سعادة/ رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك سلمه الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت ما كتبه الأخ محمد بن عبدالعزيز الموسى في صفحة (عزيزتي الجزيرة) بعنوان: من حاز الرشاقة.. الرجال أم النساء؟! في العدد رقم 13378 الصادر يوم الجمعة الموافق 20-5-1430هـ. وأستطيع القول بأن هناك من حاز الرشاقة من الرجال وكذلك من النساء. ولكني هنا أود القول بأنه من المؤسف أننا نلاحظ أن السمنة انتشرت مؤخراً بشكل كبير بين الجنسين وبالذات لدى الشباب والفتيات الذين هم في أحلى مراحل العمر وأجمل سني حياتهم فهم يحملون بكل مشقة عشرات الكيلو جرامات من الشحوم والدهون وما يرافقها من ترهل وثقل ومشاكل لا حصر ولا عد لها!! والبعض يرجع ذلك إلى الخلل في إفراز الغدد وما إلى ذلك من الأسباب التي بالرغم من انطباقها على البعض إلا أنها ليست سليمة أقصد لا تنطبق على جميع الحالات فمعظم البدناء عندما يجلسون وأمامهم طبق الرز (الأرز) لا يقومون إلا وقد اصبح يلمع كالمرآة!! أي أنهم هم الذين أضروا بأنفسهم ولم يحاولوا جدياً الإنقاص من أوزانهم أضف إلى ذلك أن كثيراً منهم لا يذهب إلى أي مشوار حتى ولو كان قريباً إلا بالسيارة!! وحدث ولا حرج بالنسبة لإقبالهم بنهم على المشروبات الغازية والوجبات السريعة والدهون والسكريات وهم لا يحرقون ما يأكلون بل يختزن ويكتنز في الجسم (شحوم) ثم إن معظم أوقاتهم يقضونها في المنازل أو المقاهي أو الاستراحات أمام (الدشوش) والإنترنت وتقليب رسائل الجوال ولا همَّ لهم إلا الأكل والشرب أما محاولة الحفاظ على رشاقة أجسامهم وصحتها فهذا ما ليس بأذهانهم!!
إن الطب والأطباء دائمو التحذير لنا من السمنة وعدم الحركة نظراً لما ينتج عن ذلك من أمراض عديدة لعل من أبرزها: السكري وضغط الدم والكوليسترول وغيرها الكثير من الأمراض التي تتفاعل وقد تحدث الجلطة ثم الوفاة لا سمح الله.
وقد قرأت قبل فترة حواراً مع إحدى أخصائيات التغذية أشارت فيه إلى أن السمنة هي زيادة غير طبيعية في دهون الجسم سواءً في جميع أجزائه أو في مواضع محددة منه موضحة بأن السمنة تعتبر عاملاً من العوامل الرئيسة للإصابة بالكثير من الأمراض بل إنها تعتبر مرضاً بحد ذاتها!!
وحول مضاعفات السمنة أشارت إلى أنها تسبب السرطان والتهاب المفاصل وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول واضطرابات نفسية وأمراض القلب وحصوات المرارة والعجز الجنسي وأمراض الكبد والعقم عند السيدات وكذلك اضطرابات النوم مؤكدة بأن للسمنة آثارا نفسية واجتماعية لا تعد ولا تحصى لعل من أهمها: الانطواء الاجتماعي والخجل وضعف الإقبال على الزواج من البدينات وصعوبة حدوث حمل مع زيادة الوزن كما أن السمنة تعطي عمراً أكبر بكثير من العمر الحقيقي.
بالإضافة إلى قلة الفرص الوظيفية لمتطلبات المظهر المناسب وصعوبة الحصول على المقاسات الكبيرة في الملابس العصرية.
وهناك آثار اقتصادية للسمنة حيث يضطر السمين مجبراً إلى صرف المبالغ في شراء العقاقير الخاصة بإنقاص الوزن والجري وراء الرعاية وشراء ما يعلن عنه من أجهزة تدعي أنها تخلصها من السمنة. وكذلك هدر الأموال في شراء أنواع من الصابون والكريمات بزعم أنها تذيب الدهون وكذلك الاشتراك في النوادي الصحية ودفع مبالغ لفترات متقطعة بدون استمرارية!!
أضف إلى ذلك الإقبال على شراء الأغذية الخاصة بالحمية والتي عادة ما تكون مكلفة لارتفاع أسعارها. والشخص السمين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وبالتالي زيادة مصاريف العلاج والأدوية.
وفي الختام أود أن أؤكد بأنه من قوة الإرادة والإصرار والعزيمة يتحقق المستحيل فقد استطاعت إحداهن وهي في العشرين من عمرها أن تنقص ثلاثين كيلو جراماً من وزنها خلال أربعة أشهر فقط وذلك من خلال ممارسة الرياضة والمشي بالذات عدة كيلو مترات يومياً والابتعاد عن الدهون والسكريات والمشروبات الغازية والوجبات السريعة وأصبح جسمها رشيقاً أذهل كل من شاهدها من طالبات الجامعة من زميلاتها أو من أقاربها وصديقاتها.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي - بريدة