Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
جائزة الصحافة العربية
السبيل

 

من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال حكاية شعبية من اليمن

بعد أن قضى عمره يشقى على ديوان كبير جعله سبيلاً للمحتاجين والمسافرين، جاءه ذات يوم ملك الموت ليقبض روحه، فاستسمحه قليلاً، ثم نادى زوجته وأولاده الثلاثة فقال لهم: أوصيكم يا عيالي بألا تضيعوا أجري من هذا الديوان- السبيل، ولو كان على قطع رؤوسكم.

ثم مات الرجل، ونفذ أولاده وصيته، فاشتغلوا على الديوان، بل وباعوا حالهم، ومالهم، وجهدهم، وهم يشقون(1) على مرتادي الديوان، حتى فقروا فقراً شديداً، ولم يجدوا ما يقتاتون به.

جلس الأولاد الثلاثة وأمهم في الديوان، وكل واحد يطلب ويتمنى.

قال الأخ الأول: يا ليت واحد معه برمة لحم، وثنتين خبز، وتمنت الأم قائلة: يا ليت الله ومن معه جمنة قشر وثنتين فطير.

والأخ الثالث تمنى وقال: يا ليت والله ويكون معي زوجة من بنات السلطان.

فقام الاخوان، وتألبا عليه وضرباه، إذ شك الجميع بأمره، فما دام قد تمنى ابنة السلطان، من المؤكد أنه هو من كان يسرق المال، ليرضي أطماعه الواسعة. ثم رموه من النافذة.

رحل الأخ المضروب عن الديوان المفقر، وترك أخويه وأمه جائعين، ومشى من واد لواد، فوجد شجرتين، أكل من الشجرة الأولى فطلعت له قرون، وأكل من الشجرة الثانية فاختفت القرون.

بعدها ملأ مسبه(2) من ثمار الشجرتين، وسافر من مدينة إلى مدينة، ودخل مدينة، وذهب إلى المسجد، ووجد جماعة من أهل سلطان المدينة ينذرون له بالقرآن ليبرأ من مرضه

فتدخل الأخ، وقال لأهل السلطان: عندي علاج ناجع للسلطان.

ردوا: ما هو؟ أسعفنا به.

قال: في حضرة السلطان يكون العلاج، والشفاء إن شاء الله.

أكل السلطان من ثمار تلك الشجرة، فشفي من المرض لكن طلعت له قرون.

قال السلطان غاضباً: احضروا ذلك المعالج من تحت الأرض، أريده أن يبعد هذه القرون، فكيف سأقابل الناس؟ كيف سأخرج؟

وعندما أحضروا الرجل، قال السلطان متوسلاً: أنا عند الله وعندك أبعد عني هذه القرون.

قال الرجل: إن قلع القرون صعب أيها السلطان، لكن، كم ستعطيني من الخيرات، وأنا مستعد لقلعها؟

قال السلطان: سأعطيك ما تريد، فقط أزل عني هذه القرون.

قال: تعطيني قصراً، وتزوجني بابنتك، هل أنت موافق؟

رد السلطان: بالتأكيد، ابدأ عملك في الحال.

نفذ السلطان مطالبه، وأعطاه القصر والعبيد والخدم، وزوّجه ابنته.

بعد ذلك رجع السلطان إلى حالته الطبيعية، وأزيلت عنه القرون التي ظلت تؤرقه، فسلمه السلطان الحكم.

ومرت الأيام، جاءت أمه، وأخواه فطرقوا باب السلطان، وكانوا يتسولون الأكل، فرأوا أخاهم والجميع ينادونه بالملك السلطان، لكنهم لم يعرفوه.

فقال السلطان لخادمه: اذهب إلى تلك العجوز، واعطها جمنة قشر وثنتين فطير، ثم أعط الأخ الذي بجانبها برمة لحم وثنتين فطير.

أما الأخ الثاني فلم يعطه شيئاً لأنه لم يتمن أي شيء.

بعد ذلك أمر العبد بأن يدخل الأخوين الديوان، أما المرأة العجوز فأدخلها القصر..

تأثرت العجوز وهي تدخل قصر السلطان، وتأثرت أكثر عندما رأته يحن عليها، ويقول لها أنت مثل أمي، وأنا مثل ابنك.

وكان كلما حن وعطف عليها، بكت أكثر وأكثر.

أخذت المرأة العجوز الأمان، بعد أن رمت بمسبحة الأمان، وقالت له: قل لي من أنت أيها السلطان؟

قال لها السلطان: أنا ابنك الذي تمنيت معكم ذلك اليوم أن أتزوج بنت السلطان فضربتموني، وطردتموني من السبيل.

فبكت العجوز من فرحها، وقام ابنها السلطان وأعطاها جناحاً في القصر، وأعطى لكل واحد من أخويه قصراً وخدماً وجواري وأموالاً، ثم زوجهما، من بنات السلطان.

وعاش الجميع عيشة طيبة هنيئة.

(1) يشقون: يعملون

(2) مسبه: المسب كيس جلدي

* * *

رسوم

1- طارق قلعجي 10 سنوات

2- فاتنة الترتير 10 سنوات

3- حسان محمد الأطرش 10 سنوات

4- الحسن نجدت عبدالقادر 11 سنة

5- لين زائد حسن 10 سنوات

6- آية أبو الراغب 10 سنوات

7- حمد بكر غوشة 10 سنوات




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد