Al Jazirah NewsPaper Wednesday  29/07/2009 G Issue 13453
الاربعاء 07 شعبان 1430   العدد  13453
الجنادرية.. والمشورة الثقافية
سعود بن عبد الله الرومي

 

جاءت نشأة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بفكرة من خادم الحرمين الشريفين (عندما كان ولياً للعهد) وازدانت بالأمر الملكي الكريم رقم (904) وتاريخ 21-1-1405هـ بالموافقة على تعيين منطقة الجنادرية مكاناً لإقامة أنشطة المهرجان المختلفة فكان ذلك إيذاناً ببداية الانطلاقة نحو آفاق أوسع من مجرد إقامة احتفالات مختلفة الأشكال والألوان إلى جعل ساحة الجنادرية منبراً للحوار الحر وفق الضوابط المتبعة والنهج الذي تسير عليه الدولة حفظها الله.

وقد كانت الدورات الأولى للمهرجان تنطلق في برامجها الثقافية وفق تسليط الأضواء على دراسة الجوانب التراثية بمختلف أشكالها، فكانت البداية بالموروث الشعبي الذي استمرت دراسته لعدد من الدورات (الندوة الكبرى) بجانب عدد من الندوات والمحاضرات مختلفة العناوين.

وفي نهاية كل مهرجان يصدر بيان رسمي (بيان الجنادرية) يقضي باختيار موضوع الدورة المقبلة وهكذا استمر الوضع حتى جاء عام 1412هـ وتم طرح فكرة المشورة الثقافية من قبل الحرس الوطني وأرسلت الدعوات لعدد من الأسماء وفق تخصصات وتوجهات مختلفة فكان ذلك بداية لرسم خريطة الحوار التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وفي أكثر من محفل.

وتعمل مجموعة المشورة الثقافية في اقتراح برنامج النشاط الثقافي ورسم حدوده ووضع أسماء المشاركين مما يعني أن هناك عملاً جماعياً يتم بين المهرجان ومجموعة المثقفين سواء داخل أروقة الجامعات أو الأندية الأدبية أو من خلال الصحافة والإعلام أو من خلال المهتمين بالثقافة في جميع أنحاء الوطن.

ويقوم الحرس الوطني ممثلاً بالمهرجان بتقديم رؤيته الثقافية من خلال ورقة عمل يقدمها وتخضع هذه الورقة للدراسة وقد يتم استبعادها بالكامل من قبل مجموعة المشورة.

وقد حرص المسؤولون في المهرجان على أن تكون الجلسات للمشورة برعاية كبار المسؤولين في الحرس الوطني، وقد سعد المهرجان ولمرات عديدة برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية لتلك الجلسات، وكذلك حضور نائب رئيس الحرس الوطني المساعد معالي الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري يرحمه الله لتلك الجلسات، فكان ذلك مزيداً لشحن الهمة والعمل الجاد من قبل مجموعة المشورة التي أظهرت كثيراً من الرؤى الثاقبة حول المواضيع المطروحة، مما يعني أن برامج المهرجان تسير وفق رؤية جماعية تتمازج فيها آراء المثقفين بمختلف فئاتهم.

ولعلنا لا نبالغ إن قلنا إن نشأة المهرجان كانت حافزاً لإنشاء مركز الحوار الوطني الذي انطلق كما انطلقت الجنادرية بفكر ومتابعة وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله.

إن المبادرات التي كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يطلقها ويدعو لها جعلت منها مادة خصبة تبناها المهرجان وأيدت من قبل مجموعة المشورة فكان أن أقر المهرجان برامجه الثقافية التالية:

- حوار الثقافات. - إصلاح البيت العربي.

وهاهي اليوم تنطلق مجدداً وبرعاية نائب رئيس الحرس الوطني المساعد معالي الأستاذ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري وحضور كبار منسوبي الحرس الوطني.

آمل أن ترسم برامج النشاط الثقافي وفق مقتضى الحال وأن تعالج النشاطات الثقافية ما يشغل بال عامة الجمهور.

مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة


alromis@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد