سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعقيباً على مقال المهندس عبد المحسن الماضي في العدد 13411 بعنوان (جامعة الإمام وسندان الممانعة) أود القول إن الجامعة تعد مناراً للعلوم الإسلامية والشرعية والعربية ليس في المملكة بل وفي أقاصي بلاد العالم، وللجامعة دور جد فاعل في نبذ العنف ومشاركة المجتمع يداً بيد لمحاربة وفضح الأفكار الضالة والتحذير منها من خلال حرمها الجامعي ومناشطها المنهجية واللامنهجية كما زادت من مضامين التوسع في الإدراج الأكاديمي والعلمي والبحثي خاصة مع اتساع أخدود الانفتاحات العلمية والبحثية ومفارقات التصنيفات والتي ما فتئ حكامها وولاة الأمر فيها في كل حين من تجديد التمسك بمنهجها الذي لا جدال ومواراة فيه منهجاً قويماً وحبل معتصم يشد ويؤازر ورد في المقال (وجود ممانعة داخلية على شكل قوى وكوادر عاملة ترفض هذا التغيير المطلوب على اعتبار أنه سيغيِّر من هوية الجامعة، ويقلل من مكانتها العلمية والثقافية كصرح استطاع خدمة الإسلام محلياً ودولياً عبر ستة عقود كاملة). أنت هنا تذكر أن نجاحها ارتبط بهويتها، وهذا يوجد مساحة لقبول الممانعة على الأقل عند الحديث عن التغيير في ملامح الهوية من خلال استهلالات التغير الذي لا يوافق هدف ورسالة الجامعة في ما هي معنية به.
ورد في المقال (أن التغيير والتطوير بما يتناسب والمتغيرات والتحولات العالمية لا يعني التخلي عن الثوابت بقدر ما يعني إعادة ترتيب البيت الداخلي وتوجيه كوادرنا الوطنية نحو التغيير المنضبط والفاعل)، وهذا هو واقع الحال في الجامعة فالتغيير والتطوير هو ما يلمسه الجميع أكاديمياً وتعليمياً وعلمياً، فكليات الطب والهندسة والتربية البدنية وعلوم الحاسب الآلي والإدارة المتخصصة والاقتصاد والإدارة واللغات هي استجابة لجملة من المتغيرات والتحولات صبّت في جدول التوسع الفاعل، كما أكد سمو النائب الثاني - حفظه الله -. أما الحديث عن الممانعة والتعجل فالتريث المطول على أي حال سمة من سمات الجامعة وهذا لا يعد مأخذاً لكن إذا سلمنا بأن الجامعة ستوافق على كل ما يطلب من نواحي التطوير أو التغيير فكل الجامعات ستوافق على مفردات التغيير والتطوير وعندها سوف تتشابه كل الجامعات في المضمون والأدوات والوسائل والدور والنتيجة، وهذا يخلق الازدواجية وتبايناً في تطبيق المعايير، وهنا تكون الهوية وملامح الإستراتيجية للمؤسسة التعليمية والأكاديمية محل نظر ومعه تحتاج إلى إعادة صياغة، وهذا يعني أن أي قرار اتخذ بصيغة الهوية السابقة سوف يتغير لموافقة الصيغة الجديدة مع كل تطور وتغيير.
ورد في المقال (مما يعني خسارة مكتسباتهم التي استطاعوا تحقيقها عبر الزمن كأفراد أو كتل فكرية)، لا شك أن العمل البنّاء والمثمر له نتاجه وأي نظامية في أي منحنى تكسب الجهة أو الأفراد صفة أو تنزعها منهم بموجب النظام لا تُعد خسارة.
الحكم في هذا الوقت يُعد مبكراً من عمر ما بدأت به الجامعة وتحولها لمسار النقلة التعليمية والأكاديمية والتي تشهدها في العقد الأخير مع معالي مدير الجامعة الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل .. ختاماً نشكر للمهندس هذه الإطلالة والإتحاف النير. والله الموفق .
محمد بن سعود الزويد – الرياض