Al Jazirah NewsPaper Monday  08/06/2009 G Issue 13402
الأثنين 15 جمادىالآخرة 1430   العدد  13402
هل استطاعت القاصة السعودية أن ترسم صورة دقيقة للرجل ؟

 

في ضوء ما نشرته (الجزيرة) عدد (13366) حول كتاب نورة القحطاني (صورة الرجل في الرواية النسائية السعودية).. أقول أجادت الكاتبة نورة وهي تلامس وتراً حساساً.. وتقدم دراسة جادة تصورت الرجل في الرواية النسائية السعودية.. العنوان يحرك الفضول.. ويبعث ملامح الشوق لمعرفة صورة الرجل لدى حواء القاصة.. ترى كيف تراه؟ وكيف ستقدمه؟ وهل سيكون منبعاً للإبداع؟.

لطالما استبد الرجل بزمام الحرف.. واستحوذ على نزيف البوح.. وتدخل في شؤون المرأة.. وتحدث عن تفاصيل خصوصياتها.. قف لحظة وتأمل الكلام عن الحجاب.. وقيادة المرأة للسيارة.. نعم الرجل يحشر نفسه في أشياء تخص المرأة.. ويكتب عنها.. في ظل صمت حواء.. وهدوئها.. وركونها إلى الاسترخاء الكتابي..

والآن من حقنا -معشر الرجال- أن نعرف (صورة الرجل) لدى عاشقات الحبر.. ومبدعات الفن القصصي.. إنهن ينقلن نظرة بنات جنسهن للرجل هذا (الكائن المستبد) الذي طالما مارس العبث بمفردات حواء.. وبعثرة خصوصياتها.. والتدخل في أدق شؤونها.. وعندما لا يجد مادة يكتبها يلجأ للحديث عن حواء.(الرواية النسائية السعودية) قدمت نفسها بأسلوب جميل وأثبتت قدرة حواء القاصة على نسج (الفن القصصي) واستيعاب مقوماته وإتقان تقنياته.. عبر حبكة فنية محكمة.. وبناء قصصي بارع.. ترى هل استطاعت حواء وهي تمتطي صهوة القصة أن ترسم صورة دقيقة للرجل (هذا المخلوق العجيب).. وكيف ستراه؟ وهل ستلجأ لعناصر الصدق والإنصاف والموضوعية؟.. ليس ثمة معركة يمكن أن تقع.. ولن تكون صورة أي منهما مهمشة.. عذراً.. الصورة نقية.. والرؤية واضحة.. والعطاء مشرف.. وصورة الرجل -أخت نورة- ستكون مضيئة في ظل عطاء روائي نسائي مبهج للقاصة السعودية.. المبدعة.. ولن يكون الرجل بعبعاً أو مارداً بل ستراه سنداً وعضداً.

محمد بن عبدالعزيز الموسى - بريدة ص.ب 915



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد