سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك -وفقه الله لكل خير-

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

لقد قرأت التعقيب المنشور في جريدتكم يوم الجمعة الموافقة 2 شعبان 1430هـ العدد 13448 ص 30 للشيخ الدكتور علي بن محمد الحراد بعنوان (الغضب يدفع إلى الإجرام) وقد أفاد وأجاد وليس لدينا عليه اعتراض، إلا أنه قال في معرض كلامه ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك)، ولفظ الحديث ودرجته كالآتي قال في كتاب الغماز عن اللماز في الأحاديث المشتهرة حديث (لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك) لا أصل له، قال في الحاشية أخرجه الترمذي، وقال إنه حسن غريب والخطيب وابن الجوزي في الموضوعات وفي أسانيدهم عمر بن إسماعيل وهو كذاب.. قال يحيى: رجل سوء، خبيث.

وقال في أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب، خبر (لا تظهر الشماتة لأخيك فيعافيه الله ويبتليك) رواه الترمذي، وقال حسن غريب وقال ابن الجوزي عمر بن إسماعيل كذاب وقال لا أصل للحديث.

وقال في كتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة حديث (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)، قال في الذيل: لا يصح. وقال الصاغاني: موضوع وقال في الوجيز: هو من حديث واثلة بن الأسقع وفيه عمر بن إسماعيل. كذاب.

وقال في تلخيص الموضوعات لابن الجوزي حديث (لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك)، تفرد به عمر بن إسماعيل بن مجالد -متروك- وقال في الحاشية: قال ابن حبان هذا لا أصل له من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام.

وقال العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه ضعيف الجامع الصغير (6258) لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك. (ت-عن واثلة) ضعيف. والله أعلم.

فعلى المسلم سواء كان كاتباً أو محدثاً أو واعظاً أو خطيباً أو غير ذلك التثبت والتحري في تلقي ونقل الأحاديث والأخبار، وإذا كان الحديث ضعيفاً أو لا يعلم عن صحته من عدمها أن يقول في الحديث كذا أو في الأثر كذا ولا يقول قال رسول الله إلا في الحديث الصحيح الذي يجزم بصحته عن علم وخبرة.

وفق الله الجميع للصواب في القول والعمل.