Al Jazirah NewsPaper Monday  18/05/2009 G Issue 13381
الأثنين 23 جمادى الأول 1430   العدد  13381
بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري.. السديس:
ضرورة إنشاء هيئة عليا لوضع استراتيجيات حفظ الأمن الفكري

 

مكة المكرمة - عمار الجبيري

أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة تدريس بقسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى والمشرف العام على مجمع إمام الدعوة بحي العوالي أن (المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري.. المفاهيم والتحديات) الذي سيفتتح أعماله صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مساء اليوم الأحد يهدف إلى تأصيل مفهوم الأمن الفكري في ضوء تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ورصد وتحليل التحديات والمعوقات التي تواجه مسيرة الأمن وتقويم كافة الجهود المبذولة لتحقيقه إضافة إلى معالجتها ومساهمتها في حماية المجتمع.

وشدد على ضرورة إنشاء هيئة عليا تعنى بإعداد الخطط والاستراتيجيات الشاملة التي تحفظ الأمن الفكري للمجتمع، وترصد كل المستجدات التي تهدد كيان الأمة إلى جانب تشكيل مجالس تنسيقية بين القطاعات الحكومية والأهلية تهدف إلى التعاون لمعالجة القضايا المعاصرة مما يحفظ للمجتمع أمنه الفكري.

وقال الدكتور السديس: إن من محاسن الشريعة الإسلامية أن حفظ الأمن مرتبط بالإيمان، مبيناً أن الأمن الفكري من أهم أنواع الأمن بمفهومه الشامل، إذ المقصود أن يعيش الناس في أوطانهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية المنبثقة من الكتاب والسنّة بفهم السلف الصالح.

وأبان الشيخ السديس أن من الوسائل المعينة على تحقيق الأمن الفكري في المجتمع الاهتداء بهدي الله عزّ وجلّ والاعتصام بالكتاب والسنّة، ذلك لأنه هو الأمن الحقيقي، بل لا يتحقق الأمن الفكري الشامل دون أن نهتدي بالعقيدة ونلتزم بتعاليم الإسلام، ولذلك ربط الأمن بالإيمان بالله عزّ وجلّ ثم العناية بتطبيق الشريعة الإسلامية قولاً وعملاً في مختلف شؤون الحياة، فهي سبب لتحقيق الأمن الشامل بكل صوره.

وأضاف الشيخ السديس أن من الوسائل التي تحقق الأمن الفكري التزود بالعلم الشرعي النافع من مصادره الموثوقة فلا يقوم أمن فكري على أيدي الجهلة وإنصاف المتعلمين.

وأكد أمام وخطيب المسجد الحرام على ضرورة الرجوع إلى ولاة الأمر والراسخين في العلم لأنهم صمام الأمان، وقال فضيلته: إن الأمة الإسلامية ليست فوضوية، بل لها مرجعية شرعية تعود إليها في قضاياها العامة والخاصة.

وتعجَّب فضيلته من البعض حينما يرجع إلى العلماء في بعض القضايا والموضوعات البسيطة، ولا يلتفت لهم في القضايا الكبرى لمصالح الأمة، وفي النوازل والمستجدات بدعوى أنهم لا يفقهون الواقع، بل يتطاول عليهم بدون وجه حق.

واعتبر الشيخ السديس العناية بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوق النجاة للمجتمع ووسيلة مهمة في تحقيق الأمن الفكري، بالإضافة إلى التربية الصحيحة للشباب والناشئة من خلال المنزل والمدرسة وإحياء رسالة المسجد. ولخص إمام وخطيب المسجد الحرام ضوابط تحقيق الأمن الفكري في أن يكون الأمن الفكري منبثقاً من ديننا الحنيف ومعتقداتنا الراسخة لرعاية مصالح الأمة، وأن يتمشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها وأن تحقيق الأمن الفكري الوسطية والاعتدال وأن يتلقى الأمن الفكري من المصادر الصحيحة ويتولى ذلك العلماء الربانيون وأن يحقق الأمن الفكري وحدتها وتلاحمها وتماسك جماعتها وأن يحافظ الأمن الفكري على ثقافة الأمة ومكونات أصالتهم ومنظومتهم الفكرية وأن يسمو الأفراد والجماعات إلى درجات الطهر والعز وأن يكون القائمون عليه هم ولاة الأمر والعلماء الربانيون.

وحذّر الدكتور عبدالرحمن السديس من عدة قضايا تحقق عائقاً في تطبيق الأمن الفكري من أبرزها التساهل في تطبيق الشريعة الإسلامية واتباع الأهواء المنحرفة وأخذ العلم من غير أهله، حيث يتصدى بعض صغار الأسنان وسفهاء الأحلام للفتوى، ويتحدثون في قضايا الأمة المصيرية دون علم راسخ، مؤكداً فضيلته في هذا الشأن على عدم إتاحة الفرصة للعدو المتربص أن يدخل بيننا فيمزق صفنا إلى صفوف وحزبيات وجماعات.

واعتبر السديس انتشار المنكرات والمحرمات والتساهل في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبباً في خلل الأمة في أمنها الفكري. وطالب فضيلته المثقفين وأرباب الفكر وحملة الأقلام بمحاربة التيارات المنحرفة من تيارات الإلحاد والغلو والإفساد والوقوف ضدها وكشف زيفها، قائلا: نحن مجتمع مستهدف ومحسود على ما ينعم به من خيرات كثيرة.

ودعا فضيلته إلى إتاحة الفرصة للتعرف على اتجاهات الشباب وربطهم بالعلماء وإحياء التراث الإسلامي وإبراز القيم الجمالية التي يحملها الدين الإسلامي وفتح قنوات الحوار معهم لمصارحتهم وإشعارهم بالمحبة والحنان واستثمار وسائل الإعلام فيما ينفع ويفيد الأمة الإسلامية وأشاد أمام وخطيب المسجد الحرام بجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف، رجل الأمن الأول، مشيرا إلى أنه الركيزة الأساسية للتنمية والاستقرار (الأمن والطمأنينة)، فبدون الأمن لن يكون هناك استقرار، ولن تكون هناك تنمية وتطوير، فبالأمن تقوى الركيزة الأساسية للاستقرار والتطوير والتنمية، يشعر الفرد بالأمن والأمان، وشعور الفرد بالأمن والأمان يعني البذل والعطاء، والمملكة العربية السعودية تنعم - بفضل الله - بالأمن والأمان والاستقرار، حتى أصبحت مضرب الأمثال - بفضل الله - ثم بقيادة ومتابعة ولاة الأمر - حفظهم الله ونصر بهم دينه. وأضاف فضيلته أن الأمير نايف بن عبدالعزيز - بحنكته وخبرته وإخلاصه وحبه لدينه ووطنه، فهو من قادة الجهات الأمنية في ظل الظروف الصعبة والحرجة، التي يمر بها العالم للقضاء على الإرهاب، وبضرباته الاستباقية التي أوقعت برؤوس الفكر الضال، وأبطلت المخططات الإرهابية، ووأدتها في مهدها حتى أصبحت تجربة المملكة العربية السعودية في التصدي للإرهاب أنموذجا تنهل من معينه كبريات دول العالم المتقدم - بفضل الله.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد