Al Jazirah NewsPaper Saturday  06/06/2009 G Issue 13400
السبت 13 جمادىالآخرة 1430   العدد  13400
الإعلان أغرى الضحايا.. ودَخْل العصابة تجاوز ثلاثة ملايين ريال
شرطة الرياض تسقط خلية المغاسل الوافدة

 

الجزيرة - متابعة وتصوير - عبدالرحمن السريع

اجتمع ثلاثة عشر وافداً من دولة عربية على التخطيط لتنفيذ جريمة نصب واحتيال وقع ضحيتها عشرات الأشخاص.

وتعود تفاصيل هذه القضية عندما تلقت شرطة منطقة الرياض عشرين بلاغاً من مواطنين ومواطنات عن تعرضهم للتغرير بهم والاحتيال عليهم من قبل أشخاص من جنسية عربية؛ حيث يقوم أحدهم بشراء مغاسل الملابس ثم يعلن عنها بإحدى الصحف على أنها للبيع، وبعد أن يحضر المشتري يوهمه بأنها مربحة للغاية وأن صاحبها مضطر لبيعها لظروف خاصة.. ثم يضع بداخلها عددا من العاملين موهماً المشتري بأنهم سيستمرون معه؛ ما يغري المشتري بشرائها خاصة عندما يجدها مملوءة بالملابس التي تبين أنهم يشترونها من حراج ابن قاسم ثم يقومون بغسلها وكيها وتعليقها لتكتمل بها الحبكة، كما يقوم البعض منهم بتمثيل دور الزبائن الذين يترددون بكثرة وقت حضور الضحية لموقع المغاسل لإيهامه بكثرة الزبائن، وحينما يقتنع الضحية بالشراء ونجاح الصفقة يشترطون عليه أمرين: الأول الدفع الفوري، والثاني شراء كل المغاسل التي تقع في نفس الشارع التي لا يملكونها أصلاً، وينجحون للأسف في إقناع المشتري لأن ذلك بسبب رؤية استثمارية ناجحة.. وبعد أن يقبضوا الثمن يتوارون عن الأنظار ويتجهون إلى حي آخر وضحية أخرى.. وهكذا.

شرطة منطقة الرياض إزاء تكرار هذه البلاغات كلفت شعبة التحريات والبحث الجنائي بسرعة القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة. فجرى إعداد خطة بحث وتحر للإطاحة بكل من يقف وراء تنفيذ هذه الجرائم.. وتكللت الجهود في القبض على أفراد العصابة الثلاثة عشر الواحد تلو الآخر.. وبالتحقيق المبدئي معهم اعترفوا بارتكاب هذه الجرائم والتخطيط لها، محددين أدوار كل واحد منهم في هذه الجرائم.. وجاء في اعترافاتهم أن إجمالي ما جمعوه من هذه العمليات جاوز ثلاثة ملايين ريال. وقد صدقت اعترافاتهم المبدئية شرعاً.. ولا يزال التوسع بالتحقيق معهم جارياً للكشف عن المزيد من القضايا والجرائم التي ارتكبوها. وسيحالون إلى الشرع حال انتهاء الإجراءات النظامية.

من جانبه أكد المتحدث باسم شرطة منطقة الرياض الرائد سامي الشويرخ ضرورة توخي الحيطة والحذر من قبل المواطنين عند الدخول في مثل هذه الصفقات أو غيرها في حال الرغبة في الاستثمار والمتاجرة، والرجوع إلى جهات الاختصاص والتحقق من البيانات والأرقام ولمن تعود الملكية للأصول أو الاستثمارات المراد المتاجرة فيها؛ لأن الثقة العمياء وافتراض حسن النية هو ما يشجع أمثال هؤلاء الأشخاص على الإقدام على مثل هذه الممارسات.

(الجزيرة) التقت بعض ضحايا هذه الخلية الإجرامية من المواطنين والمواطنات؛ فقال أبوتركي: قرأت إعلانهم بإحدى الصحف واشتريت مغسلتين، ودفعت لهم 225 ألف ريال، وبعد ثلاثة أيام اختفى عمال المغسلة، ووجدتها مقفلة. وقال عبدالملك: اشتريت منهم مغسلة بحي الروضة شارع حاتم الطائي بمبلغ 120 ألف ريال، بعدها بيومين اختفى الجناة وأقفلت المغسلة، وراحت فلوسي. وقال أبومحمد: اشتريت منهم مغسلة بحي النسيم بمبلغ 85 ألف ريال، بعدها بيومين اختفت المغسلة بعمالها. وقال أبوياسر اشتريت منهم عدة مغاسل في عدة أماكن، ودفعت لهم نصف مليون ريال، بعدها بثلاثة أيام اختفت المغاسل والعمالة. وقال أبو أحمد: اشتريت من العصابة مغسلة بشارع الثلاثين بحي النسيم ودفعت لهم مبلغ 100 ألف ريال، وبعد ثلاثة أيام من العمل اختفى العمال وأغلقت المغسلة. وقالت أم محمد مواطنة تعول أطفالها الأيتام: أخذت حقوق زوجي المتوفى ودفعتها للعصابة (100 ألف) لشراء مغسلة بحي الروضة؛ حتى تكون دخلا شهريا لي ولأطفالي الأيتام، وبعد ثلاثة أيام اختفى عمال المغسلة ووجدتها مغلقة. حسبي الله عليهم ونعم الوكيل. وقال أبو سعد: قرأت الإعلان عن تقبيل مغسلة دخلها الشهري 9000 ريال، وعلى الفور اتصلت بهم للشراء، وذهبت ودفعت لهم 80 ألف ريال، وأخبروني أن عندهم مشاكل مع الكفيل وعليك الشراء ونحن نعمل بها، فوافقت فورا واشتريت المغسلة بحي غرناطة شمال الرياض، وبعد ثلاثة أيام وجدت المغسلة مقفلة وتبين لي بعد القبض على الجناة أن جميع ما بداخل المغسلة اشتراه الجناة من الحراج وليس لزبائن، وقد ضعت لإغراء المشتري بأن لها سوقاً. وقالت أم ناصر: أنا معلمة، ودفعت للعصابة رواتبي لشراء مغسلتين بمبلغ 220 ألف ريال؛ لأن دخلهما أكثر من راتبي أضعاف المرات، ولم أعلم أنني أدفع رواتبي وتعبي لعصابة سرقة، كيف سُمح لهذه العصابة بالإعلان والنصب على الناس بهذا الإعلان دون وضع ضوابط للتأكد من صحة التصريح قبل الإعلان؟! وقال أبو عبدالله: عندما قرأت الإعلان قمت بأخذ سلفة مائة ألف ريال، واشتريت بها مغسلة من العصابة، والآن مثلما ترى لا مغسلة، وأمامي دفع أقساط شهرية قيمة السلفة، وننتظر نتائج التحقيق معهم في الشرطة لإعادة فلوسنا. وقالت المواطنة نوف: أنا حديثة الزواج، وبعد اطلاعي على الإعلان بعت جميع

مجوهراتي وهدايا الزواج كي أدخل في مشروع يجلب لي دخلا شهريا وأنا جالسة لأن الإعلان يقول (المغسلة بالعمالة)، وذهبت أنا وزوجي ودفعت لهم 95 ألف ريال، وأخبرت أهلي وصديقاتي بأنني من سيدات الأعمال، وبعد ثلاثة أيام تحول الفرح إلى بكاء وقلة نوم، لقد اختفت المغسلة بالعمالة، وعندما أخبرنا الشرطة قالوا إننا لسنا وحدنا من تعرض للنصب من قبل هذه العصابة، وأناشد الشرطة إعادة فلوسنا من هذه العصابة قبل تهريبها خارج البلاد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد