Al Jazirah NewsPaper Monday  25/05/2009 G Issue 13388
الأثنين 01 جمادىالآخرة 1430   العدد  13388
التشخيص الصحيح لالتهابات المثانة يعتمد على دقة نتائج الفحوصات والتحاليل المخبرية

 

في فصل الصيف يتعرض كثير من النساء لالتهابات متكررة بالمسالك البولية السفلية أو ما يُسمّى التهاب المثانة الحاد، وذلك نتيجة زيادة التبخر والتعرّق في فصل الصيف؛ فتقل كمية البول الخارجة من الجسم؛ ما يسهّل دخول الجراثيم الممرضة إلى المسالك البولية السفلية. وهذا المرض ليس بالخطير بقدر ما هو متعب ومؤلم للمرأة، ونسبة الإصابة عالية جدا قد تصل إلى 25-30% من النساء، والسبب في أنه مرض نسائي بالدرجة الأولى نظرا إلى أن تشريح جسم المرأة من حيث قصر طول مجرى البول السفلي ووجود فتحة الشرج بالقرب منها يسهل الإصابة بالجراثيم الممرضة التي تكون عادة موجودة بالجهاز الهضمي، بينما عند الرجال فإن طول مجرى البول وبُعده عن فتحة الشرج يؤديان إلى حماية الرجال من الإصابة بهذا النوع من الالتهابات.

أسباب الإصابة بالالتهابات

والأمور التي تساعد على تكرار الإصابة بهذا الالتهاب هو نقص شرب السوائل والسمنة وسن اليأس؛ حيث تحدث بعض التغييرات حول مجرى البول السفلي والمنطقة التناسلية؛ فتضعف مقاومتها للجراثيم، وكذلك نقص المناعة العام للمرأة ووجود قابلية لالتصاق البكتيريا بالخلايا داخل مجرى البول السفلي، وكذلك من الأسباب وجود تضيقات أو انسدادات أو تشوهات الإحليل، وكذلك عدم الحركة كما يحدث للمرضى الذين يبقون بالسرير لفترات طويلة، وكذلك وجود القسطرة البولية.

أما الجراثيم المسببة لهذه الالتهابات فغالباً ما تكون الإيكولاي E-coli التي تكون مسؤولة تقريباً عن 80% من هذه الالتهابات. فإذا ما حدث ودخلت هذه البكتيريا إلى فتحة البول وصعدت إلى المثانة فإن المرأة تبدأ بالشعور بآلام أسفل البطن مع رغبة في التبول وإفراغ كميات قليلة من البول في كل مرة، يرافقه شعور بالحرقة والألم وأحيانا التبول الدموي، وقد تكون الآلام شديدة جدا تصفها المرأة بالآم شبيهة بالطلق عند التبول.

فحص البول المخبري مهم للتشخيص

ويكون التشخيص عادة سهلاً بالنسبة لمعظم الحالات من خلال القصة المرضية والفحص السريري، ويعتبر فحص البول المخبري أساسياً جداً ومهماً للتشخيص، وهو سهل وبسيط جداً للغاية، ولكن يتطلب من المريضة الدقة وعدم إعطاء عينة بول ملوثة، وكذلك دقة من المختبر أثناء التحليل؛ حيث إن النتائج الإيجابية الخاطئة كثيرة، وغالباً ما يراجع العيادة مرضى يحملون تحليل بول يشير إلى وجود التهاب بولي شديد، وعندما نعيد هذا التحليل نجده سليماً جدا؛ فلا بد للمختبرات أن تولي لهذا الفحص عناية أكبر؛ لأنه عليه يعتمد تشخيص المرض وبالتالي إعطاء المريضة المضادات الحيوية.

وبعد التأكد من وجود هذا المرض بتحليل البول يجرى غالبا مزرعة بولية لمعرفة نوعية الجرثومة وأفضل المضادات الحيوية التي تقضي عليها. وفي حال تكررت هذه الالتهابات لا بد من إجراء بعض الفحوصات الشعاعية بحسب حالة المريضة، وقد يتطلب الأمر في النهاية إجراء منظار للمثانة البولية. وأحب أن أذكر هنا أن معظم هذه الالتهابات لا تؤثر عادة على الكليتين ولا تؤدي إلى فشل كلوي عندما يتم وضع التشخيص الصحيح بأن هذا التهاب المسالك البولية السفلية البسيط.

العلاج على حسب الحالة

والنقطة الثانية المهمة التي أحب أن أذكرها هنا هي طريقة علاج هذا النوع من الالتهابات؛ فهناك فكرة خاطئة عند الناس من أن كل حالة التهاب تعالج بالمضاد الحيوي يجب أن يكون هناك كورس كامل لمدة أسبوع أو أكثر، ولكن في الحقيقة فإن علاج هذا الالتهاب قد يكون مدة ثلاثة أيام أو يوم واحد وأحيانا نعطي المريضة فقط جرعة واحدة من المضاد الحيوي، وفي حالات أخرى قد نضطر إلى إعطاء حبة واحدة في فترات محددة من الشهر أو في أيام متقطعة. إذاً لا يجب على المريضة أن تذهب إلى الصيدلية في كل مرة يأتيها هذا الالتهاب وأخذ كورس كامل من المضادات الحيوية وإنما عليها استشارة الطبيب؛ لأن العلاج يتغير من حالة إلى أخرى. والوقاية من هذه الالتهابات تعتمد على الإكثار من تناول السوائل للتخفيف من تركيز البول؛ حيث لا تقل عن 2 لتر بفصل الصيف، وكذلك تناول عصير التوت البري الذي يقي من تكرر الإصابة، وينصح بعدم حبس البول لفترات طويلة عند الشعور برغبة في التبول، وكذلك العناية بالمنطقة التناسلية ومعالجة الالتهابات النسائية، وكذلك غسل وتنظيف المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف لمنع انتقال العوامل الممرضة من فتحة الشرج إلى فتحة البول بالطريق الصاعد، وكذلك ينصح بعلاج الإمساك المزمن الذي يعتبر أحد مسببات تكرر الالتهابات.

الدكتور صفوان قطمة
استشاري أمراض المسالك البولية



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد