بعد أن أغلقت المدارس أبوابها أطلت علينا العطلة الصيفية التي قرعت أجراس الفراغ في حياة أبنائنا خلال هذه الفترة التي تشكل أخطر فترة في العام ليس على المتعلم فحسب وإنما على الجهود التي تبذلها الدولة طوال العام الدراسي.
فأوقات الشباب في الصيف تضيع أدراج الرياح ما لم يكن هناك توجيه سليم للطاقات واستغلال حقيقي للقدرات، لأن الفراغ الذي يأخذ جزءاً كبيراً من حياة أبنائنا إما أن يكون صديقاً ودوداً يملأ بالمنافع أو عدواً لدوداً يوقع في المضار، وصدق القائل:
إن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
وفي كثير من الحالات يمثّل الفراغ البوابة التي يلج منها الشباب إلى عالم الانحراف الذي ذهب ضحيته العديد من شباب الوطن الذين غرّر بهم من قبل أصحاب الأفكار الضالة والمبادئ الهدامة والأفكار المشوّشة التي تنافي الدين.
ومن هنا تتضح أهمية النوادي الصيفية التي تحرص الحكومة على إقامتها كل عام لاحتضان أبنائنا الطلاب والطالبات في مختلف المراحل التعليمية خلال فترة العطلة الصيفية من منطلق الحرص على رعايتهم وحفظ أوقاتهم واستثمار طاقاتهم بشكل سليم
فالنوادي تنمي بين الطلاب روح التعاون والعمل الجماعي المثمر وتربيتهم على القيم المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف، بما فيه من أخلاق فاضلة وخصال حميدة وتعزيز روح الولاء والانتماء الوطني في قلوب الشباب وحمايتهم من مخاطر الفراغ والأفكار المنحرفة والتغذية الضالة وإعدادهم ليكونوا لبنات صالحة في مجتمعهم ووطنهم، وتكريس الوعي الوطني.
ووفقاً لتوجيهات معالي الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل الذي يولي فئة الشباب جلَّ اهتمامه باعتبارهم أمل الأمة وسلاحها في مواجهة معترك الحياة تم ولله الحمد إقامة نادي المعهد العلمي في محافظة البكيرية الذي شهد إقبالاً كبيراً من الطلاب للحصول على استمارة انضمام لكوكبة النادي.
وإدارة النادي وحرصاً منها على تنوير الطلاب ووضع إجابة لكل ما يدور في مخيلتهم من استفسارات.. بادرت لعقد لقاء مفتوح مع أول يوم للنادي لمشرفي النادي مع طلابه.. ويهدف هذا اللقاء لوضع الطلاب أمام تصور تام لماهية النادي وأهدافه ومنطلقاته وكيفية سيره، حيث أماط المشرفون اللثام عن بعض الجوانب المهمة كما أجابوا على تساؤلات الطلاب واستفساراتهم بما سمح بخروج الطالب برؤية واضحة وتصور جلي.
وفي الختام أجدها فرصة لدعوة الشباب إلى الالتحاق بهذه النوادي كما أحث أولياء الأمور على الدفع بأبنائهم للمشاركة في النوادي انطلاقاً من الرؤية الإستراتيجية بأن الاستثمار في مجال العقول هو بوابة الدخول إلى عالم المعرفة.
(*) أمين نادي المعهد العلمي بالبكيرية