أي مساء.. وأي نجاح.. وأي حضور ليلة بألف ليلة لن تنسى والأمير ينسجها بيده ويطرزها بسطور من ذهب في تاريخ الفرح والبهجة بجازان..
حضور لا مثيل له ولم تشفع كراسي القاعة لاحتضانهم فعدد الواقفين أكثر من الجالسين 2000 شخص جاؤوا وأيديهم محملة بعناقيد الفل لينثروها على أجساد الخريجين...
وصول الأمير محمد بن ناصر وبين صفوف الخريجين يسير وسط تحية له لا توصف والأطفال حوله يعطرون المكان بالفل وسموه يداعبهم بحب وينثر الفل عليهم وسط بسمة تغلفها التفاؤل...
النشيد الوطني.. الجميع يقف ويرددون بصوت واحد.. (سارعي للمجد والعليا....) بعدها كنسيج الحرير بجوار بعضهم البعض أعضاء مجلس الجامعة اصطفوا والأمير صافحهم فرداً فرداً...
4708 طلاب وطالبات هم الخريجون من جامعة جازان الدفعة الرابعة للعام الجامعي 1429هـ- 1430هـ رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مساء أمس الأول حفل تخريجهم وذلك بمسرح الجامعة.
تبدأ (المسيرة) والعلم الأخضر (لا إله إلا الله محمد رسول الله) يتقدم الجميع والأطفال كزهرات بأيديهم علم الوطن.. و17 كلية كحبات اللؤلؤ تزين المساء بمخرجاتها من طلاب وطالبات..
بعد ذلك بدأ الحفل الخطابي بالقرآن الكريم تلا ذلك كلمة معالي مدير جامعة جازان الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع كلمة قال فيها:
تستلزم هذه المناسبة السعيدة من تاريخ المنطقة والجامعة لوازم التهنئة في لحظة ربيع دافئة نقطف فيها جميعاً ثمرة عطاء، كان العطاء الحقيقي فيها لهذه الثمرة من شبابنا الذين بذلوا واجتهدوا استشعاراً لمسؤولية الإنسان تجاه نفسه ومجتمعه ووطنه. واليوم تبدو جامعة جازان مدينة بالتهنئة لصاحب المشروع ورائد فكرته ولأبرز الفرحين المنتشين بيننا اليوم وهو يحصد رأس ثمار زرعه الحقيقي من جهاده الطويل في هذه المنطقة.
صاحب السمو:
أيها الحفل الكريم:
لعله من المناسب بمكان في هذه المناسبة أن نبرز باختصار وظيفة الجامعة ورسالتها إلى مجتمعها وفق رؤيتنا في محورين:
المحور الأول:
وظيفة الجامعة كمنطلق ارتكاز معرفي لخدمة المجتمع من المنطلقات الأكاديمية والبحثية وتأهيل الكوادر الشابة من أبناء كل الوطن بلا استثناء ونحن هنا كنا في كامل الحظ أن لحظة ولادة الجامعة جاءت في فترة ذهبية على غمار العمل الوطني مما كان له بالغ الأثر على التوجهات النوعية في مجال التخصصات التي يحتاجها سوق العمل وللجنسين.
من نافلة القول أن نذكر أن الدعم اللامحدود من قيادة هذا البلد لمنطقة جازان ولجامعتها قد قفز بعدد الكليات خلال عامين من (6) كليات إلى (17) كلية، تضم ما يربو على (33) ألف طالب وطالبة، ناهيك عن خطة الجامعة استقبال (13) ألف طالب وطالبة في العام القادم وحده، في قفزة كمية ونوعية، مع وعد أن نواكب في الأعوام القادمة حجم الرغبة الوطنية الشاملة في التوسع وحسب خطط مدروسة.
في صيف هذا العام بإذن الله سوف تبدأ الجامعة القبول للجنسين وللمرة الأولى في كليات طب الأسنان والصيدلة وإدارة الأعمال، مع وعد يقترن بأن نواكب بهذا التوسع الكمي أهمية المسار النوعي عبر شراكتنا في مختلف كليات الجامعة وتخصصاتها للتوأمة مع جامعات عالمية عريقة ومراكز بحث أكاديمي متخصص.
المحور الثاني:
أن تكون الجامعة وظيفة اقتصادية جوهرية للمكان وللمجتمع من حوله ولست مبالغاً إن قلت أن الجامعة اليوم تضخ في دماء الجسد الاقتصادي لمنطقة جازان ما يمكن أن تكون أول رافد اقتصادي حتى اليوم بالمنطقة.
وبفضل الدعم الهائل من القيادة العليا لهذه البلاد نوشك في قادم الأيام أن نستلم أولى بشارات المشاريع الجامعية في سلسلة تنفذ على أرض الواقع تناهز اليوم ما يصل قيمته إلى ملياري ريال، مما سيشكل في غضون العامين القادمين مدينة جامعية جديدة على ضفاف مدينتا ومجتمعنا من حولها بكل ما لهذه الوظيفة من مردود ثقافي واقتصادي أجزم بأنه سيكون نقلة تاريخية في أحلام سمو أمير المنطقة عن الإنسان والمجتمع والمكان الذي حمل مسؤوليته بكل شجاعة وأمانة.
وللإخوة الأبناء من طلاب الجامعة وخريجيها أؤكد أن الكلمات لن تحمل مهما بلغت حجم الأمل الذي نؤمله مؤكدين على التزامنا بكم ومشددين أننا سنبقى لكم ذات البيت المفتوح في أي مكان نشرف فيه بكم وقد تحملتم مسؤولية البناء الوطني مع إخوانكم من أبناء الوطن في أي زاوية أو مكان من هذا الوطن الهائل الكبير تذهبون إليه غداً وقد غادرتم بالمجاز فصول هذه الجامعة.
صاحب السمو:
نستأذنكم بالنيابة عن كافة منسوبي ومنسوبات جامعة جازان وطلابها وطالباتها أن ترفعوا لقائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وإلى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أسمى آيات الامتنان وعظيم الشكر لدعم هائل قادنا إلى أمل وواقع لم نكن لنحلم به في عمر الجامعة القصير. لكم صاحب السمو أسمى آيات الشكر وأنتم من ارتبط تاريخنا في هذه الجامعة مقروناً باسمه في كل التفاصيل والعقبات التي وقفتم لها مذللاً وبانياً فكان من الجميل بمكان أن تكون معنا في لحظة فرحة، شكراً، سيدي، شكراً لكل من شاركنا اليوم.
ومن جانبه ألقى طالب كلية الطب أنور صالح الأحمر كلمة الخريجين قال فيها:
إنه لشرف عظيم لي أن أتقدم نيابة عن خريجي هذه الجامعة الفتية لأعبر عن مشاعرهم تجاه سموكم الكريم بتفضلكم برعاية حفل تخريجهم ومشاركتهم الفرحة هم وذويهم في هذه المناسبة العزيزة أن تفضلكم هذا يا صاحب السمو يجسد ما تنعم به هذه البلاد من تلاحم القيادة بالشعب ويعبر بجلاء عما تتمتع به بلادنا الحبيبة من أمن وأمان ودعمكم المتواصل لكل ما من شأنه رفعة وعلو هذه الجامعة خير شاهد في هذه المنطقة التي نمت في عهدكم الزاهر.
ها نحن جئنا مسلحين بسلاح العلم والمعرفة والفكر
ها نحن جئنا وكلنا أمل بأن ينفع الله بنا دينه
ها نحن جئنا وكل منا قد أخذ على عاتقه عهدا بأن يرقى بهذا الوطن، ويرفع علمه ويسطر اسمه في كل المحافل.
فلبيك يا وطن الشموخ...
بعد ذلك أعلن عميد القبول والتسجيل الدكتور حسن إسحاق نتيجة الخريجين والذين بلغ عددهم 4807 طلاب وطالبات وشكر سموه الكريم على دعمه المستمر لجامعة جازان.
بعد ذلك ردد طلاب كلية الطب خلف عميد الكلية الدكتور حسين بن محمد عقيلي قسم الطبيب.
كما قام سموه بتكريم الطلاب الأوائل من كافة أقسام كليات الجامعة، تلا ذلك كُرّم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بهدية جامعة جازان عبارة عن صورة سموه نسجت بخيوط مطرزة على قماش من حرير.