Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
رحم الله (أبو زامل)
عساف بن سيف العساف

 

لا يفجع الروح ويحرق النفس مثل أن تفقد إنساناً عزيزاً تحمل له ذكرى عطرة، فالموت أكثر الأحزان توغلاً في القلب وبقدر قيمة الراحل ومحبة القلوب له يكون عادة وقع الخبر على النفس أشد والمصيبة أوجع.

- قبل أيام قلائل تلقيت خبر وفاة الأخ والصديق عبد الله سليمان الرشيد (أبو زامل) رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

- الفقيد أحد رجالات الرس المحافظة، الجميع يعرفه بنبل أخلاقه وعظم صفاته محباً للخير وساعياً في قضاء حاجة من عرفه ومن لم يعرفه وتملكه دوماً رغبة عميقة وصادقة لمساعدة الآخرين صاحب قلب حنون ونفس طاهرة، إرث له حب متدفق لا حدود له بقلوب من تشرف بمعرفته شخصياً أو من نما لعلمه دماثة خلقه وحسن تعامله كان حليماً حكيماً شهماً كريماً سمحاً متواضعاً أحبه الصغير والكبير حسن الخلق بشوش الوجه كريم النفس طيب القلب.

- أبو زامل أبرز رموز الحزم النادي ارتبط اسمه بالكيان لسنوات طويلة شارك بتأسيسه ورعايته وترأسه لسنوات ونذر نفسه ووقته وماله لراحة محبيه وعشاقه منح الحزم كل ذروات العطاء وخصه بانتماء صادق وظل يشغل همه ويتابعه يسعد لانتصاراته ويحزن لكبواته حتى وهو في أشد فترات مرضه ومعاناته.

- بعد أن تلقيت الخبر ومن هول الصدمة بحثت عمن ينفيه ولم أجد إلا من يؤكده، فالموت حق لا مفر منه لكل حي على هذه البسيطة فقلت كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) (ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

- جالت في خاطري صورته الجميلة استرجعت شريط ذكريات جمعتني بالفقيد غيابه له واقع مؤلم وصدى مؤثر غاب جسده عنا وبقيت مكانته العطرة راسخة ذهب إلى دار البقاء واستمرت سمعته الطيبة يتناقلها أبناؤه وبناته وأقاربه وجيرانه ومعارفه ومن زامله ووقف على حقيقة طيبته وتواضعه وإنسانيته عاش حياته العطرة بأخلاق عالية تسمو فوق كل خلاف تجمع ولا تفرق سعة صدر وعذوبة قول وحلاوة لسان له مكانة لا يعلم رفعتها إلا من أوجدها ونماها ورسخها.

- الحديث معه يلغي مسافات المعرفة كونه لا يتكلف مما يعكس لدى الآخرين شعورهم بالمعرفة الطويلة به والتي سرعان ما تتحول إلى صداقة عرف عنه الالتزام والاتزان في حياته وعمله وعلاقاته المتميزة، عزاؤنا أن الموت حق وتلك سنة الله في خلقه ما من حي إلا سيموت وكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام.

- أبو زامل ظل يصارع المرض بمرارة شديدة وصبر أشد وبإيمان ويقين من الله لأكثر من عشر سنوات واحتسب الأجر واجه معاناته بشجاعة المؤمنين حتى وافاه الأجل المحتوم ودفن جثمانه بأرض الرس التي أحبها وأحبه أهلها لا تجد له مبغضاً ملك الناس بأخلاقه وتواضعه وعفافه سنوات قضيتها بصحبته لم أعهد منه أن اغتاب أحداً بصفاته الحميدة فرض حبه على كل من عرفه أو قابله يعطف على الصغير ويوقر الكبير ويقدر الرجال ويجلهم.

- أحببت أن أرثي الفقيد بكلمات خرجت بصعوبة وبعد جهد جهيد فهول الخبر شل القدرة على التفكير وحبس الأنفاس لفراق أخ عزيز انتقل لدار المقام والخلود مودعاً أهله وأحباءه وزملاءه وذويه وأصدقاءه.

- أبو زامل بكته القلوب قبل أن تدمع العيون الحبيب المحب لكل من عرفه كان التصاقي به أخاً وصديقاً عزيزاً رحمه الله وجزاه خير الجزاء.

- خالص العزاء لزوجته وأبنائه وبناته ولأشقائه وشقيقاته ونجل من تفاخر بمعرفته والتقرب منه من ذي صلة قربى أو زمالة فقد كان يرحمه الله من الجميع بمثابة الأخ الكبير بقربه من كل مسعى خير ومجاورة كل مسار بر سيبقى إلى ما شاء الله ذكرى جميلة عند أهله ومحبيه له عليهم حق الدعاء رحل من حياة فانية ليستقبل حياة باقية فما عند الله خير وأبقى.

- واجب الجميع الدعاء له بالمغفرة والرحمة وأن يتقبله رب العباد بقبول حسن ويجمعه مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً اللهم تقبل من أهله صبرهم على البلاء وامنحهم درجة الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب فأنت القائل (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) وختاماً لا نقول إلا كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام عندما علم بوفاة ابنه إبراهيم (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله).

* رئيس نادي الحزم والمشرف العام على كرة القدم بنادي النصر سابقاً



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد