Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/08/2009 G Issue 13459
الثلاثاء 13 شعبان 1430   العدد  13459
رداً على محمد آل الشيخ:
غالية البقمية ليست مصدراً من مصادر التشريع وليس كلامها قرآناً!

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قرأت ما كتبه محمد آل الشيخ عن غالية البقمية - رحمها الله - في العدد 13447 يوم الخميس 1-8-1430هـ، وهذا هو المقال الثاني الذي يكتبه عن هذا الموضوع.

وأراد في مقاليه السابق واللاحق أن ينطلق من تاريخ غالية إلى أن تشارك المرأة في أعمال الرجال، وأن تتولى قيادة الجيوش، وأن تقوم بالأعمال القتالية، وأن تختلط بالجنود الموالين والمعادين.

ولن أناقش كل جزئية في مقاله الأخير؛ فهذا أمر يطول؛ ولذلك أكتفي بمسألتين فقط:

الأولى: أنه يتضح من مجموع النصوص الشرعية العامة والخاصة والمطلقة والمقيدة أن الأصل والأفضل في عمل المرأة هو بيتها، ويجوز أن تخرج للعمل عند الضرورة أو عند حاجتها للعمل أو حاجة المجتمع لعملها، ولكن مع بُعدها عن الخلوة المحرمة والاختلاط بالرجال إلا الاختلاط العابر الذي تفرضه الحاجة أو الضرورة.

ومن الحكمة التي تقتضيها الضرورة - فيما أرى - أنه إذا كان خروج النساء للعمل واقعاً منتشراً أرى أنه على النساء المحتشمات أن يخرجن للعمل بالضوابط الشرعية؛ حتى لا يتركن الساحة خالية لغيرهن، والله تعالى أعلم.

وآمل من الكاتب أن يجيب عن قول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (33) سورة الأحزاب، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن) رواه أحمد وأبو داود، وقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكن بالبيت فإنه جهادكن) رواه أحمد، وقوله صلى الله عليه وسلم عن المرأة (وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها) رواه الترمذي.

الثانية: أنه لا يجوز الاحتجاج بقول أحد أو فعله - كائناً من كان - على معارضة الكتاب والسنة؛ قال الله تعالى: { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء، وقال تعالى: { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (36) سورة الأحزاب.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما لمن عارض الحديث برأي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء؛ أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبوبكر وعمر؟!).

وقال الشافعي رحمه الله تعالى: (إذا صح الحديث بما يخالف قولي فاضربوا بقولي الحائط).

وورد مثل هذا المعنى عن الأئمة أبي حنيفة ومالك وأحمد رحمهم الله، ولولا خشية الإطالة لأوردتها.

وغالية البقمية رحمها الله تعالى نسأل الله تعالى ألا يحرمها الأجر على نيتها الطيبة، ولكنها ليست مصدراً من مصادر التشريع وليس كلامها قرآناً ولا فعلها سنة. وقد يكون فعلها لظروف خاصة فلا يصح التعميم، وعمل النساء في الجيش أمر ترفضه أكثر دول العالم الإسلامية وغير الإسلامية لما له من عواقب وخيمة على أفراد الجيش في الأخلاق والصحة النفسية والجسدية والانضباط العسكري.

وأخيراً أسأل الكاتب: كم عدد الصحابيات اللواتي قدن الجيوش والسرايا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين؟ وكم عدد القائدات في الجيوش الأموية والعباسية وغيرها من جيوش الدول في التاريخ الإسلامي؟!

بل كم عدد الجنرالات في الجيشين البريطاني والفرنسي وغيرهما من جيوش العالم شرقاً وغرباً؟ فهل لديه جواب؟!!

يبدو أن الكاتب يريد من نسائنا أن تفعل جميع الأعمال التي تناسبها والتي لا تناسبها، وأن نسبق جميع دول العالم في ذلك. والله المستعان.

إبراهيم بن علي القيشان
عنيزة 51911 ص. ب 5415



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد