كمواطن سعودي، أسعد كغيري بما تتميّز به مملكتنا الغالية مملكة الإنسانية من أعمال خيرية وعلمية وبحثية في مختلف المجالات، وهذه الأعمال تتصف بالنظرة البعيدة المدى والتي لا تضع للحدود اعتباراً لأعمالها الإنسانية، فكلما أعايش أو أقرأ خبراً عن إنشاء قسم أو كرسي علمي باسم المملكة في أي علم من العلوم، وما أكثرها، في شتى بقاع المعمورة، أشعر بالفخر والاعتزاز، وهذا ينطبق على العمليات الجراحية الدقيقة في فصل التوأم السيامية التي تتميذز بها المراكز الطبية المتقدمة بوطني الغالي، وكذلك إنشاء المراكز البحثية والطبية لخدمة العلم والإنسانية سواءً في المجال الطبي أو الرعاية الاجتماعية في العالمين العربي والإسلامي على نفقة المملكة، يشعرني بالكثير من السعادة.
وفي هذه الأيام أسعدني كثيراً أن يتم افتتاح مركز سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم الإبراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية بجامعة الخليج العربي تحت رعاية صاحبة السمو الأميرة الجوهرة الإبراهيم وصاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة صاحب الجلالة ملك البحرين، والذي يعتبر أول مركز متخصص في هذا المجال في الوطن العربي، والمأمول من إدارته تحقيق الأهداف المرسومة له وتفعيل خططه وإستراتيجياته المستقبلية، مما سيساهم في خدمة العلم ومجتمعاتنا الخليجية في مجال تأمين سلامة الصحة العامة والارتقاء بطب المجتمع، وفي البحث العلمي المتخصص المعتمد على الكفاءات العلمية المتميزة من جامعة الخليج العربي والجامعات الخليجية الآخرى وتطوير الخدمات التشخيصية والعلاجية.
والرعاية الكريمة للمركز منذ تأسيسه ووضع حجز الأساس له من صاحبة السمو الشيخة سبيكة آل خليفة والأميرة الجوهرة الإبراهيم، وتسخير كل ما يحتاجه من إمكانات مادية وبشرية أبرز المركز وأنجح برامجه في هذا الوقت القصير من الزمن، مما دفع بالمركز لتحقق إنجازات علمية وبحثية وبراءات علمية متقدمة في مجال البحث العلمي على سبيل المثال لا الحصر، اكتشاف أول مورثة توجد العلاقة بين الجهاز العصبي وجهاز المناعة، مما يكون له الأثر الكبير في علاج كثير من أمراض فقد المناعة أو أمراض ناتجة عن الزيادة في نشاط المناعة، وكل ذلك يبين بكل وضوح الدعم غير المحدود الذي يلقاه المركز من سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم الإبراهيم، كما أنّ افتتاح هذا المركز ودعمه يعتبر جزءاً من التعاون العلمي والبحثي الوثيق بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين الشقيقة، والذي يعتبر أنموذجاً تحتذى به للتعاون العلمي الراقي بين المجتمعات. وقد حظي هذا المركز بدعم كبير من صاحب المعالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي ورعايته له منذ أن كان فكرة إلى هذا اليوم، كما حظي المركز بدعم معالي الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم بمملكة البحرين والمشاركة الفاعلة في مجلس الأمناء بجامعة الخليج العربي.
(*) الملحق الثقافي السعودي بمملكة البحرين