Al Jazirah NewsPaper Friday  17/07/2009 G Issue 13441
الجمعة 24 رجب 1430   العدد  13441
نادي الفتح.. تاريخ وعطاء وإنجازات
في السبعينيات ولد (هلال المبرز) وتحوّل إلى الشباب ثم استقر على الفتح

 

نشأة النادي

تشهد المملكة حركة رياضية واسعة في مناطق ومدن ومحافظات، إلا أن الأحساء تزدهر بأعرق الأندية مثل هجر والفتح. إلا أن الفتح بعد صعوده إلى أندية المحترفين لا بد من تبيين هذا النادي العريق.

حيث جاء في تقرير أعدته مجلة الشرق ونشر في 10 فبراير عام 1997م أنه وخلال لقاء خاص مع الأستاذ عبدالرحمن النغموش الذي يعد كتاباً تاريخياً عن الرياضة في الأحساء، وهو أحد المشجعين لنادي الفتح ومن الرعيل الأول للنادي قال: أول مؤسس لنادي الفتح هو أحمد بن داود المغلوث (يرحمه الله) حيث كان النادي يسمى باسم هلال المبرز عام 1373هـ، وكان مقره بيت مؤسسة أحمد المغلوث، ذلك المقر الذي استأجرته فيما بعد وزارة المعارف ليكون مدرسة بالمبرز، وكان الرئيس لنادي هلال المبرز أحمد المغلوث، وكان - رحمه الله - يتطلع إلى لمّ الفرق الرياضية متمثلة في كرة القدم من الحواري في أحياء مدينة المبرز إلى الأمام والظهور بفرقة رياضية كبيرة تشرف المبرز، حيث له نظرة ثاقبة بأن الرياضة هي محور الشباب وتطلعاتهم وتجمعهم بما يخدم هذا الوطن، مع إعطائهم فرصة كما هو موجود في جدة والرياض. وكانت أحياء المبرز التي اهتم بها المغفور له المغلوث هي حي السياسب الذي ينتمي إليه، إضافة إلى أحياء العيوني والشعبة والقديمات والعتبان في الوقت الذي لم تكن فيه ثقافة الرياضة موجودة بل معدومة. ونائبه الأديب عبدالله بن أحمد الشباط كانت له نظرة واسعة في رؤية الثقافة الرياضية في المجتمع، وكان لاعبوه آنذاك عبدالهادي السلطان وإبراهيم النغموش والعميد المتقاعد عبدالله المغلوث واللواء عبدالعزيز الرسن والضابط المتقاعد عبدالله المقهوي يرحمه الله، وكان ذلك أيام أول مدير شرطة للأحساء سالم شوقي يرحمه الله، وبعدها تغير اسم النادي إلى مسمى (شباب المبرز) عام 1378هـ بواسطة مجموعة من محبي لعبة كرة القدم في مدينة المبرز، وقد توالت على عضوية النادي قبل تأسيسه الرسمي العديد من الأسماء كالأستاذ سعد الماص وكان آنذاك موظفاً بمكتب العمل وعضو وأمين صندوق النادي، ثم الأستاذ عبدالهادي المهيني وكان آنذاك موظفاً بأرامكو والأستاذ خالد عبدالوهاب الصويغ وكان آنذاك موظفا بكتابة العدل، والعميد المتقاعد أحمد الماجد وكان آنذاك ضابطاً بالدفاع المدني بالأحساء، والأستاذ عبدالله بن محمد العبدالقادر وكان يعمل آنذاك بالأمن العام ثم بمديرية الزراعة، والأستاذ حمد القطينة كان آنذاك صاحب حملة داري ينقل الحجاج من الأحساء إلى مكة والعكس، والأستاذ محمد عبداللطيف العفالق رحمه الله وكان آنذاك موظفا ثم مدير الجوازات بالأحساء، وكان عدد اللاعبين آنذاك محدودا وبإمكانيات مالية وإدارية متواضعة، ولكن بهمم وعزائم وطموحات عالية لا تعرف المستحيل غدا نادي الفتح نادياً من الأندية الرياضية التي يشار إليها بالبنان، وكان مكان ممارسة الفريق للعبة كرة القدم، خارج دراويز المدينة أي القريبة من المزارع، وفي حي يسمى (حي الشروفيه) هناك الملعب، ورغم بُعد المكان إلا أن حبهم للعب ثم لفريق (شباب المبرز) وحبهم لبعضهم البعض كان ينسيهم ذلك المشوار الطويل ذاهبين وآيبين، وينسيهم أيضاً لهيب الشمس الحارقة أو شدة البرد القارس، وكان من أبرز لاعبي الفريق آنذاك: عبدالرحمن المخايطة، وعبداللطيف بوسبيت، وعبدالله العبد الحي، وفالح الدوسري وأخوه عبدالله الدوسري، وأحمد المنتاخ، وعبدالعزيز النغموش، وعبدالرحمن الخضير، وسعد الشعيبي رحمه الله، وغيرهم. أما الفريق الثاني فهو فريق الهلال وقيل عنه فريق (المنتصر)، ومن رؤسائه الأستاذ عبدالرحمن بوسبيت الذي كان يدعمه الأستاذ أحمد بن داوود المغلوث، وكان ملعبه هو الآخر خارج دراويز مدينة المبرز غرب عين الحارة بأمتار (وعلى أرض مدرسة الحسن بن علي حالياً) ومن أبرز لاعبيه آنذاك إبراهيم الصويغ، عبدالرحمن النينياء، محمد الجبر، حسن الصليبي، فهد الضمن، ناصر العبدالحي، ولكن سرعان ما اختلف رؤساء (فريق الهلال) فانحل زمامه، وتفرق لاعبوه فبعضهم انضم لفريق شباب المبرز، والبعض الآخر عزف عن اللعب، ولكن (فريق شباب المبرز) تابع مسيرته الرياضية بمبنى متواضع وإمكانات محدودة، واقتصر نشاطه الرياضي على اللعبة الوحيدة وهي كرة القدم شأنه في ذلك شأن بقية أندية المملكة، وكان رئيس الفريق آنذاك يوصي أحد اللاعبين بالقيام بتدريب الفريق تدريباً مهارياً، أما هو فيقتصر دوره على تقسيم اللاعبين إلى فريقين (أ) و(ب) للعب فيما بينهما، وكذلك من مهماته متابعة اللعب وكان عدد اللاعبين آنذاك (35 لاعباً)، ولم يتوقف دور الرئيس عند هذا الحد بل كان ينسق بين فريقه (شباب المبرز) وفريق أرامكو في الأحساء لإقامة مباريات معهم، وتارة مع فريق أرامكو في بقيق، وكان الرئيس واللاعبون يتغلبون على مشقة السفر باستئجار سيارات الأجرة ثم يعودون بالسيارات مرة أخرى إلى مدينتهم مدينة المبرز.

في العاشر من شعبان 1388هـ أصدرت رعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية القرار رقم (776) الذي تم فيه اعتماد النادي، وأطلق عليه اسم (نادي الفتح) واختيرت ألوانه وهي (الأخضر والأزرق والأبيض)، ويعد نادي الفتح من أوائل أندية المملكة التي تم اعتماد اسمها وألوانها من قِبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأول رئيس بعد اعتماد النادي من الرئاسة العامة لرعاية الشباب هو الأستاذ أحمد بن صالح حمد المقهوي (الكويتي) وكان يعمل آنذاك في الأمن العام بالدمام، ثم انتقل إلى الأحساء وقد أمضى في فترة الرئاسة أحد عشر عاماً، ثم تلاه إبراهيم بن عبدالله راشد الصويغ حيث كان يعمل آنذاك مديراً لشؤون الموظفين بهيئة مشروع الري والصرف، ثم تلاه ناصر بن فهد الرزيحان الذي كان يعمل آنذاك مديراً لمكتب الضمان الاجتماعي بالأحساء، وجاء هذا بتذكية من أمير الأحساء محمد بن فهد بن جلوي بناء على طلب من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك فيصل بن فهد (رحمه الله)، حيث كان يمر بالنادي بأزمة مالية وإدارية فتدخلت الرئاسة بتعيين الرزيحان إلا أنه لم يدم طويلاً؛ حيث أثناء ذهابه بعد مرور سنة إلى الرياض ضمن وفد لحضور اجتماع مؤتمر رؤساء الأندية في المملكة حصل له حادث مروري أثّر على إحدى ساقيه ثم استقال، ثم بعد ذلك عبدالعزيز بن علي بن سليمان الفوزان الذي كان آنذاك مديراً للهاتف السعودي بالأحساء حيث استمر لبضع سنوات وقدم استقالته ليتفرغ لإكمال دراسته الجامعية بالانتساب في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ثم تلاه بعد ذلك الأستاذ حمد عبدالله بن محمد الشهاب أحد التربويين ومدير مدرسة الهداية بالمبرز. في خلال هذه الفترة كان الرئيس الفخري للنادي عبدالله بن عبدالرحمن الرشيد الذي يعتبر أحد التربويين وكان مديراً لمعهد المعلمين بالأحساء آنذاك وكانت له اليد الطولى في متابعة مشاريع ومبنى النادي لدى الرئاسة العامة للشباب، وكان يرافقه في رحلاته إلى الرياض للاجتماع والمتابعة عبدالرحمن النغموش رحمه الله أحد الفنيين بإدارة التعليم، ثم تلاه بعد ذلك رجل الأعمال عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل جبر الذي كان الداعم القوي لهذا النادي ثم جاء المهندس حمد بن علي الاحليبي حيث يعتبر آنذاك مديراً بالمدينة الصناعية بالأحساء، ثم تلاه بعد ذلك رجل الأعمال والوجه الاجتماعي المعروف خالد بن عبدالوهاب الصويغ لمدة ثلاث فترات متتالية، وقد حقق أثناء رئاسته بطولة الدرجة الأولى في بطولة الدرجة الثانية، وأصبح ضمن أندية الدرجة الأولى في كرة القدم في العام الذي يليه، ثم جاء بعد ذلك رجل الأعمال المهندس إبراهيم بن عبدالله العفالق رحمه الله الذي قفز بالنادي قفزة كبيرة ووضعه في أولويات أهدافه للرقي بالنادي بمختلف أنشطته وجلب الداعمين من مختلف المناطق، ثم خلفه بعد ذلك رجل الأعمال المهندس عبدالعزيز بن حسن بن عبدالله العفالق الذي بدعمه وحضوره ومتابعته ومؤازرة اللاعبين صعد إلى أندية المحترفين وأصبح نادي الفتح ضمن أندية الأضواء الذي كان تطمح إليه إدارة النادي منذ 50 سنة للوصول لهذا الملتقى، وكان كذلك لمجلس الإدارة الحالي والداعمون له الأثر الطيب في الحصول على هذه البطولة، وكان المجلس الجديد الذي اعتمد أخيراً من الأستاذ حمد محمد العبد القادر، الأستاذ عبدالله بن عيسى الحمر، الأستاذ أحمد بن راشد بن سعد الراشد، الأستاذ سعد عبدالعزيز العفالق، الأستاذ وليد بن سليم السليم، الأستاذ أحمد بن راشد بن سعد الراشد، الأستاذ سعد عبدالعزيز العفالق، الأستاذ وليد بن سليم السليم، الأستاذ إبراهيم بن حسن الشهيل، الأستاذ أحمد بن عبدالمجيد العيسى، إبراهيم بن محمد الدوسري، عبدالعزيز بن عبدالرحمن العمران، ولولا وقوف كبار الداعمين وأعضاء الشرف ورئيس الهيئة والأعضاء لما وصل النادي إلى ما هو عليه الآن. أما عن مقر النادي فلم يكن له مقر واحد؛ فقد كان في أول الأمر في منزل أحد اللاعبين وهو عبدالله الدوسري بشارع الموسى ثم استأجر النادي منزل سالم بن سعد بوهيا بالقرب من قصر صاهود، ولكنه كان صغيراً، ثم استأجر النادي منزل عبدالعزيز أبو صالح القنبر في السياسب في حي (شلاع) ونفس الأمر كان المنزل غير صالح للاستئجار، ثم استأجر النادي منزل عبدالرحمن الشهيل بالحزم، ومنزل فهد الحادي بالحزم، ثم انتقل واستأجر منزل عبداللطيف بن أحمد المغلوث رحمه الله، واستمر مقر النادي به فترة لا بأس بها، وكان مبلغ استئجاره زهيداً لأن الإيجار كان يدفع من اشتراك اللاعبين ومقداره (ريالان) للمستطيع، أما غير المستطيع فلا يؤخذ منه، بالإضافة إلى ما يدفعه أعضاء مجلس الإدارة والمدربون، وشيئاً فشيئاً ارتفعت قيمة استئجار المنزل حتى بلغت عشرة آلاف ريال، وفي ذلك الوقت لا يستطيع الإداريون واللاعبون سداد المبلغ، لكن التضحية وحب النادي دفعاهم إلى توفير المبلغ من الاشتراكات ومن جيوبهم الخاصة لأن بعضهم كان موظفاً. كان الأستاذ أحمد الكويتي (المقهوي) عنده سيارته الخاصة واسمها (سي)، وفي عهد رئاسته ومن حبه وعشقه للنادي قام بصبغ سيارته بألوان النادي (الأخضر والأبيض والأزرق) بالإضافة إلى أنه كان ينقل بسيارته اللاعبين من مقر النادي إلى الملعب في حي الشروفيه، وكان يساعده قائد الكشافة (سعد الفرج) بسيارة اسمها (لوري) وقد صنع لها صندوقاً من الخشب فكان ينقل رئيس النادي واللاعبين إلى القرى الشرقية والشمالية، وفي عام 1403هـ منحت الرئاسة العامة لرعاية الشباب نادي الفتح قطعة أرض في شمال المبرز التي أقيمت عليها المنشأة الحديثة فتبرعت شركة الراشد آنذاك بمبلغ قدره (50 ألف ريال)، وكذا شركة الجبر تبرعت بمبلغ (50 ألف ريال) وكذلك شركة أبناء أحمد المغلوث بالإضافة إلى مجموعة من أهالي المبرز المعروفين، ومن هناك وهناك تجمع لدى أعضاء مجلس الإدارة حوالي (400 ألف ريال)، ومن هذا المبلغ تم بناء مقر النادي وتأثيثه وبناء ملاعب لكرة القدم، وكرة السلة، وكرة اليد، وكرة الطائرة، ولعبة الكاراتيه، ولعبة تنس الطاولة، قبل أن تشرع الرئاسة العامة بتنفيذ هذا الصرح الحالي.

احتفالات بصعود نادي الفتح

لمصاف الدرجة الأولى

بمناسبة صعود النادي للدرجة الأولى عام 1417هـ ابتهج حي الأحساء فرحة وسرورا بصعود هذا النادي إلى مصاف أندية الدرجة الأولى وأُقيمت احتفالات بدعم من المسؤولين ورجال الأعمال حيث توافد محبو ومشجعو الرياضة الأحسائية إلى الاحتفال الكبير الذي كان في ضيافة رجل الأعمال المعروف ومؤسس احسائية المغلوث الثلاثية الثقافية الأستاذ عبدالله أحمد المغلوث الداعم الأول لنادي الفتح.

وبحضور سعادة مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بمحافظة الأحساء الأستاذ عبدالعزيز بن ناصر الشعيبي ورؤساء أندية الأحساء بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم إلقاء كلمة ترحيبية من راعي الحفل، ثم أُلقيت كلمة رئيس مجلس إدارة نادي الفتح خالد الصويغ فكلمة عضو الشرف ورئيس لجنة كرة القدم عبدالمحسن الجبر، فكلمة الأستاذ عبدالله الرشيد أحد رؤساء النادي السابقين وتوالت فقرات الحفل.

الرئيس العام يضع حجر

الأساس للمنشأة النموذجية

وفي عام 1414هـ أصدرت الرئاسة العامة لرعاية الشباب قراراً بتنفيذ المنشأة النموذجية للنادي، وفي عام 1422هـ قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب بوضع حجر الأساس ليحتل موقعاً استراتيجياً في وسط مدينة المبرز بحضور مسؤولي ووجهاء الأحساء.

* عضو شرف النادي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد