Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/07/2009 G Issue 13453
الاربعاء 07 شعبان 1430   العدد  13453
مقضابة رقبة.. (يُحكى)
فاطمة الوهابي

 

يُحكى وليس بالزمن البعيد.. لأن ستين عاماً ليست بزمن بعيد في أعمار الأمم، فقد كانت بعض الفتيات أو بالأصح الصغيرات في مجتمعنا يحجزن أو نقول يكنزن لرجل، الله أعلم قبل كل شيء بخلقه ثم بعمره ومستواه الاجتماعي بمجرد كلمة يتلفظ بها أحد الأوصياء بحق واحدة من تلك الفتيات نظير شيء أعجب الأخير عند الأول وقد يكون شيئاً تافهاً، فيطلبه هذا ويعطيه ذلك ويقول الأول مدعماً وشاكراً لكرمه: (تراها مقضابة رقبة ابنتي أو أختي أو من له وصاية عليها) فيجيب الآخر فرحاً تم.. تم.. تم، وهذا الشيء كما حدثني أكثر من امرأة عاصرت تلك الفترة من نساء خبرن الزمان وخبرهن قد تكون مقضابة الرقابة ناقة أو بقرة أو مشلحاً إلا أن إحداهن قالت: إن مقضابة رقبتي كانت سراجاً رآه والدي من صديق له فأعجبه وكان نادراً في ديرتنا على حد قولها. وقد كنت واقفة الموقف وعمري ثماني سنوات وأظهر والدي للرجل إعجابه بذلك السراج فأهداه إياه ومن فرحة أبي به قال: تراه مقضابة رقبة هالبنيه وأنا لا أعلم من الأمر شيئا حتى قبل زفافي بيومين على صاحب السراج الوهاج، وهذه المرأة الصالحة اعرفها اليوم وهي امرأة فاضلة صبرت ورعت أسرة وأنجبت أبناء وبنات صالحين ربتهم خير تربية حتى تبوأوا جميعاً مراكز قيادية في مجتمعهم فمنهم المربي الفاضل والمهندس والطبيب.وأتساءل اليوم.. لتحمد الله فتياتنا على ما هن فيه من تفهم أكثر الآباء والأمهات لحاجات بناتهم وحرصهم على سعادتهن، والسؤال عن الشباب قبل زفاف الابنة الغالية والبحث والتحري وبذل الغالي والنفيس لإدخال ابنتهم إلى عش زوجية سعيد، وهذا شيء مطلوب ومن حق الابنة على أهلها، ولكن المؤسف أن أسهل كلمة تقولها الفتاة المصون عند أول عثرة في بيت الزوجية: ودني بيت أهلي.. أبي طلاقي.. أبي طلاقي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد