Al Jazirah NewsPaper Tuesday  04/08/2009 G Issue 13459
الثلاثاء 13 شعبان 1430   العدد  13459
حفر القناة أولى من إسالة وادي الرمة

 

تفاعلاً مع ما كتبه الأخ المهندس عبد العزيز محمد السحيباني لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 16رجب من العام الجاري 1430هـ وضمنه اقتراحاً بإنشاء محطة ضخمة لتحلية المياه على ساحل البحر الأحمر تعمل بالطاقة الشمسية وتكون قادرة على إنتاج مليون متر مكعب من المياه المحلاة يومياً وتخزينها في سد عال وإسالتها في وادي الرمة على شكل شلالات تعمل على إدارة توربينات ضخمة لتوليد وإنتاج الطاقة الكهربائية على غرار شلالات السد العالي. ويقدر الأخ الكاتب أن نحو 10 ملايين متر مكعب من المياه قادرة على إسالة نحو 100 كم من هذا الوادي أما إسالة الوادي بكامل طوله البالغ نحو 500 كم فيحتاج إلى نحو 80 مليون متر مكعب، ويضيف: وهكذا نحول أشعة الشمس الملتهبة والملح الأجاج إلى كهرباء تدير الأدوات وتضيء المدن وإلى نهر جار من المياه العذبة.. إلخ.

وأقول: سيتم إن شاء الله إسالة هذا الوادي من الجال إلى الجال ووصوله إلى منتهاه في منطقة القصيم كلما هطلت الأمطار بغزارة على منابعه وعلى الشعاب والأودية التي تغذيه في هضبة نجد كما حصل في العام الماضي.

أما إسالة هذا الوادي بواسطة محطة ضخمة لتحلية المياه تعمل بالطاقة الشمسية فهذا ليس أوانه إن كان له أوان؛ لأننا الآن وفي المستقبل المنظور بأمس الحاجة إلى توفير كل متر مكعب من المياه العذبة لتعزيز الإمدادات اللازمة لمدننا ومحافظاتنا وإن راقت هذه الفكرة لبعض الناس فإنها لن تروق للمسؤولين أو تجعلهم يستثمرون الأموال الطائلة في تحلية المياه ومن ثم إسالتها في الأودية حتى وإن كان بطريقة غير مباشرة، وحتى لو وصلنا إلى حد الاكتفاء الذاتي من المياه المحلاة وإن كان هذا بعيد المنال في ظل الزيادة المضطردة في النمو السكاني وفي ظل النمط الاستهلاكي المتميز بالإسراف وغير المتفاعل مع كافة النصائح والإرشادات الخاصة بالترشيد، وليت الأخ الكاتب اقترح تدوير هذه المياه لتغذية السد المقترح من مساقط الشلالات ولتوفير كمية كبيرة من إنتاجية المحطة التابعة له لتعزيز قدرات المحطات الأخرى المخصصة للسقيا، بل ليت الأخ الكاتب كذلك اقترح ما هو أكثر نفعاً وهو شق قناة تصل هضبة نجد بالبحر وتكون مثلاً بمواصفات قناة السويس.

ولدينا بحمد الله من الإمكانيات ما يمكننا من حفر مثل هذه القناة من اعتمادات موازنة واحدة والاستفادة منها في الملاحة الداخلية وفي إنشاء محطات للتحلية تكون قريبة من المناطق المراد تغذيتها فضلاً عن أهميتها في تلطيف المناخ الداخلي، وكلما زاد امتداد هذه القناة زادت أهميتها، وقد تصبح طريقاً بحرياً هاماً للملاحة الدولية متى ما أصبحت تربط بين البحر الأحمر والخليج العربي.

وأخيراً، فلا بأس من الاستفادة من الطاقة الشمسية في مشروعات توليد الكهرباء وتحلية المياه لكن تظل الطاقة البترولية هي المصدر الذي يمكن الاعتماد عليه لسببين: أولهما أن إنتاج الطاقة من أشعة الشمس بالغ التكلفة ومحدود الإنتاجية ما جعل دولاً عديدة أكثر حاجة منا للبحث عن بدائل للطاقة البترولية لم تستطع التوسع في استخدامات الطاقة الشمسية والسبب الآخر أن الطاقة الشمسية معرضة للنضوب أو الانقطاع في حال الغياب المتواصل للشمس في بعض الفصول فضلاً عن مدى قابليتها للتخزين من عدمه. هذا ما أردت التعليق به على هذا الموضوع الشيق للأخ المهندس السحيباني.

محمد حزاب الغفيلي - محافظة الرس



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد