Al Jazirah NewsPaper Friday  24/07/2009 G Issue 13448
الجمعة 02 شعبان 1430   العدد  13448
أكثر من موضوع
محمد بن عبدالله الحمدان

 

وجهاً لوجه

إنه تصادم السيارات وجهاً لوجه، تذكرت الموضوع لما قرأت يوم الأربعاء 22-7-1430هـ في هذه الجريدة خبر التصادم الذي حدث قرب الرقعي (صوب الكويت) بين سيارتين إحداهما كويتية، قتل في الحادث ستة أنفس، ولم يبق ممن فيها سوى طفلة صغيرة، كتلك التي بقيت ممن كانوا على متن الطائرة اليمنية التي سقطت في البحر قرب جزر القمر.

لا حول ولا قوة إلا بالله.. ما لهؤلاء السائقين لا يعتبرون بما يجري لغيرهم، ولا يرعوون، ولا يخافون الله في أنفسهم وفيمن معهم.

كتبت مرات، وكتب آخرون مرات ومرات عن السبب الرئيسي لتلك الحوادث المميتة.. إنه التجاوز الخاطئ.. التجاوز القاتل الذي يهلك البشر. مرة أفردت مقالة في هذه الجريدة كان عنوانها (وجهاً لوجه)، وأخرى عنوانها (التجاوز القاتل).

ما لهؤلاء الإخوة يتجاوزون السيارات (يسقطون عليها) في المنعطفات، وفي المرتفعات، وأحياناً في طريق مستقيم مستوٍ ولكنهم لا يقدرون المسافة للسيارات القادمة فيتهورون ويتجاوزون فتكون الكارثة هلاكهم ومن معهم.

ومن أسباب التصادم وجهاً لوجه: الغفلة، والانشغال بالمرازيم أو الفصفص أو المسجل أو المذياع أو (الخرطي) مع من معه، أو الاستهتار، أو النوم، أو رداءة وقِدم (بكسر القاف) العجلات (الكفرات، الدواليب، التايرات).

مرة أخرى لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لا حوالينا ولا علينا. وبمناسبة الوجه هنا طرفة (روحوا القلوب ساعة بعد ساعة):

قال رجل لابنه الصغير سيزورنا اليوم (أبو وجهين)، فلما فتح له الابن الباب جعل يديم النظر لوجهه ويبحلق فيه - كما يفعل بعضنا تجاه البعض الآخر - فاستغرب الرجل ذلك وسأل الصبي لماذا تنظر إليّ هكذا؟ فرد عليه: أبحث عن وجهك الآخر، وذكر ما قاله أبوه.

واجتماعياً يدعون الرجل ذا الغيبة والنميمة ونقل الكلام بين الناس ب(أبو وجهين).

نحن والسيارات

قلت مرة في إحدى مقالاتي عن مشاكلنا مع السيارات: ليس عيباً أننا كنا نقود الحيوانات، ولكن العيب كل العيب أن نقود السيارات كما كنا نقود الحيوانات، الحيوانات لحم ودم وعظام مغطاة فإذا حصل احتكاك بينها لا يضرها ذلك، ولكن السيارات حديد ونار فأي احتكاك بينها - مع السرعة - يكون مهلكاً وينقل أناساً للدار الآخرة وآخرين لورش بني آدم. أقصد أن السيارات بها إشارات لم توضع عبثاً، فيجب، يجب، يجب على من أراد الاتجاه يميناً أو شمالاً أو الخروج من مسار إلى مسار أو أراد التحرك من موقفه أو أراد الوقوف، أن يتكرم ويتطلف ويتعطف ويتفضل بلمس إشارة سيارته (إن كانت تعمل) فإن لم تكن تعمل فليصلحها حالاً، وليت المرور يتفقد إشارات السيارات، ويأمر بإصلاح ما فسد منها (بسبب عدم الاستعمال) كما يجب عليه تفقد أصحاب السيارات، لقد تساءلت وتساءلت، وما زلت أتساءل: لماذا لا تؤشر؟ أهو كسل؟ أم استهتار؟ أم جهل؟ أم تجاهل؟ أم ثاء وواو وألف وراء وهاء؟ أم هي مجتمعة؟

إن استعمال إشارات السيارات يقلل الحوادث، ويدل على الحضارة والانضباط.

يؤسفني ويوسف كل غيور أن الذين يستعملون إشارات سياراتهم في المملكة هم قلة قليلة جداً، قد لا يتجاوزون 5% أو 10% في الرياض، وفي الطائف أقل وفي الدمام أكثر (مثلاً).

السلام عليكم

هذا عنوان زاوية كنت أكتبها في جريدة (الدعوة) قبل أن تصبح مجلة، ثم كتب به الأستاذ البواردي، والآن هو عنوان زاوية في مجلة الحرس الوطني، وليس هذا هو المهم، المهم طريقتنا الآن في السلام، إذا دخل رجل مجلساً فيه مجموعة من الرجال في زواج أو عزاء أو غيرهما، فإنه (يبدؤهم قصص) أي يسلم عليهم واحداً واحداً، وهو لا يعرف منهم - غالباً - سوى واحد أو اثنين، ولا يكتفي بالمصافحة باليد، بل يصر على المعانقة (وأحدهم - ولا غيبة لمجهول - عند المعانقة يعطيك قفا رأسه أي (عتراه) لتعانقها وهذا شيء غريب لم أره إلا مع ذلك الشخص).

والمفروض - في رأيي - أن يقول السلام عليكم.. مساء الخير أو صباح الخير، ويجلس حيث انتهى به المجلس، فإذا قاموا (ليلتهموا الرز واللحم) فليسلم على الذين يعرفهم مصافحة أو غيرها. وفي جنوب بلادنا يقف القادم ويقول (السلام تحية) أو (السلام نظر) ويجلس.

وأرى أن يكون السلام دائماً وأبدا بالمصافحة بالأيدي، ولنتجنب المعانقة، وأن نحذر السلام بالأنوف؛ لأن الشفاه تكون قرب بعضها، وهذه مزعجة ومقرفة.

السلام أيضاً

وثمة عادة سيئة منتشرة بيننا، وهي أن القادم الذي يبدأ بالسلام على الجميع واحداً واحداً (أي فرداً فرداً) يحتفي بمن يعرفه، أما من لا يعرفه فإنه يصرف نظره عنه ويمد له يده فقط ونظره يسبقه، وهذه عادة سيئة تجعل المسلَّم عليه يشعر بالإهانة من هذا التصرف.

وصدقوني أنني أعمد إلى الإمساك بيد هذا الذي مد يده لي ولا ينظر إليّ ولا أتركه حتى ينظر إليّ، وبعضهم يستغرب هذا ويظنني أعرفه، وبعض الأصدقاء تعجب من تصرفي هذا، وأكاد أقول للمسلِّم: أريد فقط أن تنظر إليّ، ولا يكفي أن تمد يدك وأنت (مومي) أي مسرع لتمد يدك لآخر ونظرك منصرف عنه.

طرفة: وبمناسبة كلمتي زواج وعزاء، ذهب شخص إلى باريس وهو لا يجيد اللغة الفرنسية (لغة الجنس اللطيف)، ووقف عند عند نهر السين وبجانبه رجل فرنسي، فمر حفل زواج فسأل الرجل الفرنسي من هذا الذي تزوج اليوم فأجاب: (جوني لي با) ومعناها باللغة الفرنسية لا أدري، وفي الغد في نفس المكان كان الرجلان واقفين فمرت جنازة، فسأل الرجل جاره الفرنسي: من هذا الميت فأجاب: (جوني لي با)، فحزن الرجل وقال: مسكين جوني لي با تزوج (امبارح) ومات اليوم.

مكتبة قيس - الرياض - البير



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد