Al Jazirah NewsPaper Friday  26/06/2009 G Issue 13420
الجمعة 03 رجب 1430   العدد  13420
السلطة الرابعة
الكاتب الرياضي الأنيق فهد الصالح:
ثقافة اللاعب الاحترافية صفر على الشمال

 

إعداد : سامي اليوسف :

السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف.

قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم «الكاتب الرياضي فهد الصالح » فماذا قال..

* بدأت قبل ست سنوات كاتباً في (الجزيرة) واستمررت بانتظام بزاويتك المعروفة (الحقيقة من الداخل).. لكن توقفت بصورة مفاجئة، ترى أين حقيقة الكاتب الرياضي فهد الصالح الآن؟

- زاوية الحقيقة من الداخل ولدت من رحم أم (زرقاء).. إنها موجودة، وقد جمعت أصواتاً وقدرات كثيرة لتخرج من عباءة العمود الأسبوعي إلى الكتابة الرحبة الاستثنائية. وأعتقد شخصياً أنها إن فشلت في تقديم الأدب الرياضي الذي تمتهنه فلن تقوم لها قائمة بعد الآن؛ لأنها من الكتابات التي تخرج بعد عصارة فكر ووقت ومجهود لتواكب كل عناصر الكتابة الأدبية الحديثة.. وعلى أي حال فأنا قد تصالحت مع نفسي وأسلمت جفني للكرى ليقيني بالمثل القائل (حب الظهور قاصمة الظهور).

* ثلاثة مقالات كتبتها لم تُجَز ولم تُنشر؛ لشدة النقد الذي مارسته وطغى في منهجيتك المهنية.. هل توقفك عن الكتابة احتجاجا لعدم نشر هذه المقالات؟

- بل لأنني أرفض أن أكون كاتب عمود أسبوعي بمواصفات مومياء فرعونية.. قد يغلب الطموح الواقع أحيانا؛ فانا رجل مرهف قد أدخل المستشفى بسبب مقال، وقد أخرج منه بسبب مقال أيضا.. أو موقف نبل إعلامي جميل... وقد أعددت مقالا أسميته (موسم الهجرة إلى الغرب) يفند هذه الهجرة التي مرت على كُتّاب (الجزيرة) الرياضية قبل سنة تقريباً (ربما لمجرد تسلط الحبر الأحمر أو لعدم احترام هوية المقال بالاعتذار عند رفض النشر ولو شفهيا) كأساسيات في التعامل الإعلامي الراقي أو ربما لإعطاء الضوء الأخضر في التحليل حتى لمباريات المنتخب والكتابة لصحفيين حديثي التجربة الإعلامية ولا يملكون مقومات الحس الصحفي الرفيع، لكنني فضلت وئده قبل أن يُدخلني قسم الطوارئ في أحد مستشفيات العاصمة المكتظة.

والحقيقة المطلقة أن ما الاقيه من تقدير واحترام في (الجزيرة) ككل وخاصة بعد كل مقال (لا ينشر)! يحتم علي مبادلة الحب بالحب، وعلى أي حال فأنا أتذكر أنني قد قلت للأستاذ الرائع الذي يفهمني كثيراً (عبدالعزيز الهدلق) عبارة أضحكته من الداخل.. هي (الموت ولا غبن الرجال)..!!!

* ماذا عن كتابك (الحقيقة من الداخل)؟

- أوقفته حتى لا يكون مع المتردية والنطيحة وما أكل السبع.. فالكتب المقتضبة باتت تملأ دور النشر والمكتبات وحتى (ميد) دون أن ترتقي بعقل وثقافة وذوق المتلقي، وأنا من خلال كتاب الحقيقة من الداخل سأستثمر حتى وقت النشر في الوصول إلى طموح وذوق المتلقي المعنيّ.

* ماذا عن مشروعك (ملاعب الأحياء) الذي طالما ناديت به؟

- لقد قُتل وهو في مرحلة الولادة المتعسرة، رغم أنني قد كتبته وفندته بحب كبير، وهو على ما أظن ما زال في أحد الأدراج الصغيرة للأمير الوليد بن طلال.

* ماذا تقصد بخط النهاية الوهمي والرمق الأخير؟

- فريق خط النهاية الوهمي هو ذلك الفريق الذي لن يتوقف عن الجري داخل المضمار وحتى خارجه؛ فعمائمه المتدلية لن تدعه يرى بوضوح، وها هي الأيام تثبت صحة ما رميت إليه؛ فما يحدث لذلك الفريق قد يصل إلى منعه من التعاقدات في الموسم القادم، والسبب هو رجل المال والشعر والبدن؟! أما فريق الرمق الأخير.. فأنا أسألك: ألم يلفظ أنفاسه بعد؟

* مقالاتك الأسبوعية كانت معظم أطروحاتها النقدية تأخذ صفة الهجوم على أندية معينة، هل ما كنت تطرحه من نقد نابع من قناعات ذاتية؟

- أجل، إنها تنبع من قناعة ذاتية، وقبل ذلك تراعي أصول الكتابة الأدبية الرياضية الثقافية التي ترتقي بذوق المتلقي وتطرح همومه وتطلعاته وآراءه، بل إنها تأخذ الكثير من الوقت والجهد وعصارة الفكر؛ لأنك إن أردت أن تختلف في طريقة طرحك فيجب أن تأتي بما لم يأتِ به غيرك، ولكن دون أن تبعد أحد أركان الكتابة مثل التشويق والتدرج والمضمون ثم والتورية والجناس والتشبيه، وما إلى ذلك، وتبقى الفكرة في رأيي هي الأهم وهي التي تمثل الكاتب، ولو كانت تميل إلى حب الأنا! ولعل ما نشاهده اليوم من عدم قدرة بعض الكُتّاب حتى في استشفاف عنوان مناسب لمقالته يلخص قدرته السردية، ويؤكد المستقبل الخطير لجيوش الكُتّاب والمتصعلكين الذين يعتبرونهم قدوة لهم. باختصار شديد وكما قال أحد القرويين (السلق ما يجيب إلا سلق)، وإن أردت أن تحرج أحدهم.. اسأله: ما الطباق؟

هذا من جانب، أما ما ترمي إليه في سؤالك فإن الفترة التي واكبت تلك المقالات كانت نابعة من تصرفات شخصية غير مسؤولة من الطرف الذي يظنه هو المعني، فعندما يتصل بك أحد (حاملي الحقائب) ليهددك بمجرد أنك قد قلت رأيك الصريح جدا فأعتقد أن الأمر يحتاج إلى أكثر من مجرد رأي؟

* حسب علمي أنك تلقيت دعوة للعمل في تقديم أحد البرامج الوثائقية في إحدى القنوات الرياضية المتخصصة، وبالتالي تحولك من الإعلام المقروء إلى الإعلام المرئي.. هل سنشاهدك قريباً في عالم الفضاء بإطلالة جديدة؟

- لا أخفيك أنني ترددت كثيراً في خوض مثل هذه التجربة الإعلامية التي لا تقبل أنصاف الحلول، وخاصة بعد الظهور الإعلامي التلفزيوني لبعض الشباب حديثي الإعلام؛ فأنا دائماً أقول لنفسي (حب الظهور قاصمة الظهور) كما أسلفت بشرط أن يكون ظهوراً (متزناً) بعيداً عن الابتذال وحب الذات خاصة أن المشاهد بات ذكياً (جدا) في ملاحظة الجيد من الرديء.. عموما قبل أيام كان هناك مناورات بهذا الشأن مع الأستاذ النشط سامي الشيباني بهذا الخصوص، وما زلت أراود النفس في ذلك، وكم أنا خائف من إلحاح أخي خالد الدوس (التاريخي) وليس التلفزيوني..!!

* الحياد سلوك وقيمة مهنية مطلوبة في وسائل الإعلام بمختلف أنواعه وأنماطه وقنواته.. هل يوجد في وسائل إعلامنا الرياضي تحديد هذه الصفة المهنية السلوكية بدرجة مركزة!!؟

أشك في ذلك؛ لأن إفرازات جيل (اتركوا التعصب وشجعوا..؟) لن يخرّج إلا جيلاً (متعصبا)، كما أن المتلقي لن يلتفت إلا لمن يجير تشجيعه بنوع من المؤازرة المقتضبة.

لكن الحياد مطلوب، خاصة فيما يتعلق بالمنتخب الوطني؛ فمصلحة الوطن هي الأهم، وأظن أن مشكلتنا الحقيقية هي في قصر النظر لما بعد الانفعال.

* كيف تقيّم الدوري السعودي في نسخته الجديدة (دوري المحترفين) هذا العام؟

هي تجربة أولى بدرجة مقبول، قتل بالازدواجية في عمل اللجان وبرزنامة وضعت بطريقة القص واللزق؛ لذا عانت الأندية من الإرهاق، ودفع الثمن المنتخب الوطني رغم عوامل النجاحات المتاحة وثورة الاستثمار، إلا أن هذا الدوري بحاجة للعقول حتى يتحقق النجاح، وعلى فكرة نحن يا أخي (سامي) موعودون في الأيام القادمة بقضية شائكة مع الاستثمار ومع شركة زين، والبركة في القرارات الاجتهادية، ومن وجهة نظري الشخصية أن ثقافة لاعبينا الاحترافية لا تزال صفراً على الشمال، وربما نصل للفكر الاحترافي عام 2050، أقول ربما!!

* يقول الإعلامي المخضرم الدكتور بدر كريم: ما أخشاه على الإعلام الرياضي هو تيار التسول الإعلامي وإرهاصاته في الوسط الرياضي، ما تعليقك!!؟

- أعتقد أن ما ذكره الإعلامي المخضرم بدر كريم حول هذه النقطة أتفق معه كثيرا؛ حيث ما خاف منه وقع فيه بعض الإعلاميين الذين باعوا أقلامهم بثمن رخيص، ويظل البدر أحد صناع الإعلام الحقيقي النزيه، ويبدو أن الكتابة السياسية سحبته من الرياضة مطالبين له بإتحافنا بمقالاته الرياضية كإعلامي لا يختلف عليه اثنان.

* كثيراً في مقالاتك ما كنت تطري النجم الجماهيري الكبير سامي الجابر وتمنحه أسهما من الثناء والإطراء.. كيف ترى مشاركة الأسطورة سامي الجابر مع نجوم العالم مؤخراً في المباراة الخيرية، التي سجل فيها حضوراً مشرفاً للكرة السعودية رغم ابتعاده واعتزاله الكرة!!؟

- سامي مشرّف حتى في طريقة تفكيره؛ فهو بالإضافة إلى فرط ذكائه يملك قدرة عجيبة في اختزال الأحداث ومن ثم استثمارها لصالحة. أتذكر قبل سنوات وعندما أطلقت عليه لقب (سيد الشرفة الزرقاء) في مقال طويل اتصل بي وقال ما نصه (أن يكتب عني أي كاتب شيء.. وأن يكتب عني فهد الصالح شيء آخر تماما..) وقبل أن يكمل جملته قلت له: ألن تكف عن ممارسة دهاء الذئاب يا سامي؟ وأظنه أدرك تماما أنني أفهمه جيدا..

تشريف سامي أمر (قد اعتاد عليه جماهير الزعيم؛ ذلك لأن سامي ليس لاعبا معتزلا وحسب.. بل سياسياً واقتصادياً (ومحاورا من طراز نادر أيضاً).

فقط أقول له: حاول أن تترك الكتابة الرياضية وتتجه للاستثمار الرياضي الحديث؛ فأنت قادر على صناعة جيل جديد لا يهزم.

* الاستثمار في الأندية الرياضية حجر الزاوية في البناء الرياضي وأحد الأركان التي ترتكز عليها الأندية العالمية التي تضمن توفير مداخيلها.. برأيك هل الأندية السعودية مهيأة للتعامل مع مكونات ومتطلبات الاستثمار الرياضي في ظل حداثة التجربة الاحترافية فضلاً عن غياب التخصص العلمي الدقيق؟!!

لا يختلف اثنان على أن التخصص الرياضي العلمي هو مفتاح التفوق والرقي الحضاري لأي دولة متقدمة؛ فمهمة الاتحاد السعودي لا تكمن في ضخ كل تلك المكافآت واللحاق بالشأن الآسيوي وحسب.. بل هي لأبعد من ذلك بكثير، ولا يمكن لأي حضارة أن تنتشر وتتسع دائرة ضوئها دون وعي رياضي مبني على أسس علمية.

تجد لاعباً رياضياً بارزاً في ناديه أو منتخبه وبمجرد اعتزاله الفعلي يتسابق علية مديرو ورؤساء التحرير الرياضيون لاستقطابه..! لمجرد أنه لاعب كرة سابق.. وجماهيري، ضاربين عرض الحائط أسس ومقاييس ومفاهيم الكتابة النقدية الحديثة التي تتمثل في عدة أركان وشروط لتكون موضوع مجاز لكل المتلقين حتى لو غض الطرف عن الانفعال الوقتي؛ لأن الأسس العلمية أهم وأبلغ وأعمق في التأثير على المتلقي، ناهيك عن الضحالة الثقافية التي لا يستطيع معها اللاعب الرياضي الكاتب حصرها بمجرد أن مدير تحرير القسم الرياضي أقحمه في ذلك.

سأضرب لك مثلاً محزنا لنتاج إقحام بعض مديري التحرير الرياضيين للكتاب اللاعبين بعد اعتزالهم الكرة، فمثلاً لاعب ينتمي لأحد الأندية السعودية التي تعاني من منازعة الرمق الأخير يقول في مقال له: (يجب على كل من يكتب أن يكونوا لاعبي كرة قدم حتى يمروا بكل ظروف اللاعب النفسية من إصابات وانفعالات وفوز وخسارة، وحتى يستطيعوا أن يكتبوا بقدر كبير من الإدراك)!؟

ولاعب آخر من ناد كبير (حرّف) إحدى الآيات القرآنية الكريمة (دون علمه طبعا) (قاصداً) بذلك استشهاد مقيت بعد أن مرت على كل العاملين في المجلة التابعة للصحيفة وعلى رأسهم رئيس تحرير القسم ظنا منه أنه متخصص رياضي لمجرد أنه لاعب كرة؛ ليعود ويعتذر في اليوم التالي!؟

يا عزيزي التخصص الرياضي الدقيق مطلب، وهو ملاذنا الأخير في ظل هذه العولمة التي لا ترحم، والجامعات الرياضية العلمية هي المراد للرقي بالرياضة السعودية عالمياً (ومن ثم التفكير الجدي في الاستثمار الرياضي ودخول غمار الخصخصة)

ماذا تقول لهؤلاء

الأستاذ عبدالوهاب الفايز:

رئيس تحرير بمرتبة سفير، ولعل لقاءنا معك الذي أثمر عن كل هذا الحب هو دليلي القاطع.

الشيخ عبدالرحمن بن سعيد:

لستَ مؤسساً فقط بل رجلاً من صناع التاريخ الرياضي.

عبدالعزيز الهدلق:

رغم صمتك.. أنت مبدع.

اللجنة الفنية

يجب أن تراجع حساباتها والاستعانة بعدد من الكوادر المؤهلة أمثال الدكتور عبدالرزاق أبوداود؛ فالشارع الرياضي يعيش احتقاناً بسبب بعض القرارات.

طلعت لامي

عاشق اتحادي ورجل المرحلة القادمة التصحيحية لإيقاف العبث في ناديه، وهو رجل من فئة الأنقياء وبوجوده رئيساً لهيئة أعضاء الشرف سيظل الاتحاد في القمة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد