Al Jazirah NewsPaper Saturday  16/05/2009 G Issue 13379
السبت 21 جمادى الأول 1430   العدد  13379
د. رفيعة غباش رئيسة جامعة الخليج العربي تروي لـ«الجزيرة» ذكرياتها:
مركز الأميرة الجوهرة عودة إلى البدايات

 

تكونت النواة الأولى لمشروع مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم من نقاش موسع شهدته كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي وعلى رأسها العميد السابق للكلية الدكتور حسام حمدي، وكذلك الدكتور معز بخيت المتخصص في الطب الجزيئي، وفي أسطر لخصت مراحل تكون الفكرة وولادتها ونموها حتى بلوغها حداً جعلها بجدارة، صرحاً علمياً فريداً في منطقة الخليج العربي تروي الأستاذة الدكتورة رفيعة عبيد غباش ذكرياتها ل(الجزيرة) حول مشروع مركز سمو الأميرة الجوهرة للطب الجزيئي وعلوم المورثات وتقول:

كنا نتساءل ونبحث ونناقش سبل توظيف العلوم الطبية الجديدة في المنطقة وفق طبيعة احتياجاتها، ومن بين جملة من المشاريع فكَّرنا في تأسيس مركز للطب الجزيئي وعلوم المورثات.

أتذكر السنة الأولى من تعييني رئيسة لجامعة الخليج العربي في العام 2001م، حيث التقيت معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية، أثناء زيارة معاليه للجامعة لتوقيع اتفاقية تقضي بتسجيل 25 طالباً سنوياً في برامج جامعة الخليج العربي على نفقة الحكومة السعودية.

دار بيني وبين الدكتورالعنقري حديث عن سبل تطوير موارد وإمكانيات الجامعة، وأذكر أنني طرحت يومها أن أستغل صفتي كامرأة للالتقاء بالسيدات الأوائل في المملكة العربية السعودية، لهدف طرق أبواب الحصول على دعم للجامعة ومشاريعها العلمية الفريدة والمميزة.

أتذكَّر أن تفاعل الدكتور العنقري كان سريعاً، إذ سرعان ما عرض تنظيم لقاء بيني وسمو الأميرة الجوهرة الإبراهيم حرم المغفور له -بإذن الله تعالى- الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-.

بعد مضي شهرين تقريباً رحبت الأميرة بالفكرة، وأثناء لقائي الأول بها قدمت لها تصورات ثلاثة برامج أكاديمية تهدف إلى تنمية موارد الجامعة وتوسعة نشاطها البحثي والأكاديمي، فكان أن رحبت بفكرة المشروع الثالث المخصص للأمراض الوراثية والطب الجزيئي، لما يتميز به هذا المشروع من ندرة في منطقة الخليج، وأهمية يعوّل عليها في تطور المنهج الطبي في العالم أجمع.. كنا نطمح لإنشاء مبنى ملحق بمقر الجامعة الرئيس للأبحاث الوراثية والجزيئية، لكن الأميرة كرَّمتنا بأكثر مما تخيَّلنا حين منحتنا 6 ملايين دولار أمريكي لتأسيس المشروع.

فور حصولنا على هذا الدعم لم ننتظر حتى يتم التخطيط والإعداد لإنشاء مبنى للمركز لنباشر أبحاثنا ومؤتمراتنا، بل إننا بدأنا منذ اليوم الأول بإصدار الدراسات العلمية وتنظيم المؤتمرات، والبحث المستمر في مجال الأمراض الوراثية والطب الجزيئي، حتى بلغنا الإنجاز العلمي الذي تشرفنا به في مارس - آذار من عام 2008م.

أقف هنا عند مساهمة خليفة الوردي الذي صمم المدخل الرئيس للمركز المؤقت في الطابق الثالث من مبنى الجامعة، والموظف يوسف خيري الذي صمم شعار المركز بالخط الكوفي في رمزية تؤكد الطابع العربي لهذا المشروع بأسلوب جمالي متميز.

في حالات مشابهة يسعى كثير من المؤسسات لتكليف إحدى الشركات بتصميم هذا النوع من الشعارات لكنني سعيت أن يكون مشروعناً منبثقاً من أسرة الجامعة تشجيعاً لكل العاملين، وقد لاحظت تميُّزاً خيرياً في العديد من التجارب السابقة التي برز فيها في فن الخط، وعلى هذا الأساس تم تكليفه بهذه المهمة.

اتسع طموحنا بعد أن تلقينا الدعم من سمو الأميرة الجوهرة الإبراهيم ففكرنا بأن نتوسع في مشروعنا وننقله من كونه مركزاً صغيراً للأبحاث ملحقاً بمبنى الجامعة، إلى درجة تؤهله أن يكون مركزاً إقليمياً لعلوم المورثات والطب الجزيئي.. وقد تلاقى هذا الدعم الكريم من سمو الأميرة الجوهرة بكرم سخي من قبل جلالة ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، الذي كرَّمنا بارضٍ واسعة تتمتع بموقع مميز لإقامة مشروع المركز عليها، وهنا أشير إلى مساعي الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة وزير الإسكان الحالي الذي كان وكيلاً لوزارة المالية، إذ بذل جهوداً استثنائية لتوفير الأرض المناسبة لإقامة المشروع، وإصدار وثيقة الهبة.

توجهت إلى سمو الأميرة الجوهرة بتصميمين مختلفين للمركز الأول يتكون من طابق واحد بحجم الهبة المقدمة من سموها البالغة ستة ملايين دولار أمريكي، فيما يضم التصور الآخر ثلاثة طوابق في إطار رؤية الجامعة لتوسعة المشروع، وما كان من الأميرة الجوهرة إلا أن باركت فكرة توسيع المشروع وكرَّمتنا بمبلغ ستة ملايين دولار جديدة تُضاف إلى الهبة الأولى ليصبح إجمالي المكرمة اثني عشرة مليون دولار أمريكي.

كنت أشرف على الجانب المالي والإداري وأتابع في ذات الوقت بشكل دوري تطورات الأبحاث العلمية مع فريق البحث العلمي الذي كان يتم بشكل سري حتى نحافظ على أسبقية الاكتشاف.

والحمد لله أن تزامنت مرحلة التحضير للإعلان عن الاكتشاف العلمي المتعلق بمورثة (جينة) لم تكن معروفة من قبل مرتبطة بالجهاز العصبي ومسؤولة عن تنشيط المقاومة الطبيعية لجهاز المناعة في جسم الإنسان، تزامن مع وضع حجر الأساس لمركز سمو الأميرة الجوهرة الإبراهيم الذي تشرفنا خلاله برعاية الأميرة الجوهرة الإبراهيم وحضورها الشخصي، لقد كانت زيارة سمو الأميرة تكريماً وتقديراً للعاملين على المشروع من إداريين وأكاديميين ومهندسين، فهي الزيارة الأولى لسموها لجامعة خارج المملكة العربية السعودية، وقد تميز وفد الأميرة بشخصيات علمية وأكاديمية شهدت ذلك الحدث وانبهرت بالإنجاز.

تتابع الدكتورة غباش حديثها: حرصت على تنظيم زيارات مستمرة لموقع المشروع خلال كافة المراحل بدءاً بوضع حجر الأساس ولغاية اللحظة، لشعور انتابني بضرورة إشراك أسرة الجامعة في هذا المشروع، وتعزيز شعورهم بالانتماء إليه كجزء مرتبط بتطور مؤسستهم وتوسعها، وقدرتها على بناء مشروعاتها بجهودها الذاتية، وليس فقط بدعم الحكومات المؤسسة للجامعة.

ما زلت أذكر ملامح البهجة والسرور على محيا معالي الدكتور خالد العنقري حين زار مشروع مركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم في مراحله النهائية، ليشهد ثمرة المشروع الذي تحقق من خلال مبادرات معاليه بتسهيل زيارتي لسمو الأميرة الجوهرة الإبراهيم.

وأتمنى في نهاية حديثي أن نكون في جامعة الخليج العربي على قدر الثقة والمسؤولية التي منحتنا إياها سمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم الإبراهيم، ونجسِّد هذه الثقة من خلال نجاحات مركز سمو الأميرة الجوهرة الإبراهيم لعلوم المورثات والأمراض الوراثية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد