يحزم الكثير من الناس حقائبهم هذه الأيام للسفر والترويح عن النفس بعضهم للهرب من حرارة الجو والبعض الآخر للتواصل مع أقاربهم وأحبابهم الذين منعتهم ظروف العمل من التواصل معهم في الشهور الماضية.
ولذلك تستعد لجان التنشيط السياحي في عمل مناشط سياحية من شأنها جذب الزائر ومحاولة الترويح عنه. ويبقى الشعر الشعبي متواجداً بقوة في هذه المناشط نظراً لكونه عنصر جذب للمهتمين بالشعر وتسعى لجان التنشيط السياحي إلى استقطاب أهم وأبرز الأسماء الشعرية طمعاً في أن يكسبوا المهرجانات السياحية شيئاً من الوهج والحضور.
ومشاركة الشاعر في مهرجانات الصيف تأتي كوفاء متبادل بين الشاعر والقائمين على تلك المهرجانات، لكن المزعج في هذا الأمر أن تواجد الشاعر في مهرجانات كثيرة ولا يفصلها وقت طويل ربما أنه يضر الشاعر أكثر من أن ينفعه حيث إن هذا الأمر يساهم كثيراً في إحراق الشاعر عندما يكرر نفسه وقصائده في أكثر من مهرجان ويوقعه مثل هذا الأمر في مآزق التواجد الممل وخصوصاً عندما تكون هذه المهرجانات مصورة وتنقلها قنوات فضائية مما يكون له أثر سلبي على تجربة الشاعر ويجعل الجمهور يمل من تواجده.. وإذا كان هذا الأمر أخف وطأة لدى شاعر القلطة كون شاعر القلطة يستطيع أن يتجدد مع كل طاروق يشارك فيه.. إلا أنه يسبب له جهداً بدنياً وذهنياً يرهقه ويجعله يشعر بالفتور والملل مما يؤثر على عطائه الشعري في ساحة المحاورة..
الصيف قد يكون محرقة حقيقية للشاعر الذي لا يرسم خطواته جيداً في فعاليات الصيف وينتبه حتى لا يقع في مزالق التكرار وضغوط الإرهاق والفتور..
مع تمنياتي أن يكون هذا الصيف صيفاً سعيداً للشعراء وللمهرجانات التي تهتم بالترفيه البريء!!
سعد السعد