Al Jazirah NewsPaper Sunday  09/08/2009 G Issue 13464
الأحد 18 شعبان 1430   العدد  13464
خالد عبدالرحمن .. أما آن وقت الا عتزال

 

كتب - عبدالله الهاجري :

من النسبة التي حددها سابقاً عن علاقته مع الفن وأنها لا تتجاوز الـ15% من وقته، يبدو أن الفنان الجماهيري خالد عبد الرحمن قد يواجه إشكالات عديدة في مرحلته القادمة وبالذات في تفرغه الفني ولاسيما بعد إقدامه على الزواج قبل شهر وبهذا يعني أن النسبة التي حددها أبو نايف ستنزل إلى ما تحت الصفر.

من هنا ومن المفترض أن يعلن الفنان الجماهيري خالد عبد الرحمن عن قرار اعتزاله الفني على الأقل حفاظاً على الإرث (الجيد) الذي تركه بعد دخوله المجال الفني كهاوٍ سنة 1988م، ولأسباب عديدة سأوردها ربما تكون مبررات واقعية حتى يقرر أبو نايف الاعتزال وهو في قمة جماهيريته.

كان الفنان الجماهيري قد حدد غير مرة أنه لا يعطي الوقت الكافي لعمله الفني وأن الرحلات البرية والصيد والقنص تستحوذ على 85% من وقته وأن النسبة الباقية هي فقط لهوايته التي تحولت في أوقات كثيرة إلى عمل أساسي له سيما وأنه وقع على عقد مع شركة روتانا لمرتين، هذه النسبة كانت قبل أن يعلن خالد عن زواجه، وكما هو معلوم إن الزواج هي مسؤولية كبيرة تأخذ أغلب الوقت من الشخص، وعندما نقوم بحسبة رياضية حتى نرى ما هي النسبة التي ينوي معها الفنان الجماهيري -بعد الزواج- أن يوجهها إلى جماهيره وفنه وعمله أيضا، نرى أن على الأقل إن 50% من وقته سيكون مخصص لبيته وعائلته كما هو معروف على الأقل في السعودية كون الحياة الزوجية تكون لها أولوية على أي شيء وكل شيء، وعندما نعلم جميعا مدى العشق الخاص لإبي نايف للرحلات البرية والقنص والصيد وهي الهواية التي من المستحيل أن تتراجع نسبتها إلا في حالة الزواج -ممكن- فعندها يتنازل خالد عبدالرحمن عن نصف النسبة لتكون على الأقل 40% من وقته، وسنترك فقط النسبة المتبقية من وقته وهي 10% لعلاقاته الاجتماعية ولأشغاله الخاصة ولكتابة الشعر.

إذن وصلنا إلى النسبة الكاملة وهي 100% وهي - نسبة افتراضية وضعناها- ولم نجد أي نسبة ولو كانت 1% لفنه، ولا أعلم كيفية تعامل خالد مع فنه في الأيام القادمة.

خالد عبدالرحمن الذي فأجانا في عام 1988م وقدم ألبوم (صارحيني) والتي كانت انطلاقته الفنية بصوته والجماهيرية الكبيرة التي حصدها كان محل إعجاب لتتوالى أعماله الناجحة من (بقايا جروح )، (افراق)، (مسلم عربي سعودي) وكانت من أنجح الأعمال الوطنية، ليشارك في عام 1411هـ في مهرجان الجنادرية الختامي، ويقدم في نفس العام ألبوم (انتظرته) الذي صعد المؤشرات إلى الأعلى أكثر فأكثر ورسخ خالد الفن والطرب الأصيل في الذاكرة بشكل لا يقبل الجدلية.

بعد ذلك قدم خالد عمل فني وإنساني في نفس الوقت وبادرة لم يسبقه عليها فنان آخر، وهو عمل يحكي معاناة الطفل المعاق وإهمال الوالدين له ونظرة المجتمع القاصرة إليه وقد صفق الجميع لفكرة هذا العمل الإنساني وكان العمل تحت مسمى (رسالة إلى معاق).

بعد ذلك أقام خالد الحفل الأول له خارج أرض الوطن وذلك في القاهرة عام 1991م وقد اتسم بحضور جماهيري وفي منتصف 1412هـ قدم خالد ألبومين (لو بكيت) و(موادع) وحقق بها نجاحات كبيرة وحافظ معها على جماهيرته التي زادت، ثم قدم خالد ألبوم وطني تحت مسمى (جوهر بلادي) واحتوى على أغنيتين شدا فيها للمنتخب السعودي، وفي عام 1413هـ قدم ألبوم سامريات وتضمن هذا الألبوم اللون السامري البحت, وبعدها طرح ألبوم (آهات) والذي حوى أغنية واحدة حملت نفس مسمى الألبوم من كلمات الشاعر السامر وحقق نجاحات ساحقة ووصلت مبيعات الألبوم ما يقارب المليون.

وقد كان جمهور البدر وجمهور خالد على موعد مع (البدر) في التعاون الأول بينهما، ففي ألبوم (ودي تشوف الهم) تعاون خالد مع بدر عبد المحسن في أغنية (ليل التجافي) وقد حقق الألبوم مثل ما حقق سابقيه من نجاحات ساحقة وشعبية كبيرة، وفي نهاية 1414هـ طرح خالد ألبوم (آمر تدلل) وتميز بتعدد أرتامه الإيقاعية وتنوع ألحانه وحقق نجاحات كبيرة، في منتصف 1415هـ زف خالد للأسواق ألبوم (صفحة جديدة) في نسق جديد وبشكل تنفيذي راق واعتمد في تقديمه على العود والإيقاع فقط وحقق نجاحات باهرة جداً.

وفي عام 1416هـ قدم خالد ألبوم (عقد وسوار) واحتوى هذا الألبوم على أروع الأعمال وتعاون فيه مع الشعراء بدر بن عبد المحسن وطلال الرشيد واحمد الناصر وسعد الخريجي وكان عمل ناجح جداً.

في منتصف 1417ه طرح ألبوم (فرحة لقانا) وكان من أنجح الألبومات، والأغنية الرئيسية في الألبوم لازالت هي الأغنية العربية الوحيدة التي تصدرت TOP10 أكثر من 8 أسابيع في إذاعة ال MBC ولم تأتِ حتى الآن الأغنية التي تحطم هذا الرقم، ثم طرح في منتصف 1419ه ألبوم (على النوى) وفيه أيضا تعاون مع الشاعر بدر بن عبد المحسن وكان ألبوماً رائعاً وحقق نجاحات جيدة.

وفي مطلع 1420هـ قدم ألبوم (قلبك كبير) وهو منفذ عود وإيقاع فقط واحتوى على عشرة أعمال وحقق نجاحات كبيرة، ثم في عام 1420هـ شارك الفنان خالد في مهرجان الجنادرية وتشرف بالسلام على سمو ولي العهد في مناسبة وطنية يفتخر أي فنان في المشاركة فيها.

وفي عام 2000م طرح خالد ألبوم (أعاني) وكانت جميع نصوصه لشاعرات وحقق نجاحات تحسب لرصيده الفني السابق.

أما عام 2001م زف خالد للأسواق ألبومه (يا هاجري) وفيه تعاون مع الشاعر محمد بن راشد آل مكتوم، وأعتقد أن هذا الألبوم كان بمثابة نهاية الفنان خالد عبدالرحمن الفنية ورغم أنه قدم أعمالاً بعد ذلك إلا أنها لم تصل إلى تلك النجاحات وظل منذ 2001م يراوح في مكانه دون أن يقدم شيئاً يشفع له على الأقل للمحافظة على نجاحاته والتي حصدها منذ ألبوم صارحيني، وقلة الطلب عليه من المهرجانات وتراجع أدائه الغنائي والدليل ظهوره المتواضع في برنامج (نجوم الثريا).

وفي نهاية العام الماضي عاد خالد عبدالرحمن مع شركة روتانا مجدداً وهي الشركة التي تتعامل فقط وفق بنود ورغم هذا وكما أشرنا في وقت سابق أن عدة معوقات ووعود لم تتحقق ساعدت على قرار يفضي بفسخ عقده مع شركة روتانا التي انضم لها لتصدر له ثلاثة ألبومات.

وجاء في ذلك الخبر أن خالد عبدالرحمن خلص إلى قرار بعدم المضي قدماً في العقد الموقع منه مع روتانا التي يمثلها رئيس الشركة السيد سالم الهندي وهو قرار ساعد في تناميه مقربون يثق خالد برأيهم وحصافتهم الفنية.

ويرى البعض بأن نقطة التحول هذه بعد أن تم (إقصاء) خالد عبدالرحمن من مهرجان (ليالي فبراير).

وجاء في الخبر أن خالد عبدالرحمن منزعج جداً من المعاملة التي يصطدم بها مع روتانا التي وقع معها للمرة الثانية، حيث كانت الأولى مع السيد محمد ناقرو وتم فسخ العقد لعدم التزام روتانا ببنود العقد المبرم بين الطرفين ليتكرر السيناريو من جديد حيث إن من بنود العقد الموقع بين الفنان والشركة هو التزام روتانا بتصوير أغنيتين من كل البوم يطرح إلا أن الشركة لم تقم بتفعيل هذا البند سواء قبل طرح الألبوم أو بعده مباشرة وقالت المصادر إن اتصالاً جرى بين خالد عبدالرحمن والشركة بدبي بعد طرح الألبوم بخمسة أشهر يفيد برغبتهم في تصوير كليب فرفض خالد بحجة أن الوقت (متأخر) جداً وكان يفترض به أن يكون حال طرح الألبوم.

ويضيف المصدر بالقول: أما البند الآخر الذي تجاهلته روتانا وهو حفل توقيع الألبوم أسوة بالفنانين الآخرين، ومن العقد إحياء الفنان لحفلتين في السنة وبالفعل تم التجهيز والتفاوض على حفلة جدة وبعد أن اكتملت كل التجهيزات ألغيت الحفلة دون سابق إنذار وبعد ذلك طلبت روتانا من خالد عبدالرحمن إحياء حفل ضمن مهرجان (ليالي فبراير) وتمت الموافقة لكن أحداث غزة حالت دون إقامة المهرجان في حينه وتأجل المهرجان ثم تم الاستبعاد دون (علمنا) ولم نعلم به سوى من خلال الصحافة وعند مخاطبة إدارة روتانا لم تبد لنا أي أسباب (مقنعة)، والأمر الأخير وهو موضوع الإعلانات المتفق عليها وخصوصاً إعلانات (اليوني بول) في القاهرة التي لم تعمل أبداً وضعف الإعلانات في الصحف داخل المملكة مقارنة بالفنانين الآخرين.

وذكر المصدر أن واحداً من هذه البنود تكفي لفسخ العقد لكن خمسة بنود تجاهلتها روتانا دون أسباب مقنعة ولذا قد يقرر خالد عبدالرحمن فسخ عقده مع روتانا خلال الأيام القادمة والعودة إلى بيته الأول مؤسسة الأوتار الذهبية.

أنا هنا لست ضد خالد عبدالرحمن بل على العكس وبكل أمانة فأبو نايف يبقى من أكثر الفنانين دماثةً في الخلق ويأسرك فوراً ببساطته وتعامله الراقي وهي ميزات قليلة التواجد في المجتمع الفني، لكن أوردت هذا الكلام حتى يقرر خالد الاعتزال فوراً وهو في قمة مجده ويحافظ على سنوات عديدة من التميز والنجاح وحصد للجماهيرية التي تعدت حدود الوطن إلى أغلب البلدان العربية.

ربما يكون هناك ترتيبات فنية لخالد وربما يكون قد يوازي في وقته وربما يستمر في عطائه الفني وهذا ما نريد وهو استمراره بشرط أن يعيدنا إلى أجواء (صارحيني) و(بقايا جروح) و(آهات)، والعديد من الأعمال والتي تردد حتى الآن رغم مرور أكثر من عشرين عاماً عليها.

خالد عبدالرحمن في الآونة الأخيرة بدأ متوتراً من زملائه الفنانين أمثال فنان العرب محمد عبده وذكر أكثر من مرة بأنه لا يحفظ أغانيه رغم أن الواقع يقول عكس ذلك وبإمكان أي أحد مراجعة أقرب محلات بيع الكاسيت والسؤال عن حفلات خالد الخاصة للاستماع له وهو يغني لمحمد عبده وكذلك الحال علاقته براشد الماجد وعلاقة (جمهوره) بالآخرين وهو ما يحاول خالد تحاشي التعليق عليه ووضعهم له في مواقف حرجة من سب وشتم وفوضى في حق الآخرين.

خلاصة الحديث فخالد عبدالرحمن أمام خيارين بعد كل هذا الشرح وتلك النسب إما أن يعلن اعتزاله الفني وسنبقى كثيراً ما نردد له عبارات الشكر والثناء على ما قدمه للأغنية السعودية وأسهم بشكل أو بآخر في تفوقها، أو البقاء مع الاحتفاظ بنسبة كبيرة من وقته لفنه وعمله ليعود إلينا كما نريد ويريد جمهوره الذي بدأ يتململ من مراوحاته وعدم تقديمه لما يرضي (عشقهم) ودفاعهم المستميت عنه.



starabha@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد