّ (الجزيرة) بحديث تاريخي تناول فيه أبرز الأحداث والوقائع الرياضية والمعلومات التاريخية عن مسيرة (عميد الأندية وشيخها).. مدعومة بالصور القديمة والوثائق النادرة وأشياء عن وقائع شهدتها ساحتا الناديين الكبيرين.. مؤكداً محبته واعتزازه الكبير بالجزيرة لمكانتها الرصينة ومهنيتها العالية وسعة انتشارها.. فإلى حصيلة ما قاله المؤرخ الكبير:

الريادة للرياضي!!

* يقول المؤرخ الرياضي (محمد القدادي) في معرض حديثه التاريخي عن مسيرة الناديين الاتحاد والشباب.. إن فريق الرياضي أول الفرق التي نهضت بلعبة كرة القدم في مدينة جدة عام 1346ه بعد عودة الحكم السعودي إلى الحجاز قبل ذلك التاريخ ب(عامين).. طبعاً إذا كانت مكة المكرمة هي أول مدينة لُعبت فيها كرة القدم بعد استتباب الأمور فيها من خلال الفرق الجاوية.. إلا ان جدة كانت أول مدينة في المملكة يُشكَّل فيها فريق من الوطنيين.. وكان (فريق الرياضي) أول فريق تأسس في جدة وضم نخبة من المثقفين أمثال حمزة شحاتة محمود عارف وحسن كامل ويونس سلامة وعبد العزيز جميل وحسين نصيف وحمزة فتيحي وعمر نصيف وإسماعيل زهران.. كما ضم من أبناء الطبقة الكادحة كلاً من علي يماني وأحمد أبو طالب وعثمان باناجة وصالح هاشم وصالح سلامة وبكر غريب ورشيد جمجوم برئاسة محمد رضا.

الانقسام الأول

* مارس الفريق الوليد الكرة فترة محدودة إلا أنه لم يلبث وانشق على نفسه في منتصف عام 1347هـ لخلافات بين أبناء النادي بسبب المستوى الاجتماعي (...)!! الأمر الذي أدى إلى خروج عدد من اللاعبين من أبناء الكادحين ومن يؤيدهم من الميسورين والمثقفين أمثال عبد العزيز جميل وزهران إسماعيل وحمزة فتيحي وعثمان باناجة.. وأسسوا فريق (الاتحاد الوطني) وشُكِّلت إدارته برئاسة (علي سلطان) وسكرتارية عبد الرزاق عجلان وحمزة فتيحي وعباس حلواني وصالح سلامة.. فيما واصل الفريق الرياضي الحجازي، وهو اسمه الكامل.. وكان سكرتيره في عام 1351هـ يونس سلامة.

* أما فريق الاتحاد فعقد كلٌ من عبد العزيز جميل وزهران إسماعيل وعبد الرزاق عجلان وحمزة فتيحي عقب انفصالهم من الفريق الرياضي اجتماعاً خلف مبنى اللا سلكي القديم لدراسة كافة المسائل المتعلقة بناديهم الوليد الذي اكتمل تكوينه وتسميته بالاتحاد الوطني.. وكان في مقدمة ما تناولوه البحث عن شعار مميز لفريقهم أسوة بالفرق الأخرى.

الإتي اقتبس الشعار من السودان!!

* وبعد الاجتماع التاريخي الذي عُقد لوضع اللبنات الأولى لقيام هذا النادي المخضرم.. تم الاتفاق على إرسال أحدهم إلى السودان لاختيار الشعار الجديد للفريق الوليد على اعتبار أسبقية السودان في ممارسة الكرة.. وتعهد لاعب الفريق (زهران إسماعيل) بإحضار الشعار بوساطة (إبراهيم حمودة) الذي أرسل الشعار بعد سفره للسودان في حدود عشرة أيام بلونيه المعروفين (الأصفر والأسود) ولم يجد غيره.. طبعاً هذان اللونان استهويا قلوب الاتحاديين جميعاُ بعد أن أخذوا ملعباً خاصاً لهم يزاولون عليه تمارينهم اليومية.. ومن ثم بدؤوا يقيمون لقاءات حبية مع بعض الفرق الموجودة في جدة أمثال الصومالية والجاوية والعدنية وهم يلعبون بالشعار الجديد.. وكان الاتحاد كثيراً ما ينتصر على خصومه مما جعله في صدارة الفرق الموجودة في ذلك الوقت وزادت شعبيته في الوقت الذي كان فيه فريق (الأم).. وهو (الرياضي) يراقب تطور الفريق المنفصل (الاتحاد) حتى كان بين الفريقين مباراة تحدٍ كرَّس لها الفريقان كل ما يملكان من لاعبين ومن استعدادات وانتهت المباراة الأولى بفوز الاتحاد على الرياضي بـ(3 - صفر).. وتعتبر هذه المباراة أول مباراة جرى التنظيم الدقيق لها في مدينة جدة وكأنها مباراة كأس تترقبها جدة كلها.

الخمسينيات شهدت أبرز الأحداث!!

* شكَّلت هذه المباراة الأولى ونتيجتها عاملاً حاسماً في تاريخ الاتحاد ومسيرته.. بينما كانت ذات مفعول عكسي ضد الفريق الرياضي الذي ضعف وتهاون لعدم استمرار لاعبيه في تمارينهم اليومية لانشغالهم وراء طلب القوات، من أجل ذلك استحث الاتحاد بعض الفرق الجاوية والإندونيسية الموجودة في جدة لمواجهته بواسطة طبيب المفوضية الهولندية في ذلك الوقت د. عبد الفتاح فلمبان فتشكَّل الفريق الإندونيسي في بدايات عام 1350.. ومن أبرز لاعبيه عبد اللطيف الفادني، أحمد قشاش بكر أيلا مين.. وظل هذا الفريق يعد نفسه ليستعد ليقابل الاتحاد لمدة ستة أشهر.. وحين تحدد موعد المباراة استقدم من أجل الفريق الإندونيسي (7) سبعة من خيرة اللاعبين المشتركين في الأندية الجاوية الموجودة فيها.. ولعل من الطرافة أن مدافع فريق الاتحاد آنذاك عبد العزيز جميل كتب رسالة يحدد فيه موعد إقامة المباراة وكانت الرسالة مكتوبة بالخط الأحمر!! فلما قرأها رئيس الفريق الإندونيسي د. عبد الفتاح فلمبان اعتبر هذا اللون الأحمر فيه تحدٍ لهم ووعد لاعبيه بالتكريم بعد الفوز لأنه سيمحو شيئاً اسمه الاتحاد من قائمة الفرق التي تمارس الكرة في مدينة جدة وتضم الدكتور فلمبان وأقام حفلة كبرى حضرها كبار الشخصيات والمشجعون لدعم فريقه لكن الاتحاد كسب المباراة بهدف سجله عبد الله عدني وكان شاعر الاتحاد عبد الحميد مشخص قد استنهض همم لاعبي الاتحاد بقصيدة مشهورة ألقاها على مسامع العم حمزة فتيحي زادت من حماسهم وثقتهم بأنفسهم.. طبعاً فريق الإندونيسيين ضعف وانحل أواخر عام 1353هـ بعد مغادرة رئيسه الدكتور فلمبان الذي كان يعمل في المفوضية الهولندية بجدة وقبل مغادرته إلى بلاده زار مقر الاتحاد وقال إن هذا الفريق سيكون له شأن.. وهذا يؤكد أن الاتحاد كان يملك آنذاك مقومات البقاء والتميز.

* وفي عام 1351هـ كان في مدينة جدة ما لا يقل عن ثمانية فرق هي حسب الشعبية والقوة والشهرة آنذاك (الاتحاد - الرياضي - الفلاح - الإخاء - التآلف - الاتفاق - المختلط - البحري).

* كان أبرز الأحداث في الخمسينيات الهجرية توقف الرياضة بمدينة جدة بسبب عدم التزام الفرق بالنظام مما أدى إلى مشاكل جديدة بين الفرق وسط انفعالات الجماهير وحماسها الفارط.. وكان أبرز محطات التوقف للرياضة مخالفات الفرق عام 1358هـ نتيجة خلاف الشعب الجماهيري ودخول وقت صلاة المغرب واللاعبون ما زالوا خارج أسوار جدة ولا يؤدونها جماعة في المسجد ولتوقف الرياضة بمدينة جدة بذل كل من حمزة فتيحي وحسن شمس جهوداً كبيرة لإعادة الرياضة وتمت المخاطبات بينهما إلى النيابة لكن دون جدوى.. وحين وصل سمو نائب جلالة الملك في الحجاز الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيصل) إلى جدة قادماً من مكة المكرمة وسمع رؤساء الأندية عن وصوله سارعوا إلى مقابلته في داره العامة وقدَّموا إلى سموه التماساً أن يوافق على طلبهم بالعفو والسماح لهم بممارسة رياضة كرة القدم على أن يلتزموا بكل الشروط اللازمة.. وأجرى أوامره لمديرية الشرطة في جدة بهذا الخصوص وعادت الرياضة من جديد إلى المنطقة في شهر شعبان من عام 1358هـ.

موسم الهجرة!!

* بدأ توافد اللاعبين الأجانب إلى ملاعب مدينة جدة في موسم عام 1368هـ وكان أغلب الأجانب هم من الجالية السودانية وكانت آنذاك الكرة السودانية متقدمة كروياً.. وحصل تصادم بين المسؤولين في نادي الاتحاد تحديداً فكان العم (حمزة فتيحي) متزعماً الاتجاه نحو إعطاء الفرصة للاعب الوطني بينما (عبد العزيز جميل) كان ينادي بالاتجاه الضد ويطالب بإعطاء الفرصة للاعبين الأجانب ولتأجج الصراع بين الاتحاديين حول قضية اللاعب الأجنبي قدَّم الفتيحي استقالته في 17-12-1369هـ.. ثم كتب رسالة إلى رئيس الاتحاد أظهر فيها موقفه بالكامل.. وأكد فيها أنه سعيد لأنها ستفتح الباب على مصراعيه للاعبين الوطنيين.. وقال: همي الأول صيانة كرامة زملائي اللاعبين الوطنيين.. وبعد استقالته من الاتحاد العربي السعودي (الاتحاد حالياً) أسس فريقاً جديداً كان جميع لاعبيه وطنيين وضم حوله الشخصيات البارزة بالمجتمع وكان الفريق الوليد يضم 40 لاعباً وطنياً يمثلون ثلاثة فرق للنادي وأبرزهم زهران أبيض وعبد العزيز حسام الدين وباعثمان والسرتي والتركي وبكر عبد الشكور (حارساً).

(الموظفين) ينقل الرياضة للوسطى!

* وينتقل المؤرخ الرياضي المعروف القدادي بدفة حواره التاريخي إلى بداية الرياضة بالمنطقة الوسطى.. قائلاً: الرياضة بالمنطقة الوسطى بدأت في الستينيات الهجرية عن طريق فريق سُمي بالموظفين وكان يضم لاعبين منهم حمزة جعلي رئيساً ولاعباً ومحمد عبد الله الصائغ نائب الرئيس ولاعباً وضم أيضاً كلاً من عبد الرحمن بن سعيد وعبد الله بن أحمد وصالح ظفران وفؤاد صايغ وحامد نزهت ومحمد حمد الصائغ وآخرين.. وكان عدد اللاعبين يتجاوز الـ35 لاعباً.. وكانت اجتماعات الفريق تتم في بيته الأول بيت صابر أبو طالب بشارع الثميري.. والثاني منزل خالد خليفة في شارع الخزان.. وأصبح الفريق الوليد يزاول اللعب في الملز قرب ساحة سباق الخيل.. وكان الأمير سعود بن عبدالعزيز، وهو ولي العهد آنذاك كان موكبه يمر أحياناً بجوار الملعب فيتوقف لمشاهدة بعض العروض وكان تمويل فريق الموظفين منذ تأسيسه عام 1362هـ من خلال الاشتراك الشهري من هؤلاء الموظفين.

طبعاً حصل انقسام بين أفراد الموظفين عام 1367هـ إثر خلاف بين فؤاد صائغ وحمزة جعلي في إحدى المناورات ثم حصل خلاف بين حمزة جعلي وبين محمد إبراهيم مكي وصالح ظفران أدى إلى تكوين فريق الشباب بالتعاون مع عبد الحميد مشخص وعبد الرحمن بن سعيد وعبد الله بن أحمد.لذا فإن صاحب فكرة الخروج عن فريق الموظفين وتكوين فريق جديد (شباب الرياضي) هم كل المجموعة دون شك.. وتم اختيار اسم فريق الشباب في قهوة صالح العلي في الغرابي بالرياض.

ابن سعيد تزعم الشباب

وحين اختير اسم الشباب واتفاق المجموعة على أن يكون الشيخ عبد الرحمن بن سعيد رئيساً فهو صاحب فكرة تأسيس نادي الشباب وهو أول رئيس للشباب وأصبح الفريق الجديد يتدرب على أرضه جوار ملعب فريق الموظفين كل يوم جمعة فقط.. غير أن أبا مساعد طوَّر الأمر وأصبح التدريب يومياً وأصبحت اجتماعات الفريق لدى محمد إبراهيم مكي الذي كان يعمل في كراج الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بشارع السويلم.

وهنا - والكلام للقدادي - أوضّح أن محمد مكي لم يكن يوماً من الأيام رئيساً للشباب.. وإنما كان يُطلق عليه اسم (الريس) نسبة إلى الخدمات التي يقدمها للفريق لكونه الوحيد الذي كان يملك سيارة تابعة لقصر الأمير ينقل اللاعبين وكان بعض السودانيين والمقيمين ينادونه (يا ريس).

* شَعَرَ الشيخ عبد الرحمن بن سعيد أن وضع الفريق حرج ويحتاج إلى أسماء كبيرة من الموظفين حتى يكتسب اعترافاً أكبر خصوصاً أن كثيراً من اللاعبين الذين لم يجدوا فرصتهم من الموظفين انضموا فوراً لفريق (شباب الرياض).. وكان ابن سعيد يطمح بانضمام الأسماء الكبيرة من الفريق الأم.

* وفي عام 1368هـ توقف الشباب عن لعب الكرة بسبب تأخر أفراده عن أداء صلاة المغرب داخل الرياض وأدائهم لها خارجها.

الإيجار بـ60 ريالاً سنوياً

* نجح ابن سعيد في إقناع المسؤولين بالمجتمع النجدي بأهمية الرياضة وأن عددهم وهم يلعبون خارج الرياض يساوي الجماعة وأنهم يؤدونها في وقتها.وبالفعل عاد الشباب إلى مزاولة اللعب عام 1368هـ ونجح بعد ثمانية أشهر تقريباً من تأسيسه وانضم للفريق الناشئ عبد الله بن أحمد.. وأصبح عنصراً هاماً في الفريق وتم تكليفه بمنصب نائب الرئيس وصالح ظفران أمين الصندوق طبعاً سجل ابن سعيد نجاحاً آخر بعد أقل من شهرين من ذلك.. الموقف الذي انضم به عبد الله بن أحمد للشباب فقد انضم أيضاً كبير لاعبي الموظفين عبد الحميد مشخص الذي أُوكلت إليه مهمة متابعة فريق الموظفين لعمل هدنة معهم.كان هذان الانتقالان أقوى هزة تعرض لها الموظفون.. وبدأ يشعر مؤسسوه بخطورة الفريق الشبابي خصوصاً بعد استأجر مقراً جديداً له في الظهيرة بـ60 ريالاً سنوياً خلف شارع الوزير.. وأصبح الشباب يتدرب يومياً رغم أنه توقف مرة ثانية في بداية السنة الجديدة 1369هـ.. وتم معالجته فوراً مع المسؤولين لنفس الأسباب السابقة.

الاعتراف الرسمي!!

* أحدث فريق الشباب بقيادة إدارته الناجحة برئاسة الشيخ عبد الرحمن بن سعيد طفرة رياضية في الرياض منذ عام 1369هـ تمثَّلت في عدة محاور منها لعبه مع فرق الجاليات بالرياض مثل الحضارم، مختلط الشام، عمال السكة الحديد، وفرق أخرى للحواري.. الأمر الذي جعل لاعبي الموظفين المهمين إلى شباب الرياض، ثم المفاجأة التي قدمها عبد الرحمن بن سعيد هي حصول نادي (شباب الرياض) على قطعة أرض مساحتها 150م في 120م في موقع محطة سكة الحديد الحالي منحة من الدولة كأول فريق في المملكة يحصل على قطعة أرض من الدولة لإنشاء ملعب يُمارس الفريق عليه تدريباته الرياضية.. وكان هذا في نهاية عام 1369هـ.. طبعاً سُجلت الأرض باسم عبد الرحمن بن سعيد وصالح ظفران ومحمد أحمد صائغ وعبد الله بن أحمد وهم أصحاب الطلب.

تضحيات ابن سعيد

* كان هذا الحديث يمثل حدثاً خطيراً في تاريخ الرياضة بالرياض لأنه اعتراف رسمي بالرياضة ويمثل اعترافاً رسمياً بهذا الفريق الجديد (الشباب) الذي أصبح في وضع تنافسي مع فريق الموظفين.. الفريق الأهم.كان التنافس قوياً بين الموظفين وشباب الرياض رغم أنهما يتدربان في ملعبين متجاورين قبل حصول الشباب على أرض لملعبه إلا أنهما لم يتقابلا في أي مباراة تحدٍ.طبعاً كان هذا يستدعي تدعيم الصرف على الفريق الوليد.. لذا باع ابن سعيد بيتاً له في ذلك الوقت بـ120 ألف ريال عام 1369هـ (منزل أشبه بالقصر الذي يساوي الآن 12 مليوناً) ليصرفها على الفريق واستقدم لاعبين أجانب كانوا متواجدين في جدة على حسابه الخاص ووفر لهم السكن والراتب على حسابه.. كما باع عدة أراضٍ يمتلكها للصرف على الفريق في بداياته.

البلدية تدعم الشباب

* ففي عام 1370هـ كتب عبد الرحمن بن سعيد لرئيس بلدية الرياض آنذاك الأمير فهد الفيصل الفرحان ليقوم بدعم الفريق الشبابي ووافق الأمير بشرط أن يُضاف لفظ البلدي إلى اسم الفريق ليصبح فريق (شباب الرياض البلدي) ليكون هناك مبرر لأن تقدم له البلدية الدعم.. طبعاً بدأت المضايقات تزداد وزادت حدة التنافس بين الموظفين لأنه يريد إعادة الفريق الشبابي إلى رعايته وتحت جناحه وبمسماه القديم.. والشباب برئاسة ابن سعيد كان يرفض ذلك.. وهنا تقدم كل من حمزة جعلي ومحمد الصايغ ويوسف عابد وعبد الله أخضر وهم أول من مارس الكرة بالرياض.. وأسسوا الموظفين وتقدموا بطلب مماثل لسمو ولي العهد طالبين الحصول على قطعة أرض يمارسون عليها رياضتهم أُسوة بابن سعيد ورفاقه، وبالفعل تم منحهم قطعة أرض سُميت بعد ذلك بالاسم الذي عُرفت به وهو ملعب الصائغ وعلى مساحة قدرها 150 في 150م.

تشريف تاريخي

* شرَّف الأمير سعود بن عبدالعزيز ولي العهد آنذاك والأمير فيصل بن عبدالعزيز نائب جلالة الملك في الحجاز دعوة رئيس نادي الشباب عبد الرحمن بن سعيد وأعضاء النادي لحضور مناورة للفريق يوم 19-5-1372هـ وأبدى سمو ولي العهد وسمو النائب إعجابهما بالفريق وسألا عن هذا الفريق هل هو الموجود في الرياض فقط؟! وحين عرفا بوجود الفريق الأم (الموظفين) سألا لماذا لا يتم دمجهما في فريق واحد بدلاً من فريقين.. طبعاً سموهما لم يطالبا بالضم وإنما تمنيا أن يكون في الرياض فريق واحد.. طبعاً رفض فريق الشباب ذلك بعدما طلب عبد المجيد متبولي مدير شرطة الرياض وكان أحد أعضاء فريق الموظفين إعادته إلى الأصل.

حل الموظفين..!

وفي ظل إصرار الموظفين على ضم الفريق الشبابي طلب ابن سعيد الإذن من سمو ولي العهد في مقابلته وفعلاً قابله وشرح له الأمر.. ووافق على أن يستمر فريق شباب الرياض البلدي كما هو.. وتوفي الملك عبدالعزيز في ربيع الأول 1373هـ.. وفريق الموظفين ما زال موجوداً وكذلك فريق الشباب ولم يتوقف الموظفين إلا عام 1375هـ ولو نجح في ضم الشباب للموظفين لما بقي للرياضة شأن في مدينة الرياض على الإطلاق لكن الموقف القومي الذي قدمه ابن سعيد حمى الرياضة ودفع بها إلى الأمام.. ولم يحل عام 1368هـ إلا والكرة تلعب في أحياء الرياض تقريباً.. وهذا العمل الكبير الذي جسَّده الرمز الرياضي الشيخ عبد الرحمن بن سعيد لا يمكن أن يتناساه التاريخ الرياضي بالمنطقة الوسطى وإسهاماته الرائدة في دعم هذه الحركة وهي في مهدها على صعيد رياضة الوسطى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد