شهمٌ بأيِّ وقارٍ جئتَ يا شممُ |
ترنو لوجهك من عليائها القممُ |
من عزةٍ وإباءٍ أنتَ صانُعها |
تسمو النفوسُ ويصغي النطقُ والكلمُ |
يا روعة في جبين الدَّهرِ مفخرةً |
يَرقى لها المجدُ والعلياءُ والعظمُ |
في مهنةٍ قد حباها المرسلون لهم |
أكرم بفيضةِ علم خطها القلمُ |
لا تحسبني لدى الأبوابِ ممتدحاً |
هذا المعلمُ تجثو دونه الشيمُ |
قد عاش دهراً لدى الأحلام ينسجها |
في روضةِ العمرِ للآمالِ يبتسمُ |
ويزرعُ العلمَ في صبرٍ وفي جلدٍ |
شمسُ المعارفِ ترعى ودها الذممُ |
يزجي النصيحة للأبناء في نهمٍ |
وما حوته ملمات ولا سأمُ |
وقد يكون من الأحداث في شجن |
وقد يرين عليه الحزنُ والألمُ |
فما ثنتهُ همومٌ عن رسالته |
وما تعزى بخطبِ شدَّه الندمُ |
يا صحبة العلم إنَّ الله شرفكم |
فوقَ العبادِ وفيكم حاذقٌ فهمُ |
إنَّ المعلمَ مهما ذاق من عنتٍ |
من عمره أو حواه الجهُد والسقمُ |
تكفيه بسمة ودٍ في نضارتها |
تحيي النفوسَ ففي إيقاعها نغمُ |
هذا المعلمُ كم يهدي الأنامَ قرىً |
فالجودُ عند ربيبِ العلم ملتزمُ |
ليس التكرمُ أن تعطي الفقيرَ ندىً |
إنَّ التكرمَ ما تعلو به الهممُ |
من بثِ معرفةٍ تزهو النفوسُ بها |
هذا لعمريَ نعمَ الجودُ والكرمُ |
واليوم نحيي احتفالاً من عواطفنا |
فيه الأحبة عقد بات يلتئم |
أخا التعليم إن العهد غايتنا |
منا الوفاء وفينا العزم يحتدم |
|