سعادة رئيس التحرير.. جعل الله كل أيامه مسرات..
كثيراً ما يتطرق الكاتب محمد آل الشيخ بتفاؤل إلى نجاح مجهودات الدولة في سبيل التطوير والتغيير الإيجابي في وجه تيارات الممانعة المتتابعة، لكن الكاتب ناصر الصرامي يبدو أقل تفاؤلاً؛ لأنه يرى أن (قوة الدفع من الأعلى هي أقل من زخم تجاربها السابقة)؛ مما يجعل المجتمع السعودي (يسير في حركة دائرية باتجاه المستقبل؟!)، ويُرجِع ذلك إلى وجود تعقيدات، منها ما يتعلق بالتشابك الثقافي و(مراكز قوى تتبدل باستمرار) - الاثنين 22- 6 العدد 13410 والعبارة الأخيرة للكاتب تنذر بأن الوقت قد حان للتخلي عن الإيحاءات والتلميحات غير الواضحة وأخذ موضوع الممانعة بالجدية التي يستدعيها وذلك عن طريق التعمق في تناول مظاهر الحراك الاجتماعي التي هي أخطرها قبل أن يتفاقم ما هو مضر منها ولا يهدف إلى خير المجتمع؛ إذ قد يسعى الممانعون إلى أهداف ضيقة تتسم بالبساطة المدفوعة بالأنانية أو أن يكون الوضع أسوأ من ذلك بكثير.
هناك ثلاثة أمور مهمة تدفعنا إلى دراسة حالات الممانعة ومنها:
1- أصبح لدينا خبرة وتجربة طويلة مع حالات الممانعة.
2- أصبح لدينا قدر من الإدراك المعرفي حول مظاهر الحراك الاجتماعي، فلدينا علماء اجتماع متميزون ومراكز تحصيل وبحث وحوار وما علينا إلا أن نأخذ الموضوع بتجرد ومنهجية علمية.
3- هناك نماذج حية من الحراك والصراع الاجتماعي في مجتمعات تحاكي الكثير من خصائص مجتمعنا، ومنها الجيد مثل الحالة الماليزية، والقبيح جداً مثل الصومال وطالبان سوات وأفغانستان وإيران هذه الأيام.
4- لقد أنعم الله على هذه البلاد بقيادة حكيمة وحدتها ورعتها وكابدت من أجل أن تمنحها قرابة قرن من الأمن والاستقرار والبناء، وهي كغيرها ليست في غنى عن دعم شعبها ومشاركته لها لتقوم بواجبها رغم كل المصاعب والتحديات.
لقد أثبتت الكثير من تيارات الممانعة عبر العصور أنها تكون في أشد عنفوانها وخطورتها عندما تصبح (حصان طروادة) ينفذ من جوفه الممانعون إلى مواقع من الحظوة أو السلطة التي يطمحون إليها، وما يدرينا أن فيهم من يرى نفسه استنساخاً للملا عمر أو ذبيح الله أو حتى الخميني ووريثه على عرش إيران.. والله المستعان.
منصور الحميدان