الشباب -كما نعلم- هم عدة المستقبل وذخيرة الدولة والمجتمع وأمل الأمة والوطن والعصب الفاعل في حياة الشعوب.. بهم تسعد الأمم وتنهض الدول، وترتقي المجتمعات وبصلاحهم واستقامتهم يتحقق الأمن والاستقرار في ربوع البلاد, ويطمئن الحاضر والباد والعكس بالعكس. فبضياعهم وانحرافهم يحصل الشقاء، ويحل التخلف ويعم الجهل وتشيع الفوضى, وتكثر الأمراض الحسية والمعنوية ومن ثم كان لزاماً على الدول ممثلة بالجهات ذات العلاقة والاختصاص من المؤسسات التربوية والتعليمية والاجتماعية والتوعوية والشبابية وغيرها الاعتناء بهم وتنمية ملكاتهم واستكشاف مواهبهم وقدراتهم.
واستغلال أوقات فراغهم وشغله فيما ينفع ويفيد وإبعادهم عن مزالق الهوى والانحراف وأوحال الانغماس في الشهوات أو الشبهات. وبخاصة أوقات الإجازات, وأثناء الفسح والنزهات فلا بد من رعايتهم روحياً وجسدياً بمعادلة متوازنة لا يطغى فيها أحدهما على الآخر أو يقصر في أي منهما.
هذا هو منهج الإسلام العادل {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ} ومن ثم كانت توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله في هذا الوطن تؤكد على ذلك وتحث عليه وتوجه ببذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيقه بضوابطه وشروطه، وبما يحقق المصلحة في العاجل والآجل.
ووفقاً لذلك وتأسيساً عليه دأبت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على تسخير كافة إمكاناتها المادية والبشرية والتقنية لتحقيق هذه الغاية وتنفيذ هذه التوجهات, فعمدت إلى افتتاح عدد من الأندية الصيفية في جلّ مدن وقرى المملكة عن طريق فروعها في المعاهد العلمية المنتشرة في أرجاء هذا الوطن حيث بلغ عددها في هذا العام 1430هـ 27 نادياً صيفياً التحق بها ما يقارب من 10.000 طالب وطالبة ولم تقتصر على رعاية الشباب في الإجازة الصيفية بل قامت بافتتاح نادٍ صيفي خاص بالطالبات وذلك في مقر دراسة الطالبات الجامعية في مدينة الرياض بلغ عدد الملتحقات فيه قرابة 2000 طالبة في الجامعة معتنية في ذالك بالكيف لا بالكم، حيث أعدت لذلك البرامج النافعة, والمسابقات الهادفة, والدورات المتنوعة المفيدة, والمناشط الترفيهية والترويحية البريئة, والزيارات الاستطلاعية ذات الأثر الحسن, والندوات والمحاضرات العلمية التي تثري العقل والفكر وتساعد على غرس الفضائل والآداب الحسنة, وتبرز محاسن هذا الدين ووسطيته ونبذه للغلو والتشدد والتطرف والإفراط والتفريط، وتحصنه من الأفكار الهدامة, والآراء الضالة, والتوجهات المنحرفة, والفتاوى الشاذة.
(*) وكيل الجامعة لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات