تعقيباً على ما نشرته الجزيرة عدد 13388 حول مشروع بيوت مطمئنة للراغبين في الزواج بقلم المحرر خالد العيادة أقول:

أجادت صحيفة الجميع.. الجزيرة وهي تلامس وتراً حساساً يهم شريحة عريضة من المجتمع وسلطت الضوء على مشروع مبارك للراغبين في الزواج وهو مشروع بيوت مطمئنة وحقيقة المجتمع بحاجة إلى مثل تلك المشاريع التي تؤسس لبيت زوجية ناجح يبنى على أسس راسخة ويلبي حاجة الشاب والشابة من طالبي الزواج.. بأسلوب آمن وصادق.

وأود أن ألقي الضوء على مشروع مماثل أثبت نجاحاً منقطع النظير وهو مشروع التوفيق الخيري ببريدة لراغبي الزواج وهو تحت إشراف الجمعية الخيرية للزواج والرعاية الأسرية ببريدة ويحظى بقبول كبير وثقة راسخة.. والمشروع دخل عامه الخامس وما زال يقدم نفسه بصورة مثالية ويتكئ على عناصر الصدق والأمانة والمصداقية، بدون صخب أو ضجيج.. وقد خدم المشروع (86) مدينة ومحافظة في سائر مناطق المملكة وبلغ عدد المستفيدين والمستفيدات ما يزيد على (3641) رجلا وامرأة وقد أثبت المشروع نجاحا وفاعلية لا سيما مع استخدام تقنية الحاسب عبر ربط إلكتروني وأقسام رجالية ونسائية وحينما تدخل إلى مقر المشروع ينالك العجب من هذا العمل المنظم الدقيق والهيكلة الإدارية البارعة ويزيد عجبك من ضخامة المشروع وانسيابية العمل فهناك إشراف جيد ومكاتب استقبال ولجان متنوعة وأقسام متفرعة وها هو المشروع ينال شهادة تفوق ووثيقة نجاح ويكسب الرهان ويستقطب الجموع من سائر مناطق المملكة.. ومما يؤكد نجاح المشروع خلوه من المشاكل وقدرته على احتواء الكثافة.. لقد استطاع (مشروع التوفيق ببريدة) تجاوز العقبات وإذابة التحديات ورسم خطط أسرية واعية والجمع بين الراغبين في الزواج والراغبات بصورة أمينة.. مأمونة.. بعيدة عن الأهداف المادية أو الطابع التجاري.. وهو حقيقة يعالج مشكلة عويصة ويذيب حاجزا سميكاً في وقت أصبحت الخطبة -بكسر الخاء- وسيلة تجارية لدى القنوات الفضائية أو بأسلوب التعارف الجامح.إن وجود مشاريع مماثلة مثل تجربة مشروع التوفيق ببريدة أمر هام لا سيما مع وجود خطط منهجية فاعلة.. وهو المشروع الذي قدم نفسه بالعمل والبذل ولم يفتش عن الأضواء.. لقد استطاع اكتساح الميدان ونيل ثقة الناس، فتحية للجهة المشرفة عليه ولصاحب الفكرة أبي ثامر الشيخ خالد الصقعبي، ولعل ما يزيد من نجاح المشروع وفاعلية لجانه ظهور لجنة الاستشارات والإصلاح الأسري لمعالجة قضايا المشاكل الزوجية وحل الخلافات وتبصير الأزواج والزوجات بمفاتيح الحلول.. وقد أثبتت اللجنة نجاحا منقطع النظير.. عبر إحصائيات واضحة.

نعم إن تكوين لبنات أسرة وتأسيس مشروع الزوجية يحتاج إلى عوامل الصدق والأمانة والمصداقية وتبصير الشاب والفتاة وانتقاء الملائم لكل طرف وتيسير أمور الخطبة والربط الأمين في عصر كثرت فيه قضايا الطلاق ومشروع التوفيق ببريدة أكد نجاح التجربة وتخطى مراحل البدايات إلى النضج وقطف الثمار.. برغم من حساسية المجال وعبء المسؤولية التي تتطلب الدقة والتحري والتثبت.