Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/07/2009 G Issue 13443
الأحد 26 رجب 1430   العدد  13443
ليتني كنت سديراوياً أو قصيمياً!!
يوسف بن محمد العتيق

 

أكثر ما يعجب محرر هذه الصفحة وزملاءه المحررين والكتاب التفاعل الإيجابي من القراء والمتابعين لما يكتبه، فالقارئ هو الهدف عند الكاتب ومحط الاهتمام.

وفي بعض الأحيان يكون التفاعل مازحاً إلا أنه يتضمن إشارة إلى قضية اجتماعية معينة أو يرمز إلى شيء في نفس كاتبه ويكون هذا الكاتب محرجاً من التصريح المباشر به، لكن القرائن تدل على ما يريد الوصول إليه هذا الكاتب.

ومن أجمل الرسائل المازحة والمؤدبة وألطفها ما وصلني يوم الأحد الماضي من أخي العزيز الشيخ عبدالعزيز بن صالح العسكر المعلم بالمعهد العلمي بالدلم والذي كان متشوقاً لنشر مشاركته عبر الوراق، وهذا ما لم يتم في الأسبوع الماضي لظروف النشر المعروفة، فبعث إليّ عبر الهاتف المحمول قائلاً (ليتني كنت سديراوياً أو قصيمياً).

ويقصد ابن عسكر أن هاتين المنطقتين أخذتا نصيب الأسد من النشر في صفحة الوراق. وهذه الرسالة وإن كان في ظاهرها المزاح المؤدب إلا أنها تحمل في طياتها ما يسعد المحرر من بيان لحماسة العسكر وأمثاله من الكتابة والمنافسة المنضبطة والمؤدبة لنشر نتاجهم الثقافي عبر الورَّاق.

ومع أني أرسلت للعسكر في اليوم نفسه رداً معناه (أضحك الله سنك، وهذا اليوم لم ينشر أي شيء لكاتب من سدير أو عن سدير) إلا أنه لا مانع من الحديث في هذا الموضوع الشيق الذي يعكس التنافس في الكتابة عن الوطن وتاريخه وقادته عند الجميع بداية، وقبل أن أرد على العسكر لعلي أجزم لكل قارئ أو كاتب أو متابع أنه يستحيل على المحرر أن يفضل مدينة في النشر على مدينة أخرى لأن الصفحة -وباختصار شديد- وعاء لما يرد إليها من القراء وليست صفحة للمحرر يكتب ما يشاء فيها، فليس للمحرر أي دور في أن تكثر الكتابات عن مدينة دون أخرى لأن كثرة الكتابات تعكس نشاطاً في الكتابة من هذه المدينة أو تلك.

وأتمنى لو أتى أحد المهتمين ووضع دراسة عن المدن والأشخاص والأسر التي كتب عنها في صفحة الوراق لوجد نتيجة مفادها، أنه لا يوجد شبر من هذا الثرى الطاهر إلا وقد كتب عنه. لكن من الطبيعي أن تكثر المقالات عن مدن وتقل عن أخرى للسبب الذي أوردته آنفاً وهو أن الصفحة معنية بنشر مشاركات القراء والمهتمين بتاريخ هذا الوطن المعطاء، وأذكر قبل عدة سنوات أني كتبت مقالاً في هذه الصفحة بعنوان (قرى حاضرة ومدن غائبة) يناقش هذا الموضوع، وهو أن هناك قرى ينشر عنها أكثر من مدن أكبر بسبب النشاط للكتابة التاريخية في هذه القرية أكثر منه في تلك المدينة.

ومع هذا وذاك فلعلي أكون مباشراً أكثر إذا قلت إن محافظة الخرج الغالية بمدنها وقراها ومواقعها الجغرافية أخذت نصيباً كبيراً وكبيراً جداً في مجال النشر عنها وهي تستحق ذلك وأكثر من ذلك، مثلها مثل أي مدينة سعودية.

ولعل أخي أبا الوليد الشيخ عبدالعزيز العسكر اطلع - على سبيل المثال- على كتابات الزملاء: سلمان بن عفيصان وحمود ابن عفيصان وعبدالعزيز البراك، وخالد المانع، وعبدالله بن علي العسكر وشقيقه عبدالرحمن العسكر، وحمد بن خنين، وعبدالعزيز المضحي، وعبدالله الدريس وغيرهم كثير، نشروا في الفترة الماضية عن محافظته الغالية وما جاورها مع أنهم ليسوا من القصيم أو سدير، ونشرت مشاركاتهم قبل أن نتأكد هل هم من سدير أو القصيم، وبعد أن تأكدنا أنهم ليسوا من هذه المواقع لم يتوقفوا عن الكتابة ولم نتوقف عن النشر لهم وأنت من ضمنهم!!!.

وكاتب هذه الأسطر كتب عدة مرات عن الخرج المحافظة الغالية وعن وادي ماوان الوادي العظيم لها ومحط تغزل الشعراء ومثله الدكتور عبدالعزيز الغزي وآخرون.

واليوم ونحن ننشر مشاركاتك المتميزة أرجو أن لا يطل علينا أحدهم برسالة جوال ويقول ليتني كنت من الدلم!!

وحتماً سأقول له نعم يحق لكل مواطن أن يتمنى أن يكون من الدلم أو القصيم أو سدير أو جازان أو عرعر أو نجران لأنها كلها من بلد الحرمين والرسالة ومهوى قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

وختاماً أرجو أن لا نأخذ موقفاً متشنجاً ممن يهتم بمدينته أو يكتب عنها، بل لو وُجد تنافس في هذا المجال في الكتابة عن كل مدينة بعيداً عن العصبية المناطقية لرأينا تاريخاً وطنياً كبيراً ومهماً بل تاريخاً إسلامياً عريقاً، كيف لا ووطني يحتفظ بأطهر بقاع الكون وأغلاها وأشرفها.



Tyty88@gawab.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد