Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
فترة عصيبة تتطلب من الجميع التعاون والتآزر
في الامتحانات.. المنكرات يشترك الجميع في علاجها

 

إعداد - محمد بن سليم اللماع

يمر الطلاب والطالبات بموسم متكرر إنه موسم الحصاد وجني الثمار ذلك موسم الامتحانات الذي يحظى بإرهاصات ومقدمات، ويصاحبه كذلك سلوكيات وتصرفات قد تكون خاطئة أو منكرة مما يستدعي طرح عدة نصائح لجميع الأطراف التي تعايش هذه الفترة المهمة من حياة أبنائنا الدراسية وذلك هو ما جمعناه في موضوع تحقيقنا اليوم..

في البداية، وجه الدكتورسعد بن عبدالله البريك الداعية الإسلامي المعروف بهذه المناسبة بعض الوصايا للطلاب والطالبات، بقوله: اتقوا الله عز وجل، فمن اتقى الله جعل له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ومن اتقى الله جعل له من أمره يسرًا، وجعل العسير يسيرًا وأتاه خيراً كثيراً.

وقال مخاطباً الطلاب والطالبات خذوا بأسباب النجاح وأسباب الصلاح والتوفيق والفلاح واستذكروا واجتهدوا فإن تعبتم اليوم فغداً راحة كبيرة عندما يحزن الكسلاء لكسلهم، ويفرح حينها الفائزون بفوزهم، عندها وكأنه لم يكن هناك تعب ولا نصب. واعلموا أن أفضل أسباب النجاح وأجمعها وأصلحها أن تعلموا علم اليقين أنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله رب العالمين، ثم التوكل على الله وتفويض الأمور كلها له سبحانه، فلا تعتمدوا على الذكاء والحفظ ولا على النبوغ والفهم فقط، بل فوضوا مع ذلك أموركم لله، والتجئوا إليه، واعلموا أن الذكي لا غنى له عن ربه، وأن الذكاء وحده ليس سبباً للنجاح بل إرادة الله وتوفيقه أولاً.

واردفد. البزيك قائلاً كما أن عليكم ان تستعينوا بالله وتتراحموا وتتعاضدوا، وإياكم والشحناء والبغضاء والحسد، وعلى الجميع أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه مع التعاون والتراحم والتعاطف قبل دخول الاختبارات داعياً فضيلته لتحري حرمة كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكتب العلم وقال فاتقوا الله في كتاب الله، واتقوا الله فيما جمعته الأوراق من كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم.القرآن أعظم وأجل وأكرم من أن يرمى في الطرقات أو تقطع أوراقه للامتحانات {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}مؤكداً على ضرورة الرضا بقضاء الله والتسليم لأمره، فمن وجد بعد الاختبار خيراً فليحمد الله على فضله، وليشكره على نعمه وليسأله المزيد من جوده وكرمه، وإن وجد الاختبار مؤلمًا قاسياً فليحمد الله فلعل درجة من الدنيا تفوت عنه فيعوضه الله بها درجات الآخرة. محذراً من مغبة السب والشتم والغيبة وأذية المؤمنين في الغيب أو انتقاص من لهم عليكم فضل كبير من معلمين ومدرسين ومربين.

ومن جانبه، حذر الشيخ محمد صالح المنجد الداعية الإسلامي المعروف الطلاب من الغش وبين أنه حيلة العاجزين وطريق الفاشلين وصفة قبيحة لا تليق بالمؤمنين: كيف لا والنبي - صلى الله عليه وسلم- يقول (من غشنا فليس منا)، حيث قال فضيلته: كيف ترجو السداد والنجاح ونبيك يتبرأ منك نسأل الله السلامة والعافية. وحذر الطلاب والمدرسين والآباء من خطورة التقصير في المسؤولية تجاه الابناء مؤكداً أنه نوع من الغش.

وقال وأنت أيها المدرس إن الأمانة التي ألقاها الله على عاتقك بحفظ سر الأسئلة فإياك أن تفرط في هذه الأمانة وتذكر قول ربك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}

وللآباء والأمهات رسالة قال فيها الشيخ البريك رفقًا بالأبناء والبنات ها هي أيامهم قد أقبلت وهمومهم قد عظمت فخذوهم بالعطف والحنان واشملوهم بالمودة والإحسان، وأعينوهم على هموم الاختبار والامتحان يكن لكم في ذلك الأجر عند الله وأحسنوا إلى الأبناء والبنات وخففوا عنهم في التبعات ويسروا عليهم وأعينوهم على ما هم فيه وقوموا بواجبهم عليكم، علموهم وأرشدوهم واشحذوا هممهم.

وقال الدكتور البريك: إن الواجب على كل أب وأم أن يزرع في ابنه حب التفوق لأنه لبنة بناء في مجد الأمة وطاقة منتجة ومشعل تستضيء به في هذا الظلام الدامس الذي انتابها في هذه العهود. كيف نبني؟ وكيف نصنع؟ وكيف نعلِّم ونطبِّب ونهندِس؟ وكيف نخطط وننتج؟ بل كيف نستغني عن الاستعانة بالآخرين من غير أمتنا.

وأردف علينا أن نحيي في نفوس أبنائنا أنهم بناة المجد، وهامة العلو، والقوة التي ننتظرها، والحصن الحصين الذي تتحصن به الأمة. فليس الهدف مجرد شهادة ووظيفة وراتب ومنصب، بل الهدف أشد رفعة من سمو الجبال الراسخة.

أما الشيخ محمد المختار الشنقيطي المدرس بالمسجد النبوي الشريف فوجه نصيحته للمعلمين والمعلمات بتقوى الله في أبناء المسلمين وبناتهم وأن يحسنوا القيام على شؤونهم ورعايتهم وألا يضغطوا عليهم ويحملوهم مالا يطيقون ويضيقوا عليهم في الأسئلة ويضيقوا عليهم في الاختبارات فهذا من العنف الذي نهى عنه النبي- صلى الله عليه وسلم- وأخبر- صلوات الله وسلامه عليه- أن الإنسان مؤاخذ عليه إذا قصد الظلم والإساءة فمن الإساءة والظلم أن يأتي الطالب مشتت الذهن في هم وغم لكي يخاطبه المدرس بجفاء أو يطلب منه القراءة في الاختبار بقوة حتى يرتبك ويكون عنده عزوف عما في ذهنه وخاطره، فهذا لا ينبغي بل هذا من الظلم والإساءة يتحمل إثمها.

وأردف: بل ينبغي أخذهم بالحنان واللطف والرفق، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نفّس عن مؤمن كربة نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) وخاصةً الصغار الضعفاء ولو صدر منهم الجهل والإساءة فإنهم يؤخذون باللطف، وكذلك أيضاً ييسر عليهم في الاختبار ولا يشدد عليهم في الأسئلة، وإنما تكون بين بين بحيث يأخذ الجيد حقه ويأخذ المتوسط حقه، ويأخذ الضعيف حقه؛ فلا يكون صلباً فيكسر ولا يكون ليناً فيعصر وإنما يكون بينهما والله- تعالى- يقول: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما}} والعاقل الحكيم الموفق المدرس المعلم الملهم يستطيع أن يضع الأمور في نصابها إذا وفقه الله.

وعن دور الهيئة في الامتحانات وما تواجهه من قضايا ومنكرات شاركنا الشيخ محمد بن عبد الله الفالح رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالبديعة فقال: تعد أيام الامتحانات بالنسبة لأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أيام استنفار في الطاقات والعمل وما ذاك إلا بسبب بعض المشاكل والقضايا التي تواجهها المراكز أثناء العمل، والتي يشكل الطلاب والطالبات فيها هاجساً وعنصراً كبيراً، وتتلخص هذه المشاكل في النقاط التالية:

- عدم وجود ترافق زمني في وقت الخروج بين الكثير من المدارس، وقد يكون هذا شائعاً في أوساط مدارس البنات بصورة أكبر مما يتسبب في مضاعفة الجهد من قبل الأعضاء مع قلة الإمكانيات لتغطية كافة المجمعات الدراسية.

- على العكس تماماً نجد أن الكثير من مدارس البنين يتم فيها خروج الطلاب في ذات الوقت الذي تخرج فيه الطالبات مما يكون سبباً رئيساً لوجود قضايا المعاكسات، ومضايقة الفتيات.

- انتشار ظاهرة اختلاط الطلاب الصغار (أحداث السن) مع الطلاب الكبار وبقائهم في أماكن التجمعات لفترة طويلة.

- خروج الطالبات في بعض الأوقات قبل الموعد المحدَّد مما يتسبب في تسيب بعضهن وذهاب البعض الآخر إلى أماكن التجمعات سواءً كانت التجارية أو المطاعم العائلية دون محرم.

- تخلف الكثير من الطلاب وخاصة في الأيام الأولى من الامتحانات عن أداء صلاة الظهر مع الجماعة وذلك بسبب التجمع والدوران أثناء ذلك.

وعن الحلول المقترحة للقضاء على مثل هذه الظواهر يقول الشيخ الفالح: ينبغي أن يعلم أن دور الإصلاح في الكثير من المجتمعات هو في الحقيقة دور تكاملي تشترك فيه الكثير من الجهات كالمنزل والمدرسة والأجهزة المساندة كجهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لذا فإن طرح مثل هذه الحلول إنما هو مشترك بين ما ذكر:

1- تحديد أوقات دخول وخروج الطالبات سواءً من البنين والبنات من قبل إدارات التعليم، والتشديد في الالتزام بذلك، مع المغايرة في وقت خروج الطلاب عن الطالبات.

2- قيام الأسرة بواجباتها المعنية بها، وذلك بمتابعة خروج الأبناء والسؤال عن ذلك والحرص عليهم.

3- تكثيف الأعضاء العاملين في الفترة الصباحية، ومساندة المراكز ذات الأعداد الكبيرة في المجمعات من قبل المراكز الأخرى.

4- تكليف بعض الأعضاء للعمل في المراكز التي تحتاج للمساندة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد