Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/07/2009 G Issue 13443
الأحد 26 رجب 1430   العدد  13443
أعراض ما قبل نزول الدورة الشهرية

 

تتعرض الكثير من السيدات وخاصة في مرحلة الخصوبة سواء قبل الزواج أو بعده إلى مجموعة كبيرة من الأعراض الجسمية والنفسية وذلك قبل نزول الدورة الشهرية وبالرغم من بساطة هذه الأعراض واعتبارها استجابة طبيعية للتغيرات الهرمونية والتي تؤدي إلى الدورة الشهرية فمازالت هناك نسبة غير بسيطة من السيدات اللاتي ترهقها هذه الأعراض وتطلب الاستشارة الطبية وقلة منهن تصاحبهن أثناء الدورة أعراض شديدة.

وبسؤال د. منى مصطفى (أمراض النساء والتوليد - مراكز د. سمير عباس الطبية) عن هذه الأعراض التي تسبق نزول الدورة الشهرية قالت لقد أجريت دراسات إكلينيكية على مدار السنوات الماضية لدراسة الأسباب والتغيرات التي تؤدي وتصاحب هذه الأعراض وأطلق عليها العلماء متلازمة توتر ما قبل الدورة وتعريف متلازمة توتر ما قبل الدورة يشمل مجموعة من الأعراض المتعلقة بالدورة الشهرية ومنها:

* التغيرات المزاجية والتي تتراوح بين الاكتئاب بدرجاته المختلفة إلى نوبات من الغضب الشديد.

* التوتر والعصبية والقلق الشديد.

* الصداع.

* الإحساس بامتلاء الصدر وانتفاخه.

* زيادة الشهية والرغبة في الأكل.

* انتفاخ البطن والتجشؤ.

وتحدث هذه الأعراض بشكل دوري وكل شهر وذلك في الفترة السابقة للدورة وذلك لمدة تتراوح من 5 - 7 أيام وتزول بمجرد نزول الدورة الشهرية.

وهناك مجموعة بسيطة من السيدات تتميز عندهم هذه الأعراض بالحدة الشديدة وخاصة في التغيرات المزاجية.

وتؤثر هذه المتلازمة على نسبة كبيرة من السيدات فقد أثبتت الدراسات أن 30 - 40% من النساء يصنفون هذه الأعراض على أنها بسيطة إلى متوسطة وقد لا يحتاجون تناول أي علاجات أو استشارة طبيب متخصص.

أما 11% فيصنفونها بالشدة لدرجة طلب النصيحة الطبية أو تناول أدوية لعلاجها.

وتضيف د. منى مصطفى أن الأطباء والعلماء حاولوا دراسة الأسباب الحقيقية وراء هذه المتلازمة وطرحت عدة نظريات منها ما يتعلق باضطراب في مستوى بعض المواد الكيميائية مثل السيروتونين وهي مواد كيميائية تؤدي دورا في نقل الإشارات العصبية والتحكم في المشاعر والنوم. كما توصل بعض العلماء إلى وجود اضطراب في مستوى بعض الهرمونات وأهمها هرمون البروجيسترون وإفرازه في الدم.

كما حاولت بعض الدراسات ربط هذه الأعراض بالطبيعة النفسية والتاريخ النفسي لهؤلاء السيدات فالشخصيات التي تميل إلى الاكتئاب أو بعض نوبات القلق والتوتر قد تصيبها هذه المتلازمة أكثر من الشخصيات الأخرى.

وحيث إن تشخيص هذه الأعراض يعتبر إكلينيكيا حيث لا توجد أي تحاليل هرمونية أو فحوصات قد تدعم التشخيص أو تنفيه لذا يقوم الطبيب من خلال التاريخ المرضي ودورية حدوث الأعراض بتشخيص الحالة.

و الآن سوف نناقش الوسائل العلاجية المختلفة لمثل هذه الحالات وعن طرق العلاج تقول د. منى مصطفى أنه كما ذكرنا سابقا أن نسبة كبيرة من هذه الحالات تكون بسيطة وتتفاعل معها المريضة بهدوء ولا تتطلب النصيحة الطبية وقد تستعمل بعض المسكنات البسيطة كالأسبرين والباراسيتامول.

أما الحالات التي تتطلب الاستشارة الطبية والتي تؤدي هذه الأعراض إلى التأثير على النشاط وعلى ممارسة الحياة اليومية للسيدة فيتم استخدام أنواع عدة من العلاجات ونذكر الآن أهمها!!

* العادات الغذائية: حيث ينصح هؤلاء السيدات بتناول وجبات غذائية متعادلة القيمة وخاصة مثل الفواكه الطازجة والتي تحتوي على الكالسيوم والماغنسيوم وفيتامين هـ وب6 ويتم إعطاء بعض الأدوية المحتوية على هذه الفيتامينات.

* الامتناع عن التدخين والعوامل المؤدية للقلق والتوتر.

* الاستعانة ببعض الطرق الطبيعية مثل الاسترخاء والتدليك للعنق والجسم والنباتات العطرية.

* الاندماج في النشاطات الاجتماعية والعائلية.

* استعمال بعض الأدوية التي تحتوي على هرمون البروجيسترون والإستروجين بأشكالها المختلفة ويتم وصفها بواسطة الطبيب المعالج.

* بعض مدرات البول مثل سبيرونولاكتون.

* استعمال بعض الأدوية المهدئة وبالذات التي تتفاعل مع السيروتونين.

وأخيراً فإن هذه المتلازمة من المشاكل المزمنة والتي تؤثر على نسبة كبيرة من السيدات ويجب على السيدة إذا كانت تعاني من هذه الأعراض أن تطلب العلاج الطبي والنصيحة المتخصصة.

د.منى مصطفى



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد