Al Jazirah NewsPaper Thursday  25/06/2009 G Issue 13419
الخميس 02 رجب 1430   العدد  13419
رائد السلم العالمي
د. فهد العبري

 

في هذه الذكرى المباركة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً على المملكة العربية السعودية لن أتحدث عن إنجازاته المختلفة التي تمت تغطيتها من قِبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية.. بل سأتحدث عن نقطة تُعتبر على درجة كبيرة من الأهمية فيما يخص العلاقات الدولية ولا سيما علاقة الشرق بالغرب، وهي قضية الصورة النمطية(the Stereotype) التي نجح خادم الحرمين في معالجة الكثير من جوانبها من خلال دعوته المباركة للحوار بين الأديان وتنمية للسلم العالمي.

وخلال العصور الحديثة التي عاشت خلالها البلاد الإسلامية تحت الاستعمار الغربي ولا سيما بعد سقوط الدولة العثمانية لم يقدم العرب والمسلمون ما يشفع لهم لكسر الصورة النمطية المكونة عنهم، وكانت الطامة الكبرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر وما نتج عنها من إفرازات تم استغلالها لتثبيت الصورة النمطية عن العرب والمسلمين ومن ثم استخدام هذه الصورة كمبرر للعديد من التصرفات التي لم يكن لها أن تتحقق لولا وجود هذه الفرصة التي تم تقديمها على طبق من ذهب، فأصبح العالم الشرقي العربي والإسلامي عالماً بربرياً وحشياً جاهلاً بحاجة إلى إعادة تأهيل من جديد.

ومن هنا كان لا بد من وجود سياسة قوية وشجاعة من قبل زعيم عربي كبير يعمل على كسر هذه الصورة النمطية عن أمتيه العربية والإسلامية.

بطل هذه السياسة هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حيث عمل من خلال مملكة الإنسانية على القيام بالعديد من المشاريع الهادفة إلى نشر ثقافة السلم والإخاء بين الناس، وبذلك نجح في سحب البساط من تحت أقدام الكثيرين الذين لا يريدون لمثل هذه الصورة النمطية أن تُكسر نظراً لاستفادتهم منها، فكانت دعوته -حفظه الله- لحوار الأديان أطلقها من جوار البيت العتيق.. ثم جاء مؤتمر مدريد العالمي الأول للحوار بين الحضارات الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين حيث جاءت هذه الدعوة المباركة انطلاقاً من روح الإسلام ومن قناعاته الشخصية بضرورة الحوار بين شعوب العالم من أجل أن يسود التفاهم والسلام مما يحقق هدف الإسلام من استخلاف الإنسان في الأرض وهو عمارتها فكيف من الممكن أن يتحقق هذا الهدف الإسلامي والعالم تسوده الفرقة والتناحر والحروب، فجلس ممثلو الأديان المختلفة جنباً إلى جنب تحت رعايته الكريمة ووافقوه على ما قال.. فالأديان السماوية في نهاية المطاف عوامل تقارب بين الأمم أو هكذا يجب أن تكون بدلاً من أن يتم اتخاذها عوامل للفرقة ولتأجيج الحروب العالمية.

أثبت خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من خلال هذه الدعوة العالمية الشجاعة أن الإسلام دين السلام، وأن الجزيرة العربية التي انطلق منها هذا الدين قبل ألف وأربعمائة عام تنطلق منها اليوم هذه الدعوة الأخوية الهادفة إلى تبيان روح الإسلام الحق.. ومن هنا قطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله- الطريق على أولئك الذين ما فتئوا يصفون الإسلام بالعدوانية وكره الآخر، وبذلك تم كسر الكثير من جوانب هذه الصورة النمطية المجحفة تحت سياسته الحكيمة والشجاعة حيث لا ننكر أن هناك بعضاً من الزعماء الذين يوافقون خادم الحرمين في توجهه الأخوي ولكن أنى لهم الشجاعة المماثلة لإطلاق هذه الدعوة العالمية وفي هذه الظروف العصيبة بالذات.

ولقد آتت دعوة خادم الحرمين لحوار الأديان ثمارها حيث أشاد الكثير من رجال السياسة العالمية ورجال الدين والشعوب بهذه الدعوة المباركة، وبذلك أصبح الإنسان السعودي والعربي والمسلم يفتخر بهذه الدعوة التي يستخدمها كمرجع عندما توجه التهمة إلى دينه أو شعبه، فكيف يكون إرهابياً مَنْ دينه يدعو إلى السلم العالمي.. ومن أبرز قادته يحمل لواء هذه الحملة العالمية لنبذ العنف والتطرف، حيث لم يعد هناك مبرر يتكئ عليه أولئك لاتهام الإسلام بالإرهاب والتطرف، كما يدخل في هذا النطاق رعايته -حفظه الله- الصحية للكثير من المرضى بغض النظر عن عرق أو دين أو جنس، سواء كان بالعلاج أو بفصل التوائم المتلاصقين... إلخ حيث أثبتت هذه الرعاية اهتمام الإسلام ممثلاً بسياسة خادم الحرمين بحياة الإنسان، فكيف يتهم بالإرهاب والرغبة في القتل من هذا ديدنه!





Alabri3@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد