Al Jazirah NewsPaper Thursday  06/08/2009 G Issue 13461
الخميس 15 شعبان 1430   العدد  13461
الاحتراف والعلوم الرياضية
سلطان الدوس

 

التحول الكبير والوثبة النوعية التي تعيشها الرياضية السعودية، خصوصاً بعد حصول الدوري السعودي للمحترفين على لقب أفضل (16) دوري على الصعيد العالمي وتأثير هذا المنجز الحضاري الرياضي المبهج على الرؤية المستقبلية للكرة السعودية وانعكاسها على التفوق الرياضي.. وتحديداً في المجال الاحترافي والاستثماري من حيث حجم الدعاية والإعلان وحقوق النقل والرعاية الحصرية وغيرها من القنوات الاستثمارية المختلفة وبالتالي أصبحت هذه الأوعية الحيوية تجني مئات الملايين من الريالات للأندية الكبيرة من خلال الاحتراف ورعاية الشركات العملاقة الأندية الرياضية.. لذلك صار يحتم علينا المحافظة على هذه المكتسبات والمنجزات والارتقاء بالعوامل المساعدة والمكملة لهذه المشروعات الضخمة وضمان استمراريتها ووضع البنية الأساسية الصحيحة لهذا القطاع الحيوي والمهم من حيث الاهتمام بالكوادر الوطنية سواء في المجال الإداري الاحترافي أو الإشرافي أو الاستثماري وتأهيلهم على أسس منهجية علمية سليمة تكون قاعدة متينة وأرضية صلبة للبناء الفكري والثقافي والمعرفي للكوادر الإدارية الوطنية تواكب عصر العلم والمعرفة.. فالرياضة قبل أن تكون ميدان فوز وخسارة هي علم أكاديمي ومنهج مرصود في بطون الكتب تدرس في الجامعات بمعظم الدول المتحضرة كروياً.. ومنها على سبيل المثال لا الحصر (روسيا) أنشأت قبل عقد من الزمن جامعة خاصة للعلوم الرياضية وتضم (75) علماً رياضياً وأكاديمياً مثل الاحتراف الرياضي الإدارة الرياضية والقانون الرياضي، علم النفس الرياضي، والاجتماع الرياضي، التخطيط الرياضي والاستثمار الرياضي، وغيرها من العلوم الرياضية الأكاديمية تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن العلم الرياضي الأكاديمي أضحى يشكل حجر الزاوية في منظومة النجاح ورأس الحربة في ترجمة الخطط الإستراتيجية إلى أهداف ذهبية في شباك الآمال والتطلعات المنشودة.

ومن هذا المنطلق لماذا لا تأخذ الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي التي ترعى شريحة عظمى من فئة الشباب يشكلون ما نسبته 56% من التركيبة الديموغرافية بالمملكة.. بزمام الريادة على الصعيد الخليجي والعربي وذلك بالتفكير الجاد نحو دراسة إمكانية إنشاء أكاديمية متخصصة في الإدارة الرياضية وفي العلوم الاحترافية والاستثمارية والاقتصادية والقانونية والمحاسبية وتحويل المجال الرياضي إلى صناعة يستفيد منها شريحة كبيرة من المجتمع السعودي وخلق فرص عمل للشباب علاوة على فتح المجال للإبداع والابتكار في المشروعات الاستثمارية الرياضية، خصوصاً أن أغلب الأندية الرياضية المحلية تملك المقرات والمنشآت العملاقة.. لم يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب أو ما يرضي طموحات القيادة الرياضية فمثل ترجمة هذا التوجه العلمي الرياضي (لو) فعل على أرض الواقع إلى صرح علمي عملاق في البناء الرياضي ستكون (رعاية الشباب) قد رسمت الاتجاه المستقبلي للمنظومة الرياضية وبيان غايتها على المدى البعيد واختيار النمط الاستراتيجي المناسب (علمياً) لتحقيق الآمال المنشودة في ضوء العوامل والمتغيرات البيئية الداخلية والخارجية التي تشهدها الحركة الرياضية في بلادنا الحبيبة وبالتالي مسايرة الإيقاع العلمي لاسيما ونحن في حقبة العولمة العلمية الرياضية من هنا أصبحت الحاجة لوجود العلوم الرياضية والأكاديمية المتخصصة مطلباً ملحاً وهدف استراتيجي.. ومتى ما ابتعدنا عن المنهج العلمي فحتماً سندخل دائرة العشوائية وبالتالي سنجد أنفسنا في عداد التأخر والتخلف رياضياً..!

والله الموفق..

أمين عام نادي الرياض ومسؤول الاحتراف - سابقاً



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد