إن ميل الطفل للفن ميل طبيعي، فالفن بالنسبة للطفل هو امتداد لعب، وهذا هو السر الذي يمكن الاعتماد عليه في توظيف واستخدام فن الطفل كوسيلة من التربية والتعليم والتوعية والتوجيه والإرشاد، بل وحتى لزراعة المبادئ والقيم بهدف بناء أطفال اليوم ليكونوا رجالاً في المستقبل يعتمد عليهم كمواطنين صالحين.
وفن الطفل لا يقف عند حد الورق والألوان (الرسم والتلوين) بل يمتد إلى جميع مجالات الفن التشكيلي بل ويطول أيضا الفنون الأخرى كالقصة والمسرح والإلقاء وغيرها من الفنون، ولكن ممارسة الرسم والتلوين هي الأكثر انتشاراً، ويعود السبب في ذلك إلى سهولة ممارسة هذا النوع من الفن وضعف ثقافة المجتمع الفنية بالمجالات الفنية سواء تشكيلية أو أنواع الفنون الأخرى.
ورسوم الأطفال هي ليست وسيلة لإيصال رسالة من الكبار للصغار فقط بل يمكن أن تكون طريقة لقياس مدى المعرفة وأين يقف الأطفال من الرسالة الموجهة إليهم، ولهذا يمكن الاعتماد على رسوم الأطفال كتغذية راجعة لتحديد وقياس مدى المعرفة الموجودة عند الأطفال، ولكن في حقيقة الأمر المعرفة لا يجب أن نقف عند حد المعرفة وحسب، فالمعرفة ليست كافية ولكن المهم أن تتحول المعرفة إلى سلوك وهو الأهم.
ولفن الطفل ثلاث طرق لتقديمه؛ فالأول ما يقدمه الكبار للأطفال، والثاني ما يقدمه الكبار ويشركون الأطفال في تقديمه، والثالث هو ما يقدمه الأطفال، وكل هذه الطرق الثلاث جميلة ومفيدة للطفل شريطة أن ما يقدم يمنح الطفل حرية التفكير وحرية التعبير بعيداً عن الوصاية والحجر على تفكيره، ولكي تكون الفائدة أعم وأكبر فمن الأفضل استخدام أكثر من فن وأكثر من طريقة.
وما شاهدته في معرض مسابقة رسوم الأطفال الثانية (السلامة فن وتشكيل) التي يقدمها الدفاع المدني ممثلا بإدارة العلاقات العامة بالدفاع المدني وفي شراكة مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوكالة الوزارة للشؤون الثقافية، لهو أمر جميل ورائع ومطلوب نرجو من الله له الاستمرار ونشد على يد القائمين عليه وندعو الله لهم بالتوفيق.
- معلم تربية فنية لذوي الإعاقة الذهنية